المقالات

ما قل ودل :من أسرار الثورة الحسينية الحلقة الرابعة


مصطفى الهادي

التحليل الغربي لظاهرة الجمهور : أثبت علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي استحالة السيطرة على التجمعات الكثيفة ، والمحاذير الوهمية التي تسجلها الدراسات الغربية للجمهور حين تسم سلوكه باللاعقلانية ، حيث تفترض هذه الدراسات نزوع الجمهور إلى التخريب والممارسات العدوانية حال تجمعهم ، وضربوا مثلا لذلك جمهور كرة القدم ، والحفلات الغنائية العامة والتظاهرات. حيث يخرج الجمهور عن السيطرة وتقع الضحايا الكثيرة وتصاب الدولة بخسائر مادية هائلة جراء هياج الجمهور.وصياغة السلوك الجمعي : هو أهم ما تقوم به الشعائر الحسينية . وهو ينسف تلك المحاذير الوهمية التي تسجلها الدراسات الغربية . مكنت القضية الحسينية الجمهور الحسيني من المسير وراء راية واحدة تصلها بلواء التوحيد . وليس هذا حكرا على القضية الحسينية بل نرى الانضباط في كل الشعائر الإسلامية وهو ما نلاحظه في الشعائر الأخرى كالحج صلاة الجمعة والجماعة حيث يلتقي الجميع من دون النظر إلى المراكز والمواقع الاجتماعية فلا غني ولا فقير . وقد أعطى التنظيم التلقائي انطباعا خطيرا في الغرب تجاه قضية الحسين (ع) حيث باتت قوى الكفر تخشى هذا التنظيم الذي ينتظم بدون أن يكون لأحد يدٌ فيه . فالناس تتجمع تلقائيا وفي كل بلدان العالم لتشكل مسيرات مليونية من دون وقوع مشاكل . بينما يقوم قادة التغيير الاجتماعي بجهود جبارة وصرف الأموال الطائلة لإيجاد تنظيمات اجتماعية يعملون من خلالها . ونحن نملك تنظيما لا يكلفنا شيئا . إن دراسة الغرب لظاهرة الجمهور الحسيني جعلتهم يشنون الحرب على كل ظواهر المآتم الحسينية عن طريق عملائهم من رجال الدين والزعماء السياسيين . ومن أهم معاجز ثورة الإمام الحسين (ع) أنها قامت بترسيخ الهوية الشيعية وتعميق انتمائهم وولائهم لأهل البيت (ع) فبعد أن كانت قلوبهم مع أهل البيت وسيوفهم عليهم أصبحت القلوب والسيوف مع آل البيت . أليس ذلك من أسرار الثورة الحسينية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك