اعتقد جازما ان هذه المرحلة المفصلية من تاريخ العراق هي مرحلة من الخطورة بمكان انها من سترسم خارطة طريق العراق والمنطقة لعدة عقود قادمة وهي مرحلة استثنائية ومفصلية تحتاج الى قيادات وجهود استثنائية وتغليب للمصالح العليا على اي مصلحة فئوية ضيقة ..كنا قبل الانتخابات المنصرمة نطالب القوى السياسية وبحرقة والم بضرورة توحيد الصفوف ونبذ الخلافات وتكثيف الجهود من اجل تعزيز الوحدة المفضية الى القوة والمنعة ولكن كانت هناك ارادات التمزيق بالمرصاد وقد نجحت في بث الفتنة بين الاخوة ممن يحملون كل المشتركات ومع ذلك تحقق بعض الحلم واتفق الاخوة في الائتلافين على التوحد وان كان هشا تحت مسمى وعنوان " التحالف الوطني " ولكنه خطوة في الطريق الصحيح افرحت الملايين واحيت فينا روح الامل لان هذه المرحلة ومايمر به العراق من تكالب ارهابي اجرامي انقلابي تحتاج الى جهود استثنائية وتغليب لغة الخدمة وتقديم الحصانة للمشروع السياسي والمشروع المصيري ذلك المشروع الذي جاهدت الغالبية ودفعت اغلى الدماء من اجل تحقيقه وتم بمشيئة الله وتدبيره ولايمكن لنا ان نقبل بالتفريط به كمنجز يحتاج الى خطوات اكبر والى قيادات كفوئة ومخلصة ومجاهدة وصادقة ..التحالف الوطني كان خطوة مهمة للغاية واهميتها تبرز بما سببته من صداع واوجاع وهستيريا في الساحة المعادية ولكنها مع كلل ذلك تعتبر خطوة ناقصة ومثلومة رغم ما فيها من ايجابيات والنقص الواضح فيها قد يكون سببا لانهيار مشروع الامل بعراق خالي من الطغيان والدكتاتورية ولهذا نحن الشعب الذي يجب ان يسمع القادة صوتنا ورغباتنا وآمالنا وطموحاتنا ويعملون جاهدين من اجل تحقيقها بالتفويض الانتخابي الممنوح لهم من قبلنا نطالبهم بما هو اكبر من التحالف الوطني ويمكن لنا ان نضع امام القيادات السياسية هذه النقاط وهي رغبات الشارع الحقيقية لتكون موضع اهتمامهم وهي ليست رغبات فحسب بل هي مشروع تقرير مصير يختزل الزمن ويقرب البعيد ويؤسس لما بعد هذه المرحلة اساسا لايمكن نسفه باي قوة تآمرية تدميرية وان امتلكت كل نواصي الغدر والجريمة والخسة وهذه النقاط المطلوب من قادة الغالبية تحقيقها تتلخص بـ :اولا : اعلان الغاء كل المسميات الحزبية الضيقة وتشكيل عنوان موحد يحمل مشروعية وثقل الغالبية في العراق يتم التوافق عليها من قبل الحكماء واولي الحل والعقد .ثانيا : تشكيل قيادة موحدة تتكون من خيرة رجالات الفكر والعلم والسياسة ممن شهدت لهم الساحة بالعطاء والحكمة والفعل والقول السديد وتاسيس خطوط قيادية ثانية وثالثة ترفد الخط الاول .ثالثا : الاتفاق على صياغة مبادئ واطر مشروع الوحدة والاعتماد على ايجابيات التجارب المختلفة للقوى التي كانت تتحرك بعناوين متنوعة ودراسة السلبيات الموهنة والمضعفة كافة وطرحها جانبا والعمل على الاتفاق سريعا على الخطوط العامة وفق المشتركات المصيرية وتوحيد الخطاب باتجاه مصالح الوطن عموما وخدمة للمبادئ الاسلامية والانسانية عموما وتحقيقا لرغبات الغالبية .رابعا : العمل على مخاطبة القوى الدولية والاقليمية وابلاغها ان هذا المشروع غايته النهوض بالواقع الانساني العراقي المزري الذي يعيشه شعبنا في الوطن وهو مؤسسة دستورية وشرعية ورقما صعبا يمثل ثقلا لايستهان به في العراق والمنطقة ويتحرك وفق الاسس السليمة في العلاقات الدولية ولايريد الدخول في أي من الصراعات التي تدور في المنطقة والعالم وغايته تقوية وتعزيز ما بداناه من تحول ديمقراطي في العراق وصولا الى عراق ينعم شعبه بالسلم والامن والرخاء والصحة والتعليم وحرية الدين والمعتقد وايضا هو مشروع يسعى بكل جهده من اجل علاقات دولية سليمة مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة مع الجميع وفق اسس عدم التدخل في الشؤون الخاصة والداخلية .خامسا : اعلان المشروع انه مكون سياسي هام يتنافس على الساحة العراقية وفق الاسس الديمقراطية السليمة ويرفض أي محاولات غادرة ترمي الى سلب حقوق هذا الشعب المظلوم وانه يمثل طيفا وطنيا اساسيا لايمكن اغفال حقوقه او تخوينه او المس بشرعيته ووطنيته واعتبار أي اتهام عنصري له انما هو مشروع حرب وابادة يجرمها القانون والدستور الذي كفل للعراقيين حقهم في تاسيس مشاريعهم السياسية والعمل من خلالها للوصول الى حقوقهم الدستورية في الحكم وادارة البلد والتحالف مع من يشاؤون من القوى الوطنية الاخرى والتي تحمل ذات المشتركات المتوافقة مع سياسة هذا المكون .المطلوب في هذه المرحلة الخطيرة والمفصلية ووفق لغة الحكمة والعقل هو اكبر من التحالف الوطني وان كنا قد رحبنا بما تم من تحالف وطني ايما ترحيب ولكن الطموح بالافضل امر مشروع ولن يحتاج الامر الى ان نوضح نتائج ذلك وفقط على القوى السياسية المتفرقة ان تطلع على ارقام حظوظها في الساحة السياسية وحاجتها الى التحالف مع الاخرين يضطر البعض ان يقدم تنازلات الى الاخر وهو يختلف في ايدلوجياته وتوجهاته معهم ايما اختلاف ان لم يكن هو مشروع التخريب والفتنة وشق الصف ولا نعلم سببا لان نرتمي في احضان الاخر وهو الضد منا بينما العقل والحكمة تقول غير ذلك واننا بحاجة الى التحالف مع ممن يحملون ذات الهم والمشتركات فعلام اذا هذا التشتت والتفرق والجهود والامكانات المبعثرة وان قيل انها الطموحات الخاصة فنقول ماذنب هذا الشعب الذي يؤمن بمشتركات واحدة ان تمزقه وشتت صفه وقوته الفئوية الحزبية الضيقة وسلبياتها التنافسية البعيدة كل البعد عن مانحمله من قيم اسلامية وانسانية ما اتت الا الى وحدة صف الوطنيين والمؤمنين والصالحين والاسوياء واولي الحكمة والحل والعقد وفي اعرق المشاريع الديمقراطية هناك قوتان سياسيتان او ثلاثة وبالكثير اربعة تتنافس على الاستحقاق الانتخابي للوصول الى الحكم وكلما كثرت وتشضت المسميات الحزبية كلما انتهت الى حاجة بعضهم الى البعض الاخر وهذا مانقوله ان لافائدة لتشتت الصف خصوصا وان المرحلة خطرة والمتربصون بنا يؤكدون عزمهم وفعلهم الارهابي الداعم لتقويض كل مابنيناه ومن يعمل على تمزيق الصف انما هو يقدم اكبر الخدمات للارهاب وقواه التخريبية ..ايها الساسة في الاحزاب والكتل المختلفة يامن تحملون عناوين تمثل غالبية هذا الشعب اعلموا انكم لاشئ من دون اصواتنا وتاييدنا ودعمنا وان توحدتم لن يلومكم احد بل سنرحب بكم ايما ترحيب وان استمريتم الفرقة وتلذذتم بمآسيها ونتائجها فالله والتاريخ هما من سيحكم بيننا وبينكم ونقولها لكم بصيغة الامر الواجب الطاعة افرحوا هذا الشعب المنكوب بهذا المنجز الهام والذي يطمح الملايين الى رؤيته واقلبوا صفحة الماضي القاسية والمؤلمة وانبذوا الخلافات السابقة ولنبدا مرحلة جديدة قوامها الانطلاق بعزم وقوة وحكمة من اجل ترسيخ ما يستحق ان نفتديه بارواحنا والعمل على انجاز المشروع الوحدوي الكبير والتقدم الى الاخرين بالكلمة الموحدة والراي الموحد وعليكم وضع نصب اعينكم اننا ننتظر منكم عبر هذا المشروع الشرعي انجاز كامل الخدمات للوطن والمواطن لان ما تم استنزافه من موارد وثروات نتيجة فرقتكم وتشتيت صف هذا الشعب ان لم يتم اصلاحه فسنعتبر ذلك جريمة مستمرة ولن نصمت على استمرار اقترافها واعلوا جيدا ان لصبرنا حدود ولما تزل فينا روح تلك الثورة التي ستطيح بالمفسدين والمنافقين والسراق والمتخمين على حساب الغالبية المظلومة المحرومة ونسال الله التوفيق والسداد لمن سيلبي هذه الدعوة المشروعة .احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha
