المقالات

جاءت الحكومة فأين البرنامج؟ /


حافظ آل بشارة

حكام البلاد ونخبتهم يعتقدون ان اهم ما في هذه الأيام من مشاريع هو تشكيل الحكومة وتوزيع الكعكة ولكن ليس بسكين عمياء يصعب فيها القطع ويتأخر التقسيم ، أما سواد الناس فيعتقدون أن الاهم من الحكومة هو برنامج الحكومة وحكومة بلا برنامج كمقاتل بلا سلاح ، اهم شيء هو البرنامج ، ويتمنون ان لايكون الوزراء ضيوف البرنامج بل يكونون المعدين والمنفذين ، ويتمنى الناس ان لا تكون جائزة البرنامج للوزير والحاشية بل للمواطن الذي هو الخاسر الاول في كل كارثة والرابح الاخير في كل غنيمة ، ولأن حسن الظن سائد يعتقد المواطن المستضعف هذه الايام ان حكومة المتدينين سوف تجعل قضية الحكومة جزء من لطميات عاشوراء اخلاصا وتسليما وثوابا ، ويرون ان هناك من يفكرون ببرنامج الحكومة ويناقشونه ويتفقون عليه ويبدأون بتطبيقه ، لكن المتخصصين في شؤون التنمية والاعمار متشائمون ويعتقدون ان القضية ليست قضية اعلام وكاميرات واضواء وسلق كلام و(تطيير فيالة) انه امر صعب مستصعب ، فما بال القوم يتكلمون عن برنامج الحكومة بهذه الطريقة التي تفت القلب وتجعل السامع يلطم على رأسه ويحطم التلفاز الصيني المظلم الذي امامه ؟ يا سادة اعلموا ان برنامج الحكومة ليس موضوعا للاعلام الا على سبيل ما يفعله الاخيار من تذكير وتحذير واجمال للاولويات أما تفاصيله التخصصية فهي انعكاس كامل لخطة التنمية الشاملة ، وهي خطة استراتيجية ضخمة يعدها قوم متخصصون في اولويات وجداول وارقام وسقوف زمنية وتكاليف وقد تكون مدتها المقررة خمسة وعشرين سنة مرفق معها جدول اجراءات ، وفي هذه الخطة هناك تشابك معقد بين القطاعات المختلفة ولا يمكن لقطاع اقتصادي ان يسير بمعزل عن القطاع الآخر لأن تنمية البلد كمعمل يخيط الثياب فمن يخيط الاكمام متكامل في عمله مع من يخيط الياقة او يهيئ الازرار والخيوط ولا يمكن لصاحب اختصاص ان يسبق صاحب اختصاص آخر ولا يمكن لقطاع ان ينجح وشريكه فاشل فأما ان ينجح الجميع او يفشلوا معا ، وهنا يتضح جهل بعض المتعصبين وهم يسعون لافشال الوزارة الفلانية لانها تابعة للحزب الفلاني وانجاح الوزارة الفلانية لانها محسوبة على الحزب الفلاني ، هذا تفكير رعاة غنم وليس ساسة ، في الوضع العراقي يجب ان تعمل الوزارات كفريق تنموي موحد متناغم يكمل بعضه بعضا ، ولا يصح ان تقترح كل وزارة خطتها على حدة بل تقدم خطة عراقية شاملة للسنوات الاربع المقبلة وكل وزارة تعرف حصتها في هذا البرنامج ، وموقعها في مسير (اليس يم) المتناغم وفي هذا السياق تتغير كثير من المفاهيم ومنها مفهوم الكفاءة الذي يجب توفره في أي وزير ، ولم تعد كفاءة الوزير او المدير تعني دقة المتابعة والحرص واتخاذ القرار الصحيح فقط ، بل تعني اضافة الى هذه العناصر قدرته على الاندماج في برنامج التنمية الشاملة وتعاطيه مع القطاعات الاخرى تعاطيا تكامليا وليس كماليا ! . هل تفهم وزاراتنا برنامجها بهذا الشكل ام ان هناك فهما من نوع آخر ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك