المقالات

اربعينية رضيع سيدة النجاة


احمد عبد الكريم الخطيب - بيروت

اطفالنا الذين احببناهم قبل ولادتهم,حين كنا نناغيهم وهم لازالوا في بطون الامهات,وندعوا الله ليلا ونهار ليولدوا بيسر ويكونوا سليمين وبصحة جيدة,لنعيش معهم اجمل اوقات حياتنا ونحن نأخذهم بايدينا ونحملهم فوق صدورنا,ليضع هذا الرضيع تلك الخدود الرقيقة على صدر ابيه ويسمع دقات قلبه وهي تنبض باسمه الغاليٍ,وتأتي الام وينظر اليها بتلك العيون الصغيرة الملئى براءة,المفعمة بحب لله لانه لايعرف غير الحب والجمال وكل مايعطينا من معاني الحياة التي تكرم بها الخالق على عباده, بل حتى صوت بكاءه في الليل طالبا بشربة حليب, لهو اجمل من اي شعور اخر ...شعور الحب والمسؤولية, وتقوم تلك الام وهي ممنونة لهذا الصوت وتأخذه لترضعه الحب والطمأنينة....بلحظة غدر,لقد سرقتم كل ذلك ياقتلة الرضيع فانتم قد وضعتم السكين على تلك الرقبة الرقيقة وذبحتم كل ماانزل الله من حب وحياة مثلما فعلتم لحفيد محمد رسول الله حين طلب شربة ماء لرضيعه فسقيتموه سهم الغدر وفجعتم الحسين وهو يتلقف هذا الدم ...دم الرضيع على يديه ولايدري ماذا يعمل وهذا الملاك الصغير يتحرك بين يديه...وتمتلء تلك اليدين دما ويرمي بها الى السماء .. فكيف ياسماء لاتبكي...فكيف ياارض لاتنعي...ياقتلة الطفولة والبراءة...ياسراق الحياة والانسانية, حتى ابليس تعجب من قساوة قلوبكم,وهو يتباهى بكم وبأفعالكم,ومثلما تعودنا منذ عاشوراء الى اليوم ان نحيي هذه الذكرى الاليمة,سنحيي اليوم اربعينية سيدة النجاة ونأخذ هذا التراب في تلك الكنيسة المملوء دما لنعمل به طينة,طينة من ذكرى هذه الارواح البريئة التي لم تسلم على اهاليها قبل الفراق وفجعتم الاب برضيعه والام بابنتها والاخ باخيه ,وسنصوغ من تلك الطينة قلادة ونلبسها بقلوبنا ولنرفعها مع اعلام الحزن والسواد في ضريح الحسين في كربلاء كل عام,وحين نمر من امام الكنيسة سنسلم عليك ياشهيدة ونقول لها نحن ذاهبون الى كربلاء وسنمر على احباءنا المنسيين اطفال بغداد الجديدة السبع والثلاثون الذين اغتيلت طفولة العراق بهم قبل قرابة اربع سنوات وصمت العالم عن تلك الجريمة ليغتالهم مرة اخرى, وكانوا بانتظارهم ضحايا الارهاب والقصف الامريكي في الفلوجة ومدينة الصدر, قوافل اطفالنا التي تطول سنة بعد اخرى ,نحتسبكم بعين الله يااغلى شئ في الوجود,لقد انتصر بكم الشيطان ياقتلة الاطفال ياثاكلي قلوب الامهات والاباء,نعم نقول لاحياة بعدك يابويه ... يايمه...ياوليديتقبل منا ياابا عبد الله العزاء برضيعك,تقبل منا ياعيسى العزاء برضيعك,تقبل منا ياعراق العزاء باطفالك,عزاءنا قائم,وبكائنا دائم,وجرحنا مفتوح,ولكننا سنكمل الحياة ونكون عائلة واحدة وسنربي ابناءنا على الاخوة والحب والتسامح, فقبلتنا واحدة وهي حب الله وايماننا واحد وهو حب الوطن وعيشنا المشترك واحد وهو ترابك ياوطن وسيشهدا لنا دجلة والفرات هذا الحب وينحته على الصخر ويبقى شاهدا لتاريخنا الواحد مثل مسلة حمورابي.سلاما عليك ياعراق,سلاما عليك ياحسين,سلاما عليك يامسيحٍ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك