المقالات

حكومة الوزارات المختلقة / حافظ آل بشارة

638 12:33:00 2010-12-09

لا أحد يعرف متى تعلن الحكومة الجديدة ومن هم اعضاؤها وماهو شكلها ، ولكن ما تسرب عن اجتماعات الكتل يؤكد ان الحكومة المقبلة ستقع في ما وقعت فيه الحكومة الماضية من محاذير ، فالمبدأ المتبع حاليا في تشكيل الحكومة لا يعتمد الشعارات القديمة مثل الكفاءة والنزاهة التي تبخرت وعاد الجميع الى لغة الاسترضاء ، المعنيون بالامر اصبحت مهمتهم الآن لجم غضب الشركاء وتقديم رضاهم على رضا الله او رضا الشعب ، يأمل الجميع صيدا وفيرا ومن لم تسعفه الوزارات الحقيقية سيجد ضالته في الوزارات المختلقة التي يتم تاسيسها للارضاء ، وبسبب هذا الاسلوب ستلحق بالعملية السياسية اضرار خطيرة اهمها :

1- لا يمكن الجمع بين الاسترضاء وتطبيق مبادئ النزاهة والكفاءة والاختصاص التي نودي بها كشروط لشغل الوزارات من باب الزينة في الخطاب فيصبح تطبيقها امرا خاضعا للصدفة في ظل هذا النهج .

2- سوف تستحدث وزارات لا حاجة للبلد بها لان التوافقات تحتاج الى موقع وزير اضافي لكن الشعب لا يحتاج الوزارة ! خاصة وان الوزارات القديمة لم تقدم له شيئا فكيف بالجديدة .

3- هذه الطريقة في التشكيل تكرس ظاهرة تسييس الحكومة مع انها دائرة كبيرة وجدت للخدمة وليس للامارة والترؤس وصناعة الامجاد الشخصية وحقل تجريب للمحاصصة السلبية.

4- زيادة عدد الوزارات يعني زيادة في الانفاق الحكومي غير المفيد فهي تتطلب مزيدا من الاموال والموظفين والسيارات والمباني وأفواج الحماية واغلاق شوارع جديدة ونصب سيطرات وحواجز لوزارة وهمية لا تحل ولا تربط .

5- سيؤدي ذلك الى تشتيت القرار وتعقيده داخل مجلس الوزراء اذ يزداد عددهم وتزداد رؤاهم وتتسع خلافاتهم ويصبح انخاذ الاتفاق بشان مختلف القضايا اكثر صعوبة .

6- سيظهر تقاطع وتنازع في الصلاحيات بين الوزارات الاصلية ووزارات الدولة المضافة ذات الوظيفة المماثلة ، مثلا وزارة الخارجية ووزارة الدولة للشؤون الخارجية وقس على ذلك .

7- سيؤدي هذا الاسلوب الى تدمير مصداقية السلطة التنفيذية عندما يرى الجمهور ان الوزارات الحقيقية تختلط بغيرها من الوزارات الارضائية ويتساوى الوزراء من النوعين في الصوت والموقف والقيمة الادارية والسياسية .

8- هذا الاسلوب يتنافى مع دعوة معظم الكتل سابقا الى ترشيق الدولة واختصار الوزارات والمؤسسات لتركيز العمل وتقليل الانفاق وتسهيل المتابعة ومعالجة الترهل والتشتت . يفترض ان تثير هذه الوقائع غضب الذين طالبوا بان تكون الحكومة حكومة خدمة ومهنة بعيدا عن التسييس والتدليس ، هذه الطريقة في تشكيل الحكومات طريقة لا يمكن هضمها او التغاضي عنها خاصة بالنسبة الى بلد عانى الامرين من المحاصصة الاجتماعية او الطائفية فيما يسود الدول الحديثة اسلوب الاغلبية السياسية ، وهو في العراق اسلوب ينفع الناس ويضر الساسة لذا يجب اعتباره غير ملائم لنا بسبب اوضاعنا الحرجة التي ستبقى حرجة الى يوم يبعثون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زين العراقي
2010-12-10
اخوية .. اللي دنسمعه يخلينه الف مرة نفكر بال"جوعية" اللي اجوي ويتعاركون عله الوزارات وبلد كاتله الفقر والجهل. احسب وياي رئيس وزراء و 3 نواب, رئيس جمهورية و3 نواب , رئيس مجلس نواب و 2 نواب , رئيس مجلس سياسي و 2 نواب وحمايات وحرس ومكاتب ومستشارية ونواب وهيئات ووزراء!!!!يعني الميزانية نصهة دوله"اقصد لغف" والنص للشعب "اللي مديشوف منهة كلشي" ....شسوينه لعد راح صدام وجبنه صداديم؟؟؟؟؟؟؟هوة هذه العراق الجديد؟؟؟متكلي شلون تريد الله يبارك بخيراتنه وهالبوك العلني موجود؟؟؟؟؟
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك