المقالات

تبادل المنفعة


عبدالله الجيزاني

ان كل العلاقات التي تربط ابناء المجتمع تبنى على طرفين كل طرف يحقق لنفسه منفعة معينة،وكلما كانت هذه العلاقة متوازنة وتحقق هدف الطرفين كلما كانت هذه العلاقة راسخة واحتمالات استمرارها لفترات طويلة تكون كبيرة،والعكس بالعكس،وان العلاقة بين السياسي والمواطن تكاد تكون مصداق لماذكر اعلاه،حيث لاحظنا ان عدد كبير من السياسيين،غادر موقعه في العملية السياسية في العراق ،واخر عزز هذا الموقع وبدأ يخطوا الى الامام خطوات قد توصله في يوم ما الى ان يكون رمز من رموز العراق،والحال هو الاخر ينطبق على الاحزاب السياسية ،حيث افل نجم ساطع للكثير منها،وصعد نجم افل للبعض منها،ومن المؤكد ان هناك عوامل كثيرة تحكم هذا الامر،لكن اهم امر هو العلاقة مع المواطن،هذه العلاقة التي ارادها البعض ان تكون علاقة تطفل لاعلاقة تبادل منفعة،حيث اراد ان يأخذ من المواطن دون ان يقدم له شيء،وتكون علاقته مع المواطن في اعلى حميمية قبل فترة الانتخابات وبعدها يوصد الابواب بوجهة وهذا حال من افل من الاحزاب والشخصيات،اما الاخر فقد ادرك المعادلة التي تبقية في الساحة،فعمل عليها واستغل ما وفرته له الظروف ليدخل الساحة بقوة ومن العدم،واليوم وبعد انتهى او كاد ان ينتهي مشوار تشكيل الحكومة،وجلس النواب على مقاعد البرلمان،واستلموا رواتب عدد من الاشهر،على الشخصيات والاحزاب التي افلت ان تجلس مع نفسها لتراجع مسيرتها الماضية ،وتدرس تلك الفترة من حيث الاشخاص الذي عملوا فيها،والبرامج التي قدمت،والعلاقة مع المواطن ومستواها،الخدمة التي قدمت للناس، وغيرها من التفاصيل كي تصل الى الحقيقة التي ادت بها الى الافول،بشرط ان تتجرد من ولائها لنفسها او لحزبها لانه الخلل يكمن هنا بالتأكيد،وعدم اللقاء اللوم على الامة التي ادارت ظهرها للشخص او الحزب،اما الذي استطاع الثبات او تقدم الى الامام عليه ان يفكر بكيفية الحفاظ على هذا التقدم وتعزيزه،وذلك من خلال النزول الى القاعدة والاقتراب من الناس،وجلب اشخاص في الحمايات والمكاتب من ذوي الاخلاق العالية التي لها القدرة على الاقناع والتحمل، هذا بالنسبة للاشخاص اما الاحزاب فعليها ان تبحث عن الكفاءات وتعطيها الدور في العمل التنظيمي الميداني،وتغير في هيكلها وطرح نماذج مقبولة بين ابناء الشعب،وترك النفس الحزبي الذي يكفر ويخون ويلوم الاخر لان هذا مدعاة للقبول الشامل من الشارع وعدم الاختصار على الكوادر او الانصار،الذي قد يؤدي وجود بعضهم الى عزوف الناس عن هذا الحزب او الكيان،وليت النواب الممثلين لكل محافظة اسسوا بينهم صندوق لغرض انتشال العوائل المعوزة والتي تعيش في فقر مدقع،وذلك بالمساهمة في علاج المرضى منهم داخل وخارج العراق، ، ويمكن ان يكون هذا الصندوق بمشاركة المسئولين الاخرين في المحافظة من اعضاء مجالس المحافظات والمحافظ، وذلك بتخصيص نسبة من رواتبهم لهذا الصندوق او فرض نسبة على المقاولين العاملين في مشاريع المحافظة، بحيث لاتأثر على ربحة او نوعية العمل، وايضا ايجاد وسائل سهلة لاتصال الناس مع المسئول من رقم هاتف معلن او عنوان بريدي ،بشرط ان يكون الهاتف او العنوان البريدي بيد المسئول شخصيا وليس بيد المرافقين،كما هو الحال الان ،ونظن ان مثل هذا الاعمال او غيرها سوف تمتن العلاقة بين المسئول والمواطن ويجعل هذا العلاقة علاقة تبادل منفعة حقيقية،حيث يستمر المسئول في منصبة بفضل صوت المواطن الذي سيشعر بأنه مستفيد من بقاء هذا المسئول في منصبه،والمشروع المقترح اعلاه واحد من مئات المشاريع الخيرية التي ممكن ان تزيد الروابط بين الطرفين،مع الاخذ بنظر الاعتبار ان رواتب نوابنا والكثير من مسئولينا،تحقق قفزات كبيرة في حياتهم مما يعرضهم الى الكثير من المطبات الخطرة التي قد تؤدي بهم الى المحذور،لذا عندما يتم صرف جزء من هذا الراتب في خدمة الناس يجعل صعودهم الى مصاف الطبقة الثرية تدريجي يجنبهم الكثير من المطبات التي يسببها الصعود المفاجيء،والله من وراء القصد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك