المقالات

سيد قطب يبكي الحسين عليه السلام

1198 10:58:00 2010-12-12

مصطفى الهادي

(( إنهم يبكون الحسين (ع) ولكن بأقلامهم وليس بأرواحهم ، لأن حكامهم اشاروا إلى أقلامهم وأجسامهم ، فاستجابت لهم فلا تعرف غير لغة المديح الممزوج برائحة الولاء المر التائه ، وأئمتنا دعو أرواحنا فاستجابت لهم فكانت الأرواح ممزوجة بعبق الإمامة وعبير النبوة وشذى الربوبية ، فكانت إذا ذكرت الحسين كتبت بدمها قبل دموعها وهذا هو الفرق بين الولائين )) . بكى قلمك قبل دموعك لأنه نمى في تربة سُقيت بدم الحسين . وعاشت على اصداء قبر فيه رأس الحسين (ع) . بكى سيد قطب فقال : دم ودموع ، وسمو واستعلاء . وألم يفري الضلوع ، وعزة نفس وإباء ، تلك ذكرى ابي الشهداء . ما اجتمع الألم القاسي والعزة الطولى ، كما اجتمعا في هذه الذكرى . الألم لذكرى تلك الدماء النقية الطاهرة ما أرتوت هذه الأرض بأطهر منها . والعزة بذلك الشمم العالي ما شهدت الأرض مثله . وأنها لمزيج مقدس تظهر به الأرواح وتتزكى ، وتسمو به الإنسانية إلى السماوات العلا . وأنه لمقام تتطاول إليه الأعناق لتقتبس العيون والقلوب من نور هداه ولترى ، كيف ترتفع إليه البشرية إلى الملأ الأعلى . وكيف تصمد الروح لآلام الجسد . وكيف تحتمل النفس ما لا طاقة به لبشر وكيف تصفو وتشف فإذا هي نور يتحدى النار ، فيكتوي ولكنه ينتصر مدى الأدهار . ما لعبرة في ذكرى ابي الشهداء ؟ هي عبرة ا لعقيدة التي لا تضعف ، والإيمان الذي لايهن .والعزة التي لا تخذل ، والأباء الذي لا يقهر . والقلب الشجاع الذي لا تردعهُ الأهوال . وهي في الجانب الآخر عبرة النفس الإنسانية حتى تُمسخ ، والطبع البشري حين ينتكس . والشر اللئيم الخسيس حين تسعفه القوة المادية والنذالة القذرة المنتنةحين تواتيها الظروف . وما الذي صنعته الأيام والدهور بهذا وذاك .لقد خلّدت العقيدة والإيمان والعزة والإباء والقلب الشجاع . خلدتها في القلوب نورا وإيمانا وعقيدة تذكيها القرون والأجيال ... ولقد دفنت الطبع المنتكس والشر اللئيم والنذالة القذرة ... وعفت على هذه الصورة البشعة إلا أن تذكرها بالمقت والإزدراء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك