التقارير

هل ما حصل يوم الخميس في البرلمان يعتبر حل للازمة ام هروب منها للأمام ؟

2177 2016-04-03


الدكتور حاجم الحسني

   في معظم دول العالم منصب الوزير هو منصب سياسي وهذا الوزير السياسي يحاول من خلال تصديه للمنصب دفع برنامج الحكومة الى الأمام لأن ذلك يصب في خدمة الحزب او التيار الذي ينتمي اليه من حيث استمرار نجاحه في الدورات الانتخابية ويثبت للشعب بأنه هو المؤهل في تقديم الأفضل له من الخدمات والتنمية والتطور. وشرط التكنوقراط ليس مهما في الوزير بل شرط القيادة وقدرة الادارة والتخطيط، قياديا يجيد نقل صلاحياته الفنية الى المناصب الفنية في وزارته، تلك المناصب التي يفترض توليها عناصر التكنوقراط المتدرجين في العمل الاداري والفني. هذه الطبقة في الوزارات هم التكنوقراط، ولكن في العراق من يتصدى لهذه المواقع الفنية او لنقل معظمهم هم خارج دائرة التكنوقراط، منا أدى الى خلق ترهل كبير في جسد الدولة العراقية وأتاح للفاسدين دورا كبيرا في نهب ثروات العراق.
ما حصل يوم أمس هو ابعاد شبح الفوضى والانفلات الأمني في وضع عراقي قاهر، هذا هو جانب النجاح الوحيد في تفاعلات الأمس، وهو نجاح كبير ولا شك، ولكن قادم الأيام سيكشف لنا ان مشكلتنا أكبر بكثير من تغيير كابينة وزارية بغيرها، فنحن نمتلك دولة نخرها الفساد وسوء الادارة وتسلط الارهاب بجميع أشكاله وفرقة سياسية واجتماعية، وغياب الرؤية وانعدام الاسترايجيات والخطط التنموية. الخطوات الاقتصادية القاسية المطلوبة للمرحلة القادمة قادرة وحدها على اسقاط أية وزارة مهما كانت شخصياتها. الخروج من الأزمة يتطلب بناء رؤية مشتركة من قبل الأطراف السياسية الفاعلة في الساحة العراقية بعيدا عن المصالح الضيقة الحزبية والفئوية والطائفية، نحتاج تثقيف الشعب على ان المرحلة تتطلب شد الحجارة على البطون من قبل القيادات قبل الشعب وتحمل قساوة القرارات الاقتصادية . ان تحقيق دولة المواطنة يتطلب برامج فكرية وثقافية تعبر بنا من جزر الطائفية والاثنية الى الأرض والفضاء الممتد للمواطنة.
وأمر كهذا ليس مستحيلا تحقيقه لو توفرت القيادة الحكيمة الواعية والرؤية العميقة والخطط العملاقة والأحزاب الواعية. أما حكومة غير مسنودة من الكتل والفعاليات السياسية، بل المحاربة لها، فمآلها الفشل والانهيار. فالسلاح اليوم ليس بيد الحكومة وحدها، والتدخلات الخارجية ستجد فراغات أكبر للنفوذ في دوائر الصراع الداخلي وتدفع الحالة العراقية الى مزيد من التشرذم والتفرق والانقسام.
الكلام الجميل المنمق في الفضاء الواسع لا يعني شيئا عندما يقابله كلام مناقض في الغرف المغلقة، فالجميع خائف على مصالحه الحزبية والطائفية والاثنية، والثقة مفقودة ، والثقة كقعر القنينة فإن انكسرت سال كل ما فيها، فالصف الواحد كالبنيان المرصوص يصعب اختراقه والخلل في الصف يسهل الاختراق والتدمير.
العراق بحاجة الى حكماء أكثر من تكنوقراط

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك