المقالات

الانبار وغيرها


احمد عبد الرحمن

ربما لم تكن المرة الاولى التي تشهد فيها محافظة الانبار عمليا ارهابيا كبيرا مثل ذلك الذي وقع يوم الاحد الماضي واودى بحياة عشرات الناس الابرياء من ابناء هذا الوطن.وماحصل في الانبار يوم الاحد حصل عشرات او مئات المرات في مختلف مدن ومحافظات البلاد طيلة الاعوام السبعة الماضية، ولم ولن تختلف وتتغير اجندات واهداف ومخططات الجماعات الارهابية في يوم من الايام.واذا كانت العمليات الارهابية الاجرامية تترك اثارا واضحة للعيان، بصورة دماء مراقة واشلاء اجساد مقطعة وبنايات مدمرة وسيارات محترقة، فأن اثار ومخلفات الفساد الاداري قد لاتبدو للعيان بنفس القدر من الوضوح، رغم ان الارهاب والفساد بكافة اشكاله، لاسيما المالي والاداري، وجهان لعملة واحدة، وحيثما توفرت البيئة المناسبة والارضية الملائمة للفساد، حيثما وجدنا استفحال الارهاب، فالفساد هو البوابة الاساسية ان لم يكن البوابة الوحيدة للارهاب، ولعل البحث في خلفيات مختلف العمليات الارهابية يوصل الى حقيقة ان الفساد الاداري والمالي هو الذي مهد السبيل لقتل الناس واستباحة الحرمات وانتهاك المقدسات، والا كيف تصل السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة الى الاسواق والى المساجد والكنائس والمدارس والجامعات ودوائر ومؤسسات الدولة، لو لم يكن هناك ارهابيون مجرمون لايمتلكون أي قيم او مباديء اخلاقية او انسانية او دينية، ولايتورعون عن فعل أي شيؤ من اجل اشباع نزواتهم الحيوانية الرخيصة.ان تعزيز المؤسسات العسكرية والامنية والاستخباراتية بالقدرات والكفاءات التقنية والبشرية والمالية امر مهم للغاية، لكنه بالتأكيد غير كاف ان لم يقترن بخطط عملية وعملية لاجتثاث كل بؤر الفساد من اصغر دوائر ومؤسسات الدولة وحتى اكبرها.المختصون وساسة البلد وعامة الناس يتفقون على ان الفساد الاداري والمالي ربما يفوق في خطره الارهاب، وهذا صحيح جدا، ففضلا عن كونه مدخلا للارهاب وطريقا للتخريب والقتل والتدمير، فأن يكرس كل الظواهر والمظاهر الاجتماعية والثقافية والسياسية السيئة التي من شأنها تحطم المجتمع بالكامل.والحكومة الجديدة مطالبة بأن تقف بكل حزم وشجاعة بوجه كل مظاهر الفساد الاداري والمالي، وحتى الاخلاقي، وبنفس المستوى من وقوفها بوجه الارهاب.والقضاء على الفساد يختصر الطريق للقضاء على الارهاب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك