المقالات

عاشوراء وعبق الثورة


خيرالله علال الموسوي

عاشوراء وعبق الثورةلقد نزفت الاقلام دما في تصوير واقعة كربلاء وتبقى دون ان تحيط بهذه الواقعة الاليمة التي كتبها الله عزوجل واخرجها الرسول ص وآله وبطلها الحسين وآل بيته ع فأي واقعة هذه ؟!,لذلك بقيت وتبقى مادام الليل والنهار!.ربما لم تكن في التاريخ واقعة كهذه ,واما في الاسلام فهي اول جريمة ابادة جماعية لآل بيت النبوة !.اننا مهما اعطينا من امكانيات لا نستطيع ان نصل الى جميع الاسرار الكامنة من وراء ثورة الحسين عليه السلام ,وهذا المعنى قد اكده المولى المقدس السيد الصدر الثاني في كتابه (اضواء على ثورة الحسين ) وهذا سر الابداع في ثورة الحسين عليه السلام ,ولكن مالا يدرك كله لايترك جله ,ولقد نزفت الاقلام منذ الواقعة الى يومنا هذا دون الاحاطة بها ولكنهم تناولوا مجموعة من الاهداف قد تكن هي اوقد لا والله اعلم .الامام الحسين ع جعل من نفسه الضوء الذي يهدي الثائرين الى العلا ,وان كان طريقا وعرا شائكا لا يستطيع ان يسلكه الا الاحرار ومن جميع ابناء الانسانية على مختلف اعتقاداتهم وليس وقفا على المسلمين فقط بل ان غير المسلمين نهلوا من نبع الحسين ع وبعض المسلمين لم ينهلوا منه وما ظلموا الا انفسهم وما يشعرون ,فهذا غاندي الرجل الذي لاينتمي لأمة الاسلام يقول : (تعلمت من الحسين ان اكون مظلوما فانتصر)! ونقل لي احد الثقاة ان في يوم العاشر من محرم عطلة رسمية في عموم الهند استذكارا او تخليدا لشهادة الامام الحسين ع واعتقد ان هذا لم يحصل في البلدان الاسلامية وخاصة السعودية ! ,فاللاسف الشديد غير المسلمين يخلدون ذكرى الامام الحسين ع والمسلمون يجتهدون في محو هذه الذكرى هداهم الله !.قال الرسول الاعظم ص ,آله ((إن لقتل ولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتبرد أبدا)).وهذا الامر من صنع الله تعالى هو الذي اوجد هذه الحرارة في قلوب المؤمنين وليس نحن البشر والا لمحي ذكر الحسين مع الزمن.لذا الامام الحسين عليه السلام وعبق ثورة عاشوراء يبقى في ضمير الانسانية الى ان يرث الله الارض ومن عليها.ولقد تناولت كتب التاريخ صور مشرفة عن الذين ساروا في درب الامام الحسين ع وجعلوه الضوء الذي يهتدون به ,ويضيق الورق ان نذكر تلك المآثر ولكن نذكر القريب منها ,لقد جعل اتباع اهل البيت الامام الحسين قدوة لهم في طريق التضحية والشهادة وتبقى القوافل والفيالق التي تحث الخطى نحو العلا وامامهم وملهمهم الحسين ع .نحن نعرف كم اعطوا( آل الحكيم) رض من الشهداء ويبقون ,فقد اعطوا على يد الملعون المقبور صدام العار اكثر من ثمانية وعشرين شهيدا .واما عائلة (آل الصدر ) فقد ضحوا تضحيات جليلة فها هو (السيد محمد باقر الصدر) كيف خرج خروجا مدويا وقض مضاجع الطاغية في وقت كان صدام في عنفوانه ,وقف غير مكترث به ولا بجلاوزته وطبق مقولة الامام علي عليه السلام (( لاتزيدني كثرة الناس من حولي عزا ولا تفرقهم عني وحشة)) فكان وحيدا امام اطغى طاغية عرفه العصر غير مكترث بما يشكله صدام واتباعه!.واما المولى المقدس (السيد الصدر الثاني )الذي ثار ثورة حسينية التي تركت الطاغية مرعوبا منهارا ,لا بل جعلته اجوفا فارغا ليهوي الى السقوط والى غير رجعة ,لانكم يجب ان تعلموا ان امريكا ما كان لها ان تسقط صدام لولا تضحيات الشهداء التي جعلته فارغا اجوفا وكانت آخر طلقة الرحمة عليه هي ثورة السيد الصدر الثاني التي كانت تحمل في معانيها معاني وافكار الحسين ع وثورته الجبارة .ونحن عندما نذكر شهداء (آل الحكيم ,وآل الصدر) لانهما رمز لكل الشهداء الذين رووا بدما ئهم الزكية تربة العراق المظلوم ,وهم القادة الذين جسدوا افكار الحسين ع لهذه الاجيال ,السيد الصدر الثاني خرج خروجا لم يكن في حسبان الجميع ولا صدام الذي كان يظن انه ذلل العباد ووطأ البلاد لنفسه بالقتل والدمار ,ولكن الله لايترك دينه ابدا فكان الحسين ع في كل زمان موجود في تلامذته ليقول لهم انني سأبقى احارب الظلم ابدا ولايمكن ان ينطع فكري مابقي هناك احرار يعشقون الشهادة دربا وخطا لهم .فلذا يبقى عبق ثورة عاشوراء يدور مع الزمن في تلامذته مادامت الحياة!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك