كل البلدان في العالم مرت بفترات عصيبة من حكم الطواغيت على مر التاريخ القديم والحديث والتاريخ المعاصر ، ومنها ما يزال يرزح تحت وطأة الدكتاتورية المقيتة . ولو تصفحنا اوراق الأحداث في القرن العشرين الذي وقعت فيه غالبية جرائم المقبور صدام لو جدنا هناك أكثر من صدام في أكثر من بلد حكموا شعوبهم بالنار والحديد وتركوا آثارا سلبية على شعوبهم تختلف نسبتها بإختلاف الظروف الملازمة للفترات الزمنية التي حكم فيها أولئك الطواغيت . كما أنهم تسببوا بلاشك بأضرار على صعيد دول الجوار لتلك البلدان وعلى الصعيد العالمي بدءا من رودولف هتلر وماسوليني وهلم جرا .
ولكن الذي حدث للعراق لم يحدث لكل تلك الدول التي مرت بظروف مشابهة ولن يحدث لدولة اخرى في المستقبل ، فمشكلة هذا البلد المستضعف أنه ابتلي بجيران سوء مميزين جدا بلؤم وحقد كبيرين أكبر من صحراء الربع الخالي التي استمدت منها ضمائرهم صفة الجدب والخلو من كل أشكال الحياة . فبعد الثمن الغالي الذي دفعه الشعب العراقي ضريبة لمخططات جيرانه ولمصالح الدول العظمى من ماله ودمه ، مازال مطالبا بدفع التعويضات التي قد يمتد أمدها الى أبد الآبدين .
وما أثارني اليوم هو الخبر الذي قرأته على وكالة أنباء براثا الذي يتحدث عن دفع العراق تعويضات بقيمة اربعمائة مليون دولار عن اضرار نفسية لمواطنين امريكان نتيجة قيام العراق بغزو الكويت !!! .
فلست أدري ما علاقة المواطنين الأمريكيين بغزو الكويت ؟! . كما وحسب معلوماتي المتواضعة ان هناك أموال تدفع كبدل خطورة مثلا أو بدل أتعاب وما الى ذلك ، ولكن ان يدفع مبلغ مالي بهذا الحجم ( بدل خرعة ) فهذا ما لم اسمع به من قبل . واذا سلمنا بجواز الدفع في هكذا مورد واعتباره قانونيا فمن سيدفع للشعب العراقي المسكين الذي ( قضى عمره بالخرعات ) ؟ .
إن المسألة في حقيقتها ليست مسألة حق ضائع لهم ، ولكن اجراءات المطالبة بالتعويضات ومسالكها المعقدة عبر قنوات القضاء الدولية تتزحلق بسهولة في القضايا الموجهة ضد العراق حقا كانت او باطلا ، وتتعثر الف مرة ومرة في القضايا التي تخص استرجاع حقوق العراقيين المستلبة حتى ولو كان سالب تلك الحقوق جلف من اجلاف الصحراء . ونحن في الحقيقة لانلومهم ابدا على كل ما أخذوه وسيأخذوه في المستقبل لأنهم لم ولن يجدوا بلدا غنيا مثل العراق أبتلي بعداوة الأخوة وخيانة الأبناء ليصبح في نظر العالم كله ( بلد فرهود ) .
https://telegram.me/buratha
