المقالات

الاستهداف والرد


احمد عبد الرحمن

مرة اخرى تشهد العاصمة بغداد موجة من العمليات الارهابية استهدفت مناطق عديدة منها واسقطت عشرات الضحايا من المدنيين الابرياء بين شهيد وجريح.واضح جدا ان الجماعات الارهابية المسلحة من التكفيريين والصداميين مازالت تحاول جاهدة تعطيل الحياة في العراق وافشال وتخريب كل المنجزات المتحققة بفضل تضحيات وصبر وصمود ابناء الشعب العراقي. والجماعات الارهابية تفترض ان استهداف الناس المتكرر وبطرق ووسائل مختلفة يمكن ان يدفع الكثيرين من الفئات الاجتماعية المختلفة الى الانكفاء والعزلة ، وهو ما يتسبب تلقائيا بعدم انتظام الدوام في دوائر ومؤسسات الدولة وضعف حركة ونشاط الاسواق التجارية، وارتباك الدوام المدرسي والجامعي، بعبارة اخرى، تعطيل جزء من الفعل الحياتي اليومي في فترات زمنية كثيرة. وتفترض الجماعات الارهابية المسلحة ايضا ان أيقاع اكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين الابرياء، يمكن ان يتحقق بأفضل صورة حينما يتم اختيار اوقات واماكن يكون فيها تواجد الناس وحركتهم كبيرا، كما هو الحال في استهداف الاسواق التجارية واماكن العبادة ومراكز التطوع وغيرها.ولعل اخطر شيء والذي يمثل مؤشرا على انتصار الجماعات الارهابية -لاسمح الله- هو تعطيل النشاط الحياتي اليومي بمختلف عناوينه ومفاصله ارتباطا بعميات الاستهداف المبرمج زمانيا ومكانيا، فذلك يشكل سابقة خطيرة قد لاتظهر اثارها وتأثيراتها سريعا وبوضوح، لكنها بلا شك ستولد ظاهرة سلبية تضاف الى ظواهر اخرى ينبغي معالجتها لااضافة المزيد اليها.في ذات الوقت فأن البحث من قبل الاجهزة الحكومية المعنية عن وسائل وسبل اكثر عملانية لمواجهة الارهاب بشت ىاشكاله واساليبه وصوره ، يعد من صلب واجبات الدولة، اذا افترضنا ان من ابرز واهم واجباتها هي الحفاظ على حياة المواطن وتجنيبه شرور الارهابيين والقتلة والمجرمين.ولاشك ان مهمة من هذا القبيل، وفي ظل اوضاع معقدة وشائكة الى حد كبير تبدو مهمة ثقيلة للغاية، وهو ما يحتم على المواطن ايا كان موقعه ومستواه ان يكون مساهما في تلك المهمة، وعاملا مساعدا للدولة -الحكومة- وبالتالي يكون رقما ايجابيا وفاعلا في معادلة الصراع بين الاخيار والاشرار، لكن يبقى الدور المحوري الاساسي هو للاجهزة الامنية والعسكرية والاستخباراتية التي ينبغي عليها ان تطور اساليب عملها وفق معيار المنهية فقط، وان تراجع بأستمرار خططها، ولاتكون خططها وتحركاتها عبارة عن ردود افعال قد لاتجدي نفعا بالمستوى المطلوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك