التقارير

المرحلة الأنتقالية للنظام العالمي فوضى ال(Interregnum)..! 

2141 2021-04-21

 

 بهاء الخزعلي||

 

 يصف الفيلسوف الإيطالي (أنتونيو غرامشي) في كتابه الشهير (prison Notebooks)، المرحلة ما بين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية بمرحلة (Interregnum)، أي المرحلة الانتقالية بين نظام عالمي يعاني من الشيخوخة ومقبل على الموت،  ونظام عالمي جديد في طور الولادة والنشأة، وكذلك هو الحال في عصرنا هذا الذي يشهد تراجع كبير في نظام الأحادية العالمية والهيمنة الأميركية، ونشأة نظام جديد لدول قادرة على مواجهة الولايات المتحدة وإخضاعها كالصين وروسيا وإيران.

وعندما تلاحظ الدول الصاعدة تلك الشيخوخة على النظام العالمي القديم، تجد أنه الوقت المناسب للحصول على مغانم جديدة كانت تتمناها سابقا، وفي هذه الفترة بالذات تظهر العديد من الأزمات والصراعات والثورات بسبب غياب المركزية العالمية، وتظهر كذلك تخبطات في قرارات الدول التي كانت تتمتع برعاية وحماية من الدولة الرائدة في النظام العالمي المحتضر.

 لذلك قد تسعى بعضها لخلق مواجهة عسكرية بينها وبين عدو ما لها،  تجر بها المتسيد القديم على أمل الحفاظ على مصالحها، مثلما يفعل الكيان الصهيوني اليوم بمحاولته جر الولايات المتحدة لمواجهة عسكرية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أما البعض الآخر يذهب باتجاه إيجاد اتفاقيات مع القوى الجديدة الصاعدة للحفاظ على مصالحه، وإيمانا منه بتراجع حليفه العالمي وعدم إمكانية المواجهة مع تلك القوى بشكل منفرد، كما تفعل السعودية وبعض دول الخليج بعقد اتفاقيات مع الصين لتشابك العلاقات، على أمل أن تجد مدخلا لعقد اتفاقيات ومحادثات مع روسيا وإيران.

 وقد يشهد العالم تغيرات كبيرة بسبب عملية تصاعد وتراجع القوى العالمية وولادة نظام عالمي جديد، لكن هذا النظام لا يخضع لمبدأ الهيمنة الأحادية، بل قد يشهد تقاسم الريادة بين عدت حضارات، مثل الحضارة الإسلامية المتمثلة بتركيا وإيران، والحضارة السولافية الأرثدوكسية، والحضارة الكنفوسوشية الصينية، ومن أهم المعطيات لهذا التغيير الذي قد نشهده في العشرة أعوام القادمة هي. . . . . . . .

 ●المعطيات المستجدة على الساحة العالمية.

 *التراجع الملحوظ للولايات المتحدة الأميركية في سياساتها الخارجية ناهيك عن ظهور أزمة الهشاشة البنيوية الداخلية لها.

 *التصاعد الاقتصادي الصيني السريع الذي قد يجعل الصين في حال نجحت بمشروع (الحزام والطريق) مؤثرة على القرار السياسي لأغلب الدول المشاركة في ذلك المشروع.

 *رغبة كل من الصين وروسيا وإيران بالخلاص من العقوبات الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة عليها مما دعا تلك الدول لعقد اتفاقيات فيما بينها.

 *تخبط القرار السياسي الأميركي ورضوخه أمام الدبلوماسية الإيرانية للعودة إلى الاتفاق النووي.

*محاولة حلفاء الولايات المتحدة للحفاظ على مصالحها الاقتصادية مثل السعودية والهند وكوريا الجنوبية، بالتقارب من المحور الصيني الروسي الإيراني، كالسعي الكوري الجنوبي للحوار مع إيران وإعادة الأموال المحتجزة لديها للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أو محاولة السعودية للسعي لإيجاد سبل حوار مع إيران، وكذلك إدخال اللغة الصينية ضمن المنهج الدراسي للمملكة العربية السعودية. 

 *تغيير الإستراتيجية التركي من صفر مشكلة إلى اقتحام المشكلات، بعد نجاح أردوغان بالتصدي للانقلاب العسكري المدبر من قبل منظمة (الغلاديو) أو ما يعرف بجيش الناتو السري، وتغيير النظام من برلماني لنظام رئاسي وخفض سقف صلاحيات المؤسسة العسكرية التركية.

كل هذه المعطيات تدل على وجود قوى صاعدة وقوى متراجعة قد تفرض نظام عالمي جديد ترغم كل الدول على الاعتراف به.

 ●السيناريوهات المحتملة.  

 *قد نشهد تصعيد في البحر الأسود بين روسيا وبريطانيا وقد تدفع تركيا بحلف الناتو للدخول بمواجهة عسكرية ضد روسيا لاستعادة السيطرة على البحر الأسود من قبل الأتراك. 

 *مطالبة بعض الأقليات السولافية الارثدوكسية التي تعتبر نفسها من الأصول الروسية للانشقاق بأقاليم في أوكرانيا وبعض دول أوربا الغربية.

 *ستصل إسرائيل لمرحلة عالية من الاقتناع بأنها غير قادرة على خوض مواجهة عسكرية ضد إيران مما يؤدي لانشقاق وفشل التحالف الخليجي الإسرائيلي واقتناع بعض دول الخليج بعدم قدرة إسرائيل توفير الحماية لها.

 *السعودية قطر الكويت ستعقد اتفاقات مع المحور الصيني الروسي الإيراني للحفاظ على مصالحها وقد تتبعها البحرين وعمان وتظل الإمارات الدولة الخليجية الوحيدة في الحلف الإسرائيلي.

 *نشوب حرب أهلية في الولايات المتحدة تقوم الصين على إثرها ضم تايوان للصين وتعجز الولايات المتحدة من التدخل لنجدتها. 

 *ستحافظ الولايات المتحدة على كينونتها كدولة كبرى لكن تشهد تراجعا على صعيد الريادة العالمية.

 *سيفقد الدولار قيمته الدولية ولم يعد بعد ذلك كعملة أولى في العالم. 

 كل هذه السيناريوهات قد نشهدها خلال الخمسة عشر عام القادم مما يشكل لنا نظاما عالميا جديدا يختلف عن النظام العالمي الحالي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك