المقالات

النهضة الحسينية...

714 17:01:00 2010-12-11

محمد رشيد القره غولي

لا أريد أن ادخل في بحث روائي لنقل أو سرد واقعة فجعت لها الأمم السابقة و التي ستأتي، لأنها مصيبة لم تشهدها الإنسانية قط، و لم تعرف فاجعة مثل تلك الفاجعة.لكن السؤال لو لم ينهض الحسين(ع)، و بات في مدينة جده؟ و فرضا لم يقم يزيد بقتله، باعتبار ان يزيد كان ينوي قتله أن قام أو قعد.فهل سيبقى للدين باقية؟و هل سيكون دين المصطفى أم دين ابن تيمية؟.إن الإحداث التي عاشها الحسين و ما اطلعنا عليه، يجعلنا نجزم، لن يكون بعد الحسين دين كما نراه اليوم و أن تعددت مذاهبه و مشاربه، بل حتى لن يُشاهد مذهب سني معتدل في أطروحاته، علاوة على أن التشيع ستندثر معالمه، و نصبح في مهب الريح، أكثر مما نحن فيه اليوم، بسبب السياسات القذرة التي انتهجتها بنو أمية و بنو العباس. كما أنه بنهضته هو مظهر من مظاهر الرحمة الإلهية و العدل الإلهي. لان الإسلام ـ الذي حاولوا بنو امية جاهدين طمسه ـ هو دستور يصل بالإنسان إلى الكمال ـ الذي نطالب به من الباري سبحنه و تعالى ـ و هو مطلب كل عاقل يريد بنفسه و مجتمعه التدرج نحو السمو الإنساني و الروحي.لذا عندما رأى الحسين تلك الهجمة الشعواء ضد المبادئ السامية التي جاء بها نبي الرحمة(ص)، من لدن اله كريم، انتفض ليسقط تلك الأصنام التي ابتدعوها من جديد، و سعيهم لتغيير سنن الله في أرضه، وطمس معالم الدين الحنيف، و ذلك الاعوجاج الذي احدث في امة جده، عرض نفسه للشهادة، في سبيل الإنسانية جمعاء، ليصل صوت الحق عبر الأجيال، و لم يسمح لهؤلاء الطواغيت لدرس معالم الإسلام. فلو لم ينهض لم يكن الحقير كاتب هذه الكلمات إسلامه إسلام محمد و آل محمد(صلى الله عليهم أجمعين)، بل سيكون إسلامه إسلام ابن تيمية، الذي هو صنم جديد من أصنام بنو أمية اليوم.لذا نحن مدينون للحسين بن علي(ع)، بالشكر بحفاظنا على صرخة كربلاء تدوي عاليا، ليقتبس من جامعتها أسمى العلوم، نعم ففي كل موقف من مواقف ارض ألطف هي مدرسة يتتلمذ عليها الكبير و الصغير دون استثناء.فنهضة الحسين(ع)، أحدثت ثورة في نفوس الأحرار من هذه الأمة وجمرة ملتهبة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ إلا برجوع الحق إلى أصحابه. و لولا تلك الصرخة المدوية عبر العصور، لفقدنا الكثير من السنن الإنسانية و الدينية.فهي حركة إلهية حفظت بها الحد الأدنى من العدالة و التي ستكمل بعد ذلك المشوار الطويل بدولة الإمام الحجة(عج)، و إقامة العدل الهي في أرضه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك