المقالات

اربعينية رضيع سيدة النجاة

671 14:30:00 2010-12-10

احمد عبد الكريم الخطيب - بيروت

اطفالنا الذين احببناهم قبل ولادتهم,حين كنا نناغيهم وهم لازالوا في بطون الامهات,وندعوا الله ليلا ونهار ليولدوا بيسر ويكونوا سليمين وبصحة جيدة,لنعيش معهم اجمل اوقات حياتنا ونحن نأخذهم بايدينا ونحملهم فوق صدورنا,ليضع هذا الرضيع تلك الخدود الرقيقة على صدر ابيه ويسمع دقات قلبه وهي تنبض باسمه الغاليٍ,وتأتي الام وينظر اليها بتلك العيون الصغيرة الملئى براءة,المفعمة بحب لله لانه لايعرف غير الحب والجمال وكل مايعطينا من معاني الحياة التي تكرم بها الخالق على عباده, بل حتى صوت بكاءه في الليل طالبا بشربة حليب, لهو اجمل من اي شعور اخر ...شعور الحب والمسؤولية, وتقوم تلك الام وهي ممنونة لهذا الصوت وتأخذه لترضعه الحب والطمأنينة....بلحظة غدر,لقد سرقتم كل ذلك ياقتلة الرضيع فانتم قد وضعتم السكين على تلك الرقبة الرقيقة وذبحتم كل ماانزل الله من حب وحياة مثلما فعلتم لحفيد محمد رسول الله حين طلب شربة ماء لرضيعه فسقيتموه سهم الغدر وفجعتم الحسين وهو يتلقف هذا الدم ...دم الرضيع على يديه ولايدري ماذا يعمل وهذا الملاك الصغير يتحرك بين يديه...وتمتلء تلك اليدين دما ويرمي بها الى السماء .. فكيف ياسماء لاتبكي...فكيف ياارض لاتنعي...ياقتلة الطفولة والبراءة...ياسراق الحياة والانسانية, حتى ابليس تعجب من قساوة قلوبكم,وهو يتباهى بكم وبأفعالكم,ومثلما تعودنا منذ عاشوراء الى اليوم ان نحيي هذه الذكرى الاليمة,سنحيي اليوم اربعينية سيدة النجاة ونأخذ هذا التراب في تلك الكنيسة المملوء دما لنعمل به طينة,طينة من ذكرى هذه الارواح البريئة التي لم تسلم على اهاليها قبل الفراق وفجعتم الاب برضيعه والام بابنتها والاخ باخيه ,وسنصوغ من تلك الطينة قلادة ونلبسها بقلوبنا ولنرفعها مع اعلام الحزن والسواد في ضريح الحسين في كربلاء كل عام,وحين نمر من امام الكنيسة سنسلم عليك ياشهيدة ونقول لها نحن ذاهبون الى كربلاء وسنمر على احباءنا المنسيين اطفال بغداد الجديدة السبع والثلاثون الذين اغتيلت طفولة العراق بهم قبل قرابة اربع سنوات وصمت العالم عن تلك الجريمة ليغتالهم مرة اخرى, وكانوا بانتظارهم ضحايا الارهاب والقصف الامريكي في الفلوجة ومدينة الصدر, قوافل اطفالنا التي تطول سنة بعد اخرى ,نحتسبكم بعين الله يااغلى شئ في الوجود,لقد انتصر بكم الشيطان ياقتلة الاطفال ياثاكلي قلوب الامهات والاباء,نعم نقول لاحياة بعدك يابويه ... يايمه...ياوليديتقبل منا ياابا عبد الله العزاء برضيعك,تقبل منا ياعيسى العزاء برضيعك,تقبل منا ياعراق العزاء باطفالك,عزاءنا قائم,وبكائنا دائم,وجرحنا مفتوح,ولكننا سنكمل الحياة ونكون عائلة واحدة وسنربي ابناءنا على الاخوة والحب والتسامح, فقبلتنا واحدة وهي حب الله وايماننا واحد وهو حب الوطن وعيشنا المشترك واحد وهو ترابك ياوطن وسيشهدا لنا دجلة والفرات هذا الحب وينحته على الصخر ويبقى شاهدا لتاريخنا الواحد مثل مسلة حمورابي.سلاما عليك ياعراق,سلاما عليك ياحسين,سلاما عليك يامسيحٍ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك