المقالات

رجال الزمن الأغبر


الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

ربما نحن على خطأ، ربما! لا ليس ربما، بل مؤكد، "فكل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التواب"، لكن مع ذلك فأن البعض منا لا يرى إلا نفسه، فقط هو العاقل وما دونه أغبياء، فقط هو الشريف الأصل والنسب ومن دونه لقطاء، فقط هو الأمين العفيف ومن دونه لصوص وخونه أو خونة جبناء، لا يهمه جرح الناس ولا أهانتهم فهو يعاملهم بالنظر إليهم من أعلى لأسفل ويضعهم في مراتب المادون! مبدأه في التعامل مع الآخرين بالشك والريبة، وقد لا يكون في الحقيقة كما يدعى، وليس من حقه أن يكون حاكما أو حكما، فهو لم يراجع نفسه مرة واحدة قط، ولم ير يوما كيف يعامل من حوله، هل أرضى ضميره أو عاملهم بما يرضى الله سبحانه وتعالى..وعلى الأقل بما يرضي ضميره، فالضمير حاضر وموجود حتى في صدور الطغاة..الدنيا لحظات ولنتذكر خلق الرسول عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام الذي قال: ( ‏‏لا تحاسدوا ولا ‏ ‏تناجشوا ‏ ‏ولا تباغضوا ولا ‏ ‏تدابروا ‏‏ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).. فأين المسؤولين وكلهم يدعون أنهم مؤمنين أو على الأقل "معظمهم" ترك ما يمكن أن يطلق عليه لحية في ذقنه كعلامة إيمان!؟ هل سأل أحد منهم عن صديق قديم ليتواصل معه إنسانيا؟ هل تذكر أحد منهم "إبن عمته" الذي يعاني من ويلات الفقر فيما هو يرفل بعز قصره المنيف في الجادرية؟ هل جرب أن يمد يده في جيبه فلا يجد ثمن "راجيتة" الدواء كما حصل مع المئات؟ بل هل تنازل عن بضع سويعات ليقضيها مع أولاده الذين فشلوا في دراستهم بسبب أن أبيهم غير متواصل معهم؟ هل حاول أن ينام ليلته مثل خالته "أم كاظم" بلا كهرباء؟! هل شارك في مراسم تشييع أحد شباب عشيرته حين قضى نحبه شهيدا في طابور المراجعين في "باب المعظم" للحصول على وظيفة "جندي" ؟!

وإسألوه، وأسألوا غيره من مسؤولي هذا الزمن الأغبر كم بقي عندهم أصدقاء، بل هل عندهم أصدقاء، أصدقاء بمعنى أن تمد يدك في جيب صديقك فيفرح ! أصدقاء بمعنى أن تقلق على صديقك حينما تجد ياقة قميصه قد إهترأت، أصدقاء بمعنى أن تتفقد أسفل حذاءه وتتفحصه، فهو مؤشر ممتاز لقياس وضعه المادي، أصدقاء بمعنى أن تدفع معه سيارته العاطلة في ظهيرة رمضان وأنت صائم...

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2010-12-21
فائدة: أم كاظم أسم حقيقي وهي خالة وزير، و الآخر الذي ذكرنا واقعة أستشهاده في طابور المتطوعين في ثكنة وزارة الدفاع في الميدان هو الآخر حقيقي وأبن عمة وزير، والطلاب الفاشلين أعرفهم بالأسماء وهو أبناء وزير تركهم وتزوج (وحدة) زغيرونه وترك أمهم التي شاركته "الجهاد" مره ومره ومره بلا حلاوة، أن صلة الأرحام مقطوعة عندهم فهل نأمل أن يصلوا الشعب..وأنا ابو الراجيتة
عراقي
2010-12-20
استاذ مو بس هيج،بل بعظهم حرامي ويتهم الاخرين عميل لنظام القمع الصدامي ويرمي التهمة على غيرة.هو زمن ساد به الكثير من الجاهلين وتركوا اهلهم يأكاون التراب بحجة المعارضة للنظام السابق وهم عملائه،زمن اكثر من اغبر زمن الباحثين اللذين والمحليين الذين لم يحللوا لكن غبرة الزمن سوتهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك