المقالات

حكومة المالكي تشكل لجنة لإصدار عفو عن مزوري الشهادات والوثائق


فراس الغضبان الحمداني

دشنت حكومة المالكي ولايتها الثانية بمبادرة خطيرة تكشف عن النوايا الحقيقية لقادة العراق الجدد وتمثلت بالإعلان عن تشكيل لجنة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء لإصدار عفو عن آلاف الموظفين الذين ثبتت عليهم جريمة التزوير للشهادات الدراسية والخدمة الوظيفية والسبب واضح جدا لان هؤلاء جميعا يمثلون القيادات التي تقود العراق والمتمثلة بما يسمونها الكتل السياسية الرئيسة.

إن هذا القرار تزامن مع الاحتفالات العالمية التي أوصت بها الأمم المتحدة والتي تحث من خلالها الشعوب والحكومات للقيام بخطوات قانونية جادة وجريئة لاجتثاث كل أشكال الفساد والتي ترتبت عليها حصول أشخاص ومؤسسات على امتيازات لا يستحقونها ويسفر هذا التصرف من خلال عمليات الفساد على تدمير البلاد وإجهاض الخطط الحقيقية للتنمية البشرية والاقتصادية والثقافية وتنمي السلوك الإجرامي للفاسدين الذي يعرقل بكل الوسائل عمليات الإصلاح والأعمار .

إن قيام حكومة المالكي بإصدار عفو عن المزورين للشهادات والوثائق الرسمية يفسر على انه محاولة للتستر على جريمة يعاقب عليها القانون العراقي وأيضا يؤكد على الإبقاء على هذه العناصر في مواقع قيادية وحساسة مهمة وفي هذا الحال لا يمكن للجهاز الحكومي إن ينهض بمهامه الوطنية والديمقراطية دون التخلص من هذه المجموعات التي وصلت إلى هذه المواقع لأسباب حزبية وانتخابية تشعر قيادات الكتل بضرورة استمرارها واستثمار وجودها للقيام بحشود تعبوية داخل الوزارات والمؤسسات الرئاسية لتنفيذ خطط سياسية مقابل السكوت على صفقاتها الفاسدة وشهاداتها المزورة .

يعتبر قرار حكومة المالكي إعلان صريح ودعوة لكل العراقيين والأجانب من المستثمرين والمتعاونين معهم لتنفيذ طرق الفساد في ترويج الأوراق الرسمية لتدمير وتخريب العراق لصالح أجندات مشبوهة معروفة النوايا والاتجاهات .

وربما هذا الأمر يأتي استجابة لطلبات بعض الكتل التي وضعت شروط للائتلاف مع دولة القانون وقد تكون هنالك ملفات أخرى خطيرة ستمرر على الحكومة التي تشعر أنها بحاجة لبعض الكتل وهي بدورها ستنفذ أجندة ستثير غضب الرأي العام العراقي بالكامل وتقوده إلى الإحباط في المسار المشرق للعملية الديمقراطية التي سترجع إلى الوراء .

وفي الختام نوجه دعوة إلى كل المنظمات والجهات المعنية بمكافحة الفساد باتخاذ مواقف صريحة إزاء الحكومة لإيقاف هذا القرار الخطير وعده من الأمور المخالفة للدستور وهو يتقاطع جوهرا ومضمونا مع شعار دولة القانون فكيف لنا إن نطبق القانون ونشجع الناس على التزوير والفساد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
hasan
2010-12-12
اخي الكريم انا معك لكن هذا القرار جاء بعد عناء كبير من بعض السجناء السياسيين وابناء الشهداء الذين اضطروا الى تقديم تلك الوثائق لاجل الوظيفة التي اصبحت ملك للبعث وابنائه الذين حصولوا على شهادات الدكتورا بفكر الطاغية المقبور ويقبضون الملايين ويتسلطون على رقبنا وهم الان الذين عزلو الكثير منا من الوظائف نحن نطلب من موقع براثا والاقلام الشريفة ان يعملوا معنا لاصدار عفوا عاما عن جميع من قدم شهادات غير اصولية من السجناء السياسيين وابناء الشهداء الذين اضطرتهم ظروف السجن والقهر عن اكمال درستهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك