المقالات

الحسين رمز الاحرار في العالم

951 14:42:00 2010-12-10

علي جبار البلداوي

الحسين بن علي عليه السلام، عنوان كبير في تاريخ الإنسان على الأرض..ومحطة رئيسة لحركة الأسرة البشرية..ونحن الذين نؤمن بدين الإسلام لا نحسن في كثير من الأوقات تأمل ما لدينا من كنوز معرفة ولا نحسن كذلك الحديث عن شموسنا التي تضئ العالمين.. نحن نريد أن نخرج من جو النحيب وإن كان مقتل الحسين وآل بيته بتلك الطريقة يكفي أن يجعل الحزن فينا دائما، وإننا لنخجل من رسول الله أن يشهدنا غير متألمين ومحزونين لمقتل ابنه الحسين..ونريد أن نخرج من جو اللامبالاة تجاه رجل كان أشبه خلق الله برسول الله ولقد أحدث موته ما لم يحدثه موت أحد في العالمين من أثر.. الحسين في يوم العاشر من محرم دافع عن الإنسان كل الإنسان في الأرض كل الأرض في ذلك الزمان وكل زمان.. يقولون:إن العظمة في سيرة الحسين تكمن في ثورته على الطاغوت الأموي، ويصورونه على أنه قد أختار طريق الدم والمواجهة ضد الذين تملكهم النزوغ إلى الظلم، ويقدمونه للناس على أنه قدم أبناءه وأهله واحدا واحداً في تلك المعركة مختارا وكأن الحرب مبتغاه وأمنيته والموت هدفه.. أوكأن العدم أصبح خيارا له، وكأنه شاعر أراد أن يلقي قصيدة شعر وليكن بعده ما يكون. إن تقديم الحسين بهذه الطريقة يحرمنا من فهم رسالة الحسين كما أنه ظلم كبير للحسين عليه السلام..لان وقوف الحسين في كربلاء في العاشر من محرم لم يكن اختياريا.. لم يختر الحسين المواجهة المسلحة والمعركة في ذلك اليوم على سواهما من أساليب العمل. وهذه نقطة لابد من الوقوف عندها مليا.. إن الحسين قد غادر الحجاز في اتجاه العراق ليلبي بيعة عشرات آلاف المسلمين له ليقيم دين جده (ص) بعد أن اغتصبته العصبيات الجاهلية..وما كان له أن يجبن أو يتردد ‍ عن هذه المهمة المقدسة وهو الذي انجبل على الطهر والاستقامة وقد طهره الله وأذهب عنه الرجس..ولكن قد حيل بينه وبين ما خرج من أجله بجيش جاهلي يقوده أشرار الناس..وهنا كانت لحظات اكتشاف الحقيقة .. حقيقية موقف الحسين أدرك الحسين أن المعركة غير متكافئة.. والحسين يعرف ربه جيدا ويعرف عن ربه أن المعارك لاتحسم بالإيمان فقط إنما لابد من القوى المتكافئة وذلك ما حفظه عن جده رسول الله(ص) في بدر وأخواتها.. والحسين يدرك أن أنبياء كثر قد قتلوا على يد الظالمين وان دعوات كثيرة قمعت على أيدي المجرمين .. إن الحسين أمام مشهد معركة مختلة الموازين فيها تماما..هنا لابد من استعادة كل المعاني الأصيلة التي انطبعت عليها مسيرة الحسين لفهم تلك اللحظات التاريخية الفذة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك