المقالات

الاولويات والضمانات


احمد عبد الرحمن

من الطبيعي جدا ان ان تشهد مرحلة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بحثا ونقاشا طويلا وتفصيليا وشائكا بين القوى السياسية المعنية.. ومن الطبيعي جدا ان يدخل الشركاء السياسيون في بحث القاضايا الجزئية والتفصيلية بصورة معمقة.. ومن الطبيعي جدا ان تكون هناك اختلافات وتقاطعات في التصورات والرؤى ووجهات النظر حول بعض الاليات والسياقات والاجراءات.كل ذلك يعد امرا طبيعيا في النظام الديمقراطي الذي تتسع فيه مساحات النقاش، ويتوفر فيه هامش كبير من الاختلاف ضمن حدود الدستور، وبما لايتقاطع ولايهدد المصالح الوطنية العليا للبلاد، ويعد امرا طبيعيا في بلد يعيش تجربة سياسية ديمقراطية جديدة تأسست على انقاض اكبر ديكتاتورية عرفها التأريخ، ومازالت في اشواطها الاولى وتواجه تحديات كبرى.ربما تكون النقاشات والحوارات المستفيضة سواء تعلقت بتشكيل الحكومة، او بأية قضية اخرى ذات نفع وفائدة من جوانب متعددة، وان بدا للبعض ان لها انعكاسات سلبية. يتفق الجميع على ان تأخر تشكيل الحكومة لاكثر من ثمانية شهور امرا سلبيا وغير صحيح، ولكن مايتفق عليه الجميع ايضا هو ضرورة الخروج بحكومة شراكة وطنية حقيقية لاتقصي ولاتهمش أي طرف من الاطراف، ولاتتبنى اجندات ومشاريع حزبية وفئوية ضيقة على حساب المشاريع والاجندات الوطنية، ولاتكرر اخطاء الماضي ايا كانت اسبابها ومسبباتها، وتفصل برامجها على مقاسات الشخوص، بل تبحث عن الشخوص المناسبين الذين يمتلكون الكفاءة والنزاهة والقدرة والخبرة لشغل مواقع المسؤولية.لاينبغي ان يأخذ النقاش حول توزيع المناصب السيادية والحقائب الوزارية والية وطريقة توزيعها منحى حزبيا وفئويا ضيقا، ينتهي الى تسويات ومساومات لاتصب في مصلحة ابناء الشعب العراقي، بل واكثر من ذلك تتقاطع مصالحهم.ان الكم الهائل من المشاكل والازمات التي يعانيها العراقيون بشتى فئاتهم وشرائحهم، يحتاج الى حلول ومعالجات جذرية وعملية، وهذا يحتاج الى الالتزام بأكبر قدر من المهنية والاخلا ص والصدق والنزاهة، والشراكة الحقيقية وترسيخ الثقة بين كل الشركاء، حتى يتحقق ما هو مطلوب ومرجو.وينبغي ان تكون الاولويات خدمة الوطن والمواطن، والضمانات هي ضمانات الشراكة اولا واخير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك