المقالات

((ثورة لسيد شباب اهل الجنة أم سيد شباب اهل الجنة لثورة !))

752 21:30:00 2010-12-10

حميد الشاكر

من النادر ماتجد شخصية انسانية ثورية وحرّة ومتطلعة ومصلحة تشكّل رُعبا وقلقا وتهسترا لطغاة الارض وظلمتها في كلا حالين الوجود وعدم الوجود في هذه الدنيا فمن الطبيعي كما نفهم ان يشكل الاحراروالثوّار والقادة والكبارقلقا ورعبا للظالمين الفجّار ابّان حياتهم ووجودهم القائم في هذه الحياة وبين الناس وسرعان مايقدم اولئك الظلمة على تصفية خصومهم ليرتاح وسواس الرعب داخلهم ويلتفتوا للالتذاذ بمغانم حكمهم بعيدا عن ازعاج الاحرار والثوار أما ان تتحول شخصية الثائر والحرّ والمناضل والمجاهد الى قلق اعظم ورعب اكبر بعد استشهادها وموتها على يد الظالمين اكثر بكثير مما هي على قيد الحياة ، فهذا شيئ من النادروقوعه في شخصيةانسانية مهما كان تاثيرهاكبيرا ولكنه على اي حال هوهذا بالذات ماحصل في شخصية الامام الحسين بن علي وماشكّلته شخصيته من رعب واضطراب وقلق لكل الظالمين الذين كانوا يتواجدون مع حياة الحسين وما شكلته ايضا من رعب وخوف وقلق بعد استشهادها لجميع الظالمين على هذه الارض اكثر من حياتها بكثير !!.

ولعلّ المبادئ التي حملها الحسين ع من اصلاح ومطالبة بالعدل والحرية للناس واقامة الحكم الاسلامي الشريف .....الخ هي السرّ في عظمة شخصيته التي جعلت منها مؤثرا حقيقيا في الحياة ومؤثرا عظيما بعد الممات لكن ياترى اذا جاء اليوم اوغدٍ اي انسان ينادي للثورة وعلى الصفة المبدأيةالتي رفعها الحسين بن علي ع فيما مضى ولم يزل من زمان فهل ياترى سيكون لشخصيته نفس ما لشخصية الحسين من رعب وقلق واضطراب للظالمين في حياتها وحتى بعد مماتها كما هو حاصل لحياة شخصية الامام الحسين ع في كلا المعادلتين ؟.

أم انه ربما يكون مقلقا للطغاة والفاسدين ابّان حياته ، وحركته بقوّة لكن سينتهي تاثيره الشخصي بعد اول دقيقة من نزوله تحت التراب على الجماهير وعلى مسير حركة التاريخ ؟.

طبعالاريب ربما يتفق معي السواد الاعظم ان الثوّاروالاحراروطلاّب العدالة مهماعلاشأنهم وصفت مبادئهم وعظمت تضحياتهم .....الخ ،لايمكن لهم باي حال من الاحوال ان يشكلوا نفوذا جماهيريا مرعبا للطغاة والظلمة والمستبدين بعد استشهادهم كما هي الحال في حياتهم ، وحتى الانبياء الطاهرين والرسل المكرّمين يصلحوا ان يكونوا منارات ثورة في حياتهم بالطبع لكنهم لايصلحوا ان يكونوا غير مصادر شرائع وقوانين وحكمة بعد انتقالهم للرفيق الاعلى فحسب ، اما ان يكونوا دعاة جحيم للظلم والظلمة ومقابرسعير للفاسدين والفسدة في حياتهم وبعد موتهم واستشهادهم فهذا ايضامن المستبعداوالنادر حصوله لشخصية رسول او نبي او قديس او ثائراو مناضل او مجاهد او حرّ او مطالب بعدالة ، كما هو حاصل لشخصية الحسين الثورية عليه السلام التي عجنت عجنا لتكون شرارة ثورة كيفما كانت لاغير !!!.

اذن ليست هي تلك المبادئ التي جعلت من الحسين ع اسطورة شخصية انسانية تكون مفاعيل الثورة في داخلها بعد شهادتها اعظم بكثير من حال حياتها ، مع ان هذه المبادئ هي ما يتغنى به اليوم الملايين من الاحرار والثوار والمناضلين الابرار في مبادئ الثورة الحسينية وانها هي ايضا اللغة التي يطلّون من خلالهاعلى شخصيةالحسين بن علي الثورية والبطلة والمناضلة والحرّة والكريمة والشجاعة وداعمة الفقراء والمضحية من اجل العدل والاصلاح والاسلام !!!.

وعلى هذا فماهي او ماهو ذالك السرّ الذي يميز الشخصية الحسينية عن غيرها اذا حيدنا المبدئية عن الموضوع ،ليحولها الى كرة ثلج بيضاء ومتوقدة نورا كلما تدحرجت مع الزمن كبر حجمها عند الانسانية وفي داخلها يوما بعد يوم ؟.

هل هناك ابعاداغيبية لاهوتية خلقيةفطرالله سبحانه الحسين وطبيعته وروحه وجوهريته عليهاهي التي اضفت على الشخصية الحسينية مميزات لاتتوفر في اي شخصية انسانية بشرية اخرى تجعل من هذه الشخصية ومن صميم وجوهرماهيتها انها ضد الظلم والظالمين والقتلة والمتفرعنين اينماوكيفما اخذت وعلى اي منبرصدحت تكون هويةثورة ضدالظالمين في وجودها وبعد غيابها المادي من هذا العالم ؟.ام هناك ابعادا اخرى واسرارا متوارية عن عصرنافي شخصيةالحسين هي التي تجعل من وجود الحسين وعدم وجوده في هذا العالم شيئا واحدا ضد الظالمين والمستكبرين والقتلة والمتفرعنين ؟.

فيما مضى من بحث في حياتي كان يشغلني فكريا صورة سؤال : هل عظمة الحسين بسبب ثورته المبدأية الاسلامية لاغير ؟.أم ان العكس هو الصحيح ، لتكون الثورة الحسينية المبدأية عظيمة ، لأنها تشرفت بالانتساب للحسين كونه اولا سيّد لشباب اهل الجنة اسلاميا قبل ان يكون ثائرا في سبيل هذا الاسلام ؟.

بمعنى اخرمن البحث انناندرك ان لقب ووسام ان الحسين بن علي سيد شباب اهل الجنةاعطاه الاسلام ورسول الاسلام العظيم محمد ص الى الحسين قبل ان يكون الحسين ثائرا ومجاهدا وشهيدا ، وهذا يعني علو مقام الحسين بثورة او بدون ثورة فهل اراد الاسلام من هذا الوسام ان يدعم ويجعل للثورة الحسينية ومبائها وشعاراتها شرف الانتماء للحسين وسيادته للجنة ومن فيها ؟.أم ان الحسين استحق فعلا ليكون سيّدا لشباب اهل جنةالله سبحانه لانه سيكون ثائراضدالظالمين ومُبيرا للمتفرعنين وفاضحا للمنافقين والدجالين داخل الاسلام وخارجه ؟.

هنا يكون الجواب شبه محيرٍ بين ان تكون الثورة هي شخصية الحسين ع ، وبين ان يكون الحسين نفسه هو شخصية الثورة وكأنهما وجهان لعملة واحدة لايمكن فصل احداهما عن الاخرى فالثورة اذا كانت هي مميزشخصية الحسين فلماذا لانجد جميع الثوار اسيادا لجنة الارض والاخرة ، واذا قلنا بان الحسين هو مميز شخصية الثورة ، فهل سيبقى الحسين هو الحسين بدون ثورته التي تتجدد سنويا وكل حين ، حتى اصبح اسم ورسم وماهية الحسين هي هي الثورة لاغير ؟.

إن هذا المميزبين الحسين والثورة على الظالمين هوالذي فرّق بين جميع اسماء البشرية وامكانية تعايش الظلمة والمتفرعنين والقتلة والمخادعين معها حتى ولو كانت اسماء رسل وقديسين وانبياء ومجاهدين ، بعكس اسم الحسين ع ، وماهيته فجميع ظلمة العالم ترى فيه انه (( فتنة )) لابد من ابادتها ومطاردتها وعدم السماح لها بالتنفس في اي مكان كانت لاسيما في داخل امة الاسلام وتحت غطاء ارضهم ودولهم !!.

اسم محمد رسول الله ص ولاربعة عشرقرنا مضت استطاع القتلة ، والمتفرعنين ان يروضوه ، ليكون رافدا لظلمهم وفسادهم وفرعنتهم وطغيانهم على العالمين وحتى اصبح النهوض بوجه الظلم خروجاعلى السلطان وكفرابالاسلام كما زيفه عن رسول الله محمد ص المزيفون ، وتلاعب باحكامه ودينه المتلاعبون !!.وهكذا اسم عيسى رسول الله وموسى كليم الله ايضااصبح في ليلة وضحاها قائدالامة الظلم والعنصرية والاحتلال والدكتاتورية والارهاب والكراهية بين العالمين لامة انتسبت اليه وقامرت بشخصيته واسمه ،وباعت مبادئه لتحوله من قائدا للعدل والحرية الى منظرا للاستبداد والعنصرية !!.

أما اسم الحسين ع فلايركب بشريا ابداعلى اي فكرة ترّوج للظلم ولاتنفع مطلقا لتكون مع الاغنياء ضدالفقراء اومع المستبدين ضد المستضعفين او مع الفاسدين ضد المصلحين ، او مع الجهلة ضد الواعين المثقفين ، ولو ترادف الانس والجن على فعل ذالك لما استطاعوا زحزحة اسم الحسين ع لما صُنع وخلق من اجله !!.

الحسين يعني لاظلم ، الحسين يعني صراخ بوجه الطغاة وبكاء بصوت عالي من الم سياطهم المجرمة ، الحسين يعني كشف للمزيفين وفضح للمنافقين وسيف يهوي على رقاب المنتفعين ، الحسين يعني شراكة بالثروة ولاراسمالية للمترفين ، الحسين يعني اخلاق ولامكان للتافهين والمنحرفين الحسين يعني عدالة لجميع المحرومين ، الحسين يعني لاشرعية لليزيديين الحسين يعني امرأة حرّة وشعب قوي متطلع لايستكين ، الحسين يعني تضحية بالاطفال قبل الرجال من اجل الكرامة والعيش الشريف والاصيل ، الحسين يعني لوحة فنية لايرتقي لها عبث الفنانين ومادية المشعوذين ، الحسين يعني الانسان عندما يكون انسانا قبل المتأنسنين ، الحسين يعني كارثة دائمية على الملحدين ......!!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك