المقالات

صور من هنا وهناك

819 10:22:00 2010-12-27

احمد عبد الرحمن

لاشك انه في المنعطفات الحادة والخطيرة والتحديات الكبرى التي تواجه الافراد والمجتمعات، تبرز واضحة مصاديق التعاطف والود والاخاء والتكاتف والتازر والانسجام، احداث ووقائع الشهرين الماضيين التي شهدها بلدنا العراق ترجمت واظهرت جانبا من مصاديق التعايش والانسجام والوئام بين مكونات المجتمع العراقي.فحينما تعرضت كنيسة سيدة النجاة الى عمل ارهابي اجرامي راح ضحيته عشرات المواطنين العراقيين من ابناء الديانة المسيحية رأينا ولمسنا المشاركة والتفاعل الوجداني لهم من قبل جميع ابناء الشعب العراقي وعلى مختلف الاصعدة والمستويات، بدءا من المرجعيات الدينية المباركة ، مرورا بالزعامات السياسية الوطنية، والنخب السياسية الثقافية والاجتماعية والعشائرية، وانتهاء بشتى الفئات والشرائح التي تنوعت لديها مظاهر مشاركة الاخوة المسيحيين احزانهم، ولعل صورة المرأة المحجبة التي كانت توقد الشموع استذكارا لضحايا كنيسة سيدة النجاة بمناسبة مرور اربعين يوما على الفاجعة كانت واحدة من بين صور كثيرة اوضحت عمق التلاحم بين العراقيين.وقبل ذلك كان للمسيحيين والصابئة والايزيديين مواقف مماثلة حيال الارهاب الدموي الذي كان-ومازال-يتعرض له اخوانهم المسلمين من ابناء الوطن الواحد في مختلف مدن ومحافظات البلاد.وليس غريبا ان نجد صورة معبرة بصدق هذا العام وفي العام الماضي تمثلت بمبادرة ابناء الديانة المسيحيية بألغاء الاحتفال بأعيادهم لتزامنها مع ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام، واجواء شهر محرم الحرام، والاكتفاء بأقامة القداس في الكنائس.أي مصاديق ابلغ واوضح واكثر تعبيرا من تلك المصاديق وامثالها على تعايش ابناء الشعب العراقي وتلاحمهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض تحت خيمة الوطن ذلك العنوان الكبير الذي يجمعهم ويوحدهم.ان قوة العراق تتأتى من تعايش وتلاحم وتكاتف وتماسك ابنائه ، مسلمين ومسيحيين وصابئة وايزيديين، عربا واكرادا وتركمانا وشبك واكلدواشوريين، سنة وشيعة.هذا التعايش والتلاحم والتكاتف والتازر و التماسك هو صمام الامان الحقيقي للجميع، وهو الحصن المنيع لهذا البلد الكريم العزيز المعطاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك