د.عصام التميمي
ونحن في اجواء امتحانات الدورالثاني التي تصادف في اجواء رمضان الايمانيه وفي اجواء الصيف اللاهبه نحاول ان نسلط الضوء على ظاهره نسب الرسوب العاليه ذات الاثار السلبيه على مسيره الطلاب الدراسيه وخلق حاله من الاحباط وعدم الثقه بالنفس لديهم. عسى ان تنال الاهتمام والرعايه من التدريسيين ويراعو ما لم يراعوه في ما مضى.من الواضح أن بوسع المؤسسات التعليميه أن تكون مؤسسات تسلطيه قسريه، دون أن تكون مؤسسات ابداع تعليمي إذا لم تعترف بأن مهمة النظام التعليمي ، هو الاهتمام بمواهب وقابليات الطلبه ورعايتها وتنمية الدور الابداعي للطالب ، وضمان مساهمته الحرة بوصفه فاعلا ابداعياً في عملية التعلم. إذ ينبغي أن يشعر الطلاب أنهم يتأهلون كي يساهموا في بناء الحياة والمجتمع من خلال وعي قانون الحياة العام ، فإذا لم يتعمق لديهم هذا الشعور بالانتماء إلى المجتمع ، وإنهم طاقه فاعله ذات ثقه عاليه بالنفس ، فإن الوعي الانهزامي والاحباط والانكفاء على الذات سوف يترسخ على حساب شعورهم بالطاقه الخلاقه لخدمة المجتمع بثقه.تولد نسب الرسوب العاليه للطلبه في المراحل الجامعيه شعورا عاليا بالاحباط وعدم الثقه بالنفس لدى الطلبه فتخلق منهم اناس مهزومين داخليا ليس لهم القدره على اتخاذ القرار او التفكير بصوره ابداعيه خلاقه.تنتهج بعض الكليات نهج ترسيب الطلبه ويعتقد البعض خطأً ان زياده عدد الطلبه الراسبين معيار الكفاءه العاليه للتدريس.ومن سماع شكوى ذوى الطلبة يقدر البعض نسبة الرسوب بما لا يقل عن 80 %.. أي أن نسبة النجاح 20% فقط وهذه الإحصائية التخمينيه تعني الفشل العلمي للكليات وان اختلفنا بالأسباب .والسؤال المهم ، من المسئول عن هذا الخلل .. الطالب أم التدريسي أم المنهج أم الاداره التعليميه ؟ والنسبه الحقيقه المفترضه هي عكس النسبه اعلاه اي ان يكون هناك نسبه نجاح بين 80-100% ومن خبرة اي تدريسيي ، إن زيادة نسبة رسوب الطلبة تعنى هناك خلل في الكادر التدريسي وضعف في أدائه وانتقاء غير موفق للمناهج وسوء الاداره التعليميه ونتيجة ذلك صعوبة إيصال المعلومة للطالب .. لأن ليس من المعقول أن نتهم بالتقصير اغلب الطلبة في كليات لا تقبل إلا المتفوقين ومن أصحاب المعدلات العالية في المرحلة الإعدادية ونترك التدريسي والمنهج وبدرجه اقل على الاداره التعليميه باعتبار ان العمليه التعليميه تقوم على ثلاث اركان هي الطالب والتدريسيي والمنهج .ان واجب المجتمع وواجب الهيئات التعليميه ان ترعى وتحتضن البذرات الابداعيه وتعمل بكل جهد ان تزيد من ثقة الانسان بنفسه وبقدراته ، وأن لا تكون او تكوّن بيئه محبطه.الابداع بذره مكنونه في كل القلوب ، اذا سقيت اورقت واثمرت ، ثمرا متنوعا.ولكي تنمو بذرات الابداع ، فلابد ان تتهئ البيئه المناسبه الحاضنه لها، والا فانها الى ذبول وعدم.ان واجب المجتمع وواجب الهيئات التعليميه ان ترعى وتحتضن البذرات الابداعيه ،عليها ان تمنح الثقه للشباب الطامحين بدل زراعه الخوف والاحباط في النفوس . الخوف المشروع لا بأس به ، الخوف من الفشل مشروع لكن عدم الثقه بالنجاح رغم وجود مقدماته غير مسموح. غير مسموح ان نزرع عدم الثقه في روح الشباب الذي يمتلك مقدمات النجاح. علينا ان نسعى بكل طاقتنا ان نعزز روح الثقه بالقدره الخلاقه المبدعه لروح الشباب المجد.في بعض الاحيان ، ان البيئه القاهره للابداع ، البيئه القاتله للكفاءه والمهاره والمقدره ، البيئه الكابحه للتفتح ، تضعفُ ارادة المبدع فيستسلم لقهر الظروف والازمان ويدفنُ ابداعهُ ويئدُ وئدا مرا طاقاته ويصبح انسانا هامشيا بلا روح ، انسانا مستلبا يعلو روحه الغبار او صدأ السنيين ، انسان يبحث عن اربع جدران ينعزل فيها عن الاخرين ، انسان بعينين ، انسان بطاقات معطله، انسان او ربما شبه انسان. انسان يولد ثم يموت ويمضي عمره كبهيمه. لا بد ان تتوفر في التدريسس الكفاءة العلميه والاخلاق والمعرفه التربويه التي تؤهله للقيام بمهمته الأكاديمية بنجاح ، ان يتعامل بروح الحب مع الطلبه بصرامه وحزم دون قسوه وبانضباط وتشدد لكن بحب ولين ورقه . ان يكون التدريسي قريب الى طلابه يشعر بالصعوبات التي تواجههم ويحاول تذليلها ، لا يستهين بقدراتهم بل يجعلها محط اعجابه وتقديره ، يقيّم المتفوقين ويظهر اعجابه بقدراتهم ويساعد الضعفاء ويشخص مواطن القوه لديهم فيحفزها . ويحبب مادة الدرس الى الطلاب ويثير شغفهم بها ويثير روح التنافس الابداعي بينهم . ويقترب من الطالب الخجول ليتخلص من خجله كي يعبر عن افكاره باجواء تسودها روح الاخوه والابوه الصادقه ، ولا يستهين بالاراء مهما كانت ، بل على التدريسي الاخذ بيد الطالب للوصول الى طريقة التفكير الصحيحه.ان هدفنا الاسمى في التعليم ان نزود الطالب بجناحيين ونعلمه الطيران وعليه بعد ذلك ان يحلق بحريه والامر منوط بقدرته الذاتيه على التحليق عاليا في سماء الابداع او التحليق على ارتفاع منخفض او عدم القدره على التحليق.
https://telegram.me/buratha
