المقالات

الشعائر الحسينية القاعدة الأساسية لبناء الجماعة الصالحة


وليد المشرفاوي

إن شهر محرم الحرام وما يعنيه من تجدد المصاب والألم للمسلمين بصورة عامة , والجماعة الصالحة لأهل البيت(ع) بصورة خاصة باستذكار النهضة الحسينية والفجائع التي تحملها الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه لهي محطة نفسية وروحية عظيمة ينبغي استثمارها لبث الوعي المناسب في الأمة وتثقيفها على أهداف هذه الثورة العظيمة وخلفياتها ومناشئها وظروفها وتداعياتها , فان نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) كان لها اثر بالغ وكبير في حركة التاريخ الإسلامي وحياة المسلمين عامة بحيث أدت تفاعلاتها الواقعية في حركة الأمة إلى حفظ الإسلام والأمة الإسلامية من كثير من مخاطر الانحراف. فالشعائر الحسينية هي إحدى أهم الخطوط التي اعتمدها أئمة أهل البيت(عليهم السلام) في التعريف والتمجيد بثورة الإمام الحسين(ع) والتأكيد على أهدافها والاستلهام منها , لتصبح القاعدة الأساسية لبناء الجماعة الصالحة لأهل البيت(ع) من شيعتهم والركيزة الهامة لتحركهم (عليهم السلام) في الأمة ,ومن هنا وضع الأئمة الأطهار التصميم العام لهذه الشعائر ومنحوها أبعادها الدينية الكاملة وحددوا الشكل والمضمون الذي يتناسب مع الدور المهم الذي لابد أن تؤديه , بحيث تنسجم من ناحية الشكل مع ظرف المأساة التي واجهها أهل البيت(ع) , ومن ناحية المضمون مع الأبعاد السياسية والروحية والثقافية والعقائدية لأهل البيت(ع) ,وبهذا أصبح لهذه الشعائر دورا مكملا لدور الثورة نفسها , من هنا يتبين إن الشعائر الحسينية كلما اقتربت من تحقيق أهدافها مع وضعها في الإطار الصحيح للممارسة كانت مؤدية لوظيفتها الحقيقية التي أرادها أهل البيت(ع) , ومن دون ذلك تصبح شكلا مجرد من المضمون , ويمكن تلخيص هذه الأهداف التي يجب المحافظة عليها عند أداء الشعائر بالنقاط التالية:-أولا:- الارتباط الروحي والنفسي والعاطفي بالإمام الحسين وأهل البيت(عليهم السلام) وأهدافهم في هذه النهضة العظيمة .ثانيا:- الرؤية السياسية والدينية الصحيحة لقضية الحكم والأحداث السياسية الأخرى التي تواجهها الأمة الإسلامية في قضايا الظلم والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحكم الإلهي.ثالثا:- التربية الأخلاقية الأصيلة في الحركة السياسية والاجتماعية التي تتمثل في التضحية والفداء والصبر والشعور بالمسؤولية تجاه قضايا المسلمين في مقاومة الظلم والطغيان والتزام جانب الحق والوفاء بالعهد والميثاق والإخلاص لله تعالى والصمود والثبات على المبادئ.رابعا:- نشر الثقافة والوعي الإسلامي في مختلف أبعادها الإسلامية في معرفة الإسلام والتفقه فيه ورفع درجة الإحساس والشعور في النفس الإنسانية وإيقاظ الوجدان والضمير .خامسا:- ترسيخ علاقات الأخوة والمودة والتعاون بين المؤمنين والاهتمام بأمورهم والتضحية لهم وإعانة فقرائهم وضعافهم وإيجاد المزيد من التكافل بينهم وإظهارهم بمظهر القوة والمنعة والوحدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك