أنطوان الحايك
كشف تقرير أممي أطلعت “النشرة” على مضمونه في بيروت، عن قرار ايراني، متخذ منذ ما بعد الإتفاق النووي مع الدول الغربية، يلحظ عدد من النقاط الاستراتيجية أبرزها اعلان الحرب السياسية على المملكة العربية السعودية والتيار الوهابي الذي يقودها منذ عقود من خلال محاصرتها خليجياً واقليمياً وتعريتها دولياً تمهيداً لتحريك الحوثيين بشكل منظم ومدروس يساعد على إسقاط حكمها ولو بعد حين مستفيدة من جملة عوامل دولية وخليجية على غرار دوران دول مجلس التعاون الخليجي في الفلك الأميركي وعدم استعدادها للخروج منه حتى لو كان ذلك بناء على طلب المملكة.
استناداً إلى ما جاء في التقرير، يعرب معدوه عن اعتقادهم بأن ما يصدر في بيروت من مواقف ضد السعودية هو تعبير عن وجهة النظر الايرانية وليس بعيداً عن توجهاتها خصوصاً لجهة الحديث عن ربط الأزمة الداخلية بالخلاف السعودي الايراني وتعدد وجهات النظر بشأنه، في ظل اشتباكات سياسية منقطعة النظير ومرتبطة برهانات خارجية وتمويل خليجي فارسي لا يصعب اكتشافه نظراً لكثافة حركة المسلحين الميدانية التي تستهلك يومياً في لبنان وحده ما يقارب من الطن الكامل من الذخائر، وهذا استهلاك قياسي اذا ما قورن بوضع لبنان الاقتصادي والاجتماعي عدا عن الحجم المستهلك في سوريا ويبلغ يومياً أكثر من ستين طناً، وهذا وضع مستمر منذ سنوات يعجز أي اقتصاد في العالم عن تحمله ما لم يكن مدعوماً.
وفي بند آخر، يكشف التقرير أن ايران تعمل بالتعاون مع واشنطن على الدخول فعلاً لا قولاً في الحرب المعلنة على الارهاب، لا سيما أن الغرب يعتقد أن طهران خبيرة في التنظيمات الارهابية وكيفية عملها وطريقة مكافحتها مقابل موافقة أميركية على إعادة تقسيم الخليج العربي إلى مناطق نفوذ غير متكاملة عبر تحييد قطر عن الصراع الاقليمي الكبير والاكتفاء برعاية بعض التنظيمات المسلحة التي تناصب العداء لتنظيم “القاعدة” وتكثيف التعاون والتنسيق مع قادة “القاعدة” العسكرية في السيلية، واعطاء سلطنة عمان دور فاعل في لعبة ادارة الخليج الجديد الذي يطمح اليه التفاهم الايراني الأميركي المشترك، على اعتبار أن مسقط تشكل الشريك الاقتصادي والأمني للشريكة الفارسية التي تقاسمها حدود مضيق هرمز مع الاشارة إلى أنها تتشارك في التوقيع مع ايران على أقل من نصف العابرين للمضيق.
في المقابل، يلحظ التقرير التواصل الايراني القطري من خلال “حزب الله”، حتى أن التقرير يكشف أن اللقاء الذي كشف عنه أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله شخصياً مع القطريين كان عبر شخصية أمنية مخولة وفاعلة وقادرة، وذلك بعد اسبوع طويل من اللقاءات أجراها المسؤول القطري في بيروت دامت حوالي الأسبوع، وكل ذلك بعلم من السفارة الايرانية والتنسيق معها.
ويتطرق التقرير إلى العلاقات المفترضة بين البحرين وطهران، فيعتبر أن الأمور آيلة إلى المزيد من الضغط على البحرين للحصول منها على تنازلات متصلة بالشراكة مع المجموعات الشيعية الخاضعة لايران باعتبارها المرجعية الدينية والسياسية، بحيث يصح القول أن هناك محاولات جادة لاعادة ترتيب مناطق النفوذ، وهذا ما يبرر اسقاط المشروع السعودي بتحويل المجلس إلى اتحاد من البوابة العمانية النائية بنفسها من الأساس عن صراع المحاور والمؤهلة للعب أدوار الوساطة البديلة.
ويختم التقرير إلى التأكيد أن ما بدأت الساحة السورية تشهده منذ ما بعد جنيف الايراني من تحولات على صعيد الميدان من جهة وتركيبة المعارضة السورية من جهة ثانية، يقع في صميم الصراع السعودي الايراني المتحول تدريجياً إلى حرب باردة يمكن التأسيس عليها بالاعتراف أن ايران هي واحدة من الدول الرائدة في مجال مثل هذه الحروب كما في مجال المفاوضات الموصوفة بالنفس الطويل.
14/5/131214
https://telegram.me/buratha