المقالات

صور من هنا وهناك


احمد عبد الرحمن

لاشك انه في المنعطفات الحادة والخطيرة والتحديات الكبرى التي تواجه الافراد والمجتمعات، تبرز واضحة مصاديق التعاطف والود والاخاء والتكاتف والتازر والانسجام، احداث ووقائع الشهرين الماضيين التي شهدها بلدنا العراق ترجمت واظهرت جانبا من مصاديق التعايش والانسجام والوئام بين مكونات المجتمع العراقي.فحينما تعرضت كنيسة سيدة النجاة الى عمل ارهابي اجرامي راح ضحيته عشرات المواطنين العراقيين من ابناء الديانة المسيحية رأينا ولمسنا المشاركة والتفاعل الوجداني لهم من قبل جميع ابناء الشعب العراقي وعلى مختلف الاصعدة والمستويات، بدءا من المرجعيات الدينية المباركة ، مرورا بالزعامات السياسية الوطنية، والنخب السياسية الثقافية والاجتماعية والعشائرية، وانتهاء بشتى الفئات والشرائح التي تنوعت لديها مظاهر مشاركة الاخوة المسيحيين احزانهم، ولعل صورة المرأة المحجبة التي كانت توقد الشموع استذكارا لضحايا كنيسة سيدة النجاة بمناسبة مرور اربعين يوما على الفاجعة كانت واحدة من بين صور كثيرة اوضحت عمق التلاحم بين العراقيين.وقبل ذلك كان للمسيحيين والصابئة والايزيديين مواقف مماثلة حيال الارهاب الدموي الذي كان-ومازال-يتعرض له اخوانهم المسلمين من ابناء الوطن الواحد في مختلف مدن ومحافظات البلاد.وليس غريبا ان نجد صورة معبرة بصدق هذا العام وفي العام الماضي تمثلت بمبادرة ابناء الديانة المسيحيية بألغاء الاحتفال بأعيادهم لتزامنها مع ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام، واجواء شهر محرم الحرام، والاكتفاء بأقامة القداس في الكنائس.أي مصاديق ابلغ واوضح واكثر تعبيرا من تلك المصاديق وامثالها على تعايش ابناء الشعب العراقي وتلاحمهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض تحت خيمة الوطن ذلك العنوان الكبير الذي يجمعهم ويوحدهم.ان قوة العراق تتأتى من تعايش وتلاحم وتكاتف وتماسك ابنائه ، مسلمين ومسيحيين وصابئة وايزيديين، عربا واكرادا وتركمانا وشبك واكلدواشوريين، سنة وشيعة.هذا التعايش والتلاحم والتكاتف والتازر و التماسك هو صمام الامان الحقيقي للجميع، وهو الحصن المنيع لهذا البلد الكريم العزيز المعطاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك