المقالات

حدود الحرية

586 14:37:00 2010-12-12

احمد عبد الرحمن

 من بين اكثر التعريفات شيوعا وتداولا للدستور بين الاكاديميين والمتخصصين في الشؤون القانونية هو انه مجموعة القواعد القانونية التي تنظم شؤون مجتمع معين.وهذا التعريف المقتضب يشير بصورة واضحة الى ان الدستور ومايتضمنه وما يتناوله من امور لايقتصر على الجانب السياسي والقانوني الصرف مثلما يتصور خطأ كثير من الناس، بل انه يعالج مختلف القضايا الاجتماعية والحياتية للمجتمع، ويحدد الاطر والسياقات والمسارات العامة لها، من دون الدخول في التفاصيل والجزئيات.ولعل مفردة الحرية تعد العنوان الابرز في كل دساتير العالم، سواء الشكلية منها او الحقيقية، والحرية حتى في اكثر الانظمة والمجتمعات تحررا وديمقراطية فأنها لابد ان تكون محكومة بضوابط ومحددات وكوابح، مستمدة من واقع منظومة القيم الثقافية والحضارية والتأريخية والاجتماعية والدينية لاي مجتمع، ولعل هناك قول شائع في المجتمعات الغربية وهو "ان حرية الفرد تنتهي عند حدود حرية الاخر"، أي بعبارة اخرى ان حرية الفرد لايمكن ان تمارس على حساب حريات الاخرين. وهذا المبدأ تؤكده وتقر به مختلف الاديان والثقافات والحضارات.ولانحتاج الى ان نذهب بعيدا وفي تراثنا الاسلامي العظيم اطر وقوانين وضوابط تضع الحدود السليمة والصحيحة لممارسة بما يصادر حق أي فرد ، ايا كان دينه او مذهبه. فضلا عنذلك فأن هذا الدين العظيم الذي يعد خاتم الديانات السماوية وضع منظومة متكاملة ومترابطة في حلقاتها للسلوك والتعامل على صعيد الفرد والمجتمع بما يمنع الفوضى والاضطراب، وبما يضمن ويؤمن الحقوق والحريات المنضبطة للجميع، وبما يكرس ويرسخ القيم الانسانية والاجتماعية والدينية الصحيحة، ويحول دون تفشي الضواهر والمظاهر السيئة والسلبية.لم تعني الحرية في أي زمان ومكان ان يفعل المرء مايحلو له وكأنه يعيش لوحده وليس ضمن مجتمع مؤلف من اعداد كبيرة من الناس، ينبغي ان تتوفر لكل واحد منهم مساحة مناسبة من الحرية الشخصية.ولايمكن لاي مجتمع كان له خصوصياته الاجتماعية والثقافية والدينية ان يستنسخ ويستعير نماذج وسلوكيات وتقاليد من مجتمعات اخرى لها خصوصيات مختلفة تمام الاختلاف عن خصوصياته.وهذا مايجب اخذه بنظر الاعتبار ونحن في العراق ننعم بالحرية بعد عقود من الكبت والظلم والاستبداد والطغيان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك