شاكر كسرائي
قام الامير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات العسكرية السعودية الاسبوع الماضي بزيارة لروسيا وهي الزيارة الثانية خلال اربعة أشهر. ويتساءل المراقبون عن سبب هذه الزيارة بعد ان فشلت الزيارة الاولى وعارض الروس ما قدمه السعوديون لهم من مقترحات سخية من أجل تحقيق الاهداف السعودية في سوريا ووقف الدعم الروسي للنظام في سوريا.
ويبدو ان السعوديين الذين فشلوا في اقناع الروس وقف دعمهم لنظام الاسد في الزيارة الاولى حاولوا في الزيارة الثانية اقناع الروس بالعمل على وقف الحرب وتبني خيار الحل السلمي، وطرح شروط وقف اطلاق النار نظرا للخسائر الجسيمة التي مني بها انصار السعودية من التكفيريين والسلفيين والرعايا السعوديين الذين عبروا الحدود التركية للقتال الى جانب المجموعات المسلحة، والتباحث مع الروس حول تحقيق الشروط التي تحفظ ماء وجه وسمعة السعوديين بعد حوالي ثلاث سنوات من التورط في الحرب الاهلية السورية، وعدم تمكن النظام السعودي والانظمة المتحالفة معه باسقاط نظام بشار الاسد عن طريق دعم المجموعات المسلحة.
ولكن ليس هناك ما يشير الى ان الروس قبلوا ما طرحه الامير بندر عليهم من اجل انهاء الحرب، خاصة وان الجماعات المسلحة في سوريا دخلت في اشتباكات دموية ضد بعضها البعض من اجل السيطرة على المناطق الاستراتيجية، واحراز قوات النظام السوري انتصارات مستمرة على الارض وقتل عدد كبير من الاجانب الذين كانوا يحاربون قوات الحكومة واعتقال العشرات من المسلحين من رعايا الدول العربية ومنهم رعايا السعودية بالذات حسب وكالات الانباء.
ولكن السلطات السعودية اضطرت هذه المرة بالاعلان عن ان زيارة الامير بندر كانت زيارة ناجحة، لانه كما ذكرت صحيفة القدس العربي “بحث مع المسؤولين الروس توجها سعوديا لتنشيط مشروع قديم للمملكة لاقامة مفاعلات نووية لتوليد الطاقة للاستخدامات السلمية، وما اذا كانت موسكو مستعده لمساعدة الرياض في تنشيط هذا المشروع، الذي كانت الرياض وضعت دراسات اولية له قبل نحو ست سنوات، وبيع مفاعلات نووية للمملكة “.
وحول الازمة السورية ذكرت القدس العربي نقلا عن مصادر سعودية ان المعلومات القليلة المتداولة في الرياض تفيد بان الامير بندر بحث في تفاصيل حل سياسي يقوم على اساس تنفيذ اتفاق جنيف1 والذي يتضمن تشكيل حكومة انتقالية سورية ذات صلاحيات واسعة من المعارضه والنظام السوري، ومن ضمن هذه التفاصيل دور الائتلاف الوطني الذي تدعمه السعودية في قيادة هذه الحكومة.
ويبدو ان الجانبين لم يتوصلا الى اتفاق حول الازمة السورية نظرا لتباعد وجهات نظر الجانبين وبحسب مصادر القدس العربي، فانه جرى الاتفاق على مواصلة الاتصالات بين الرياض وموسكو ليس على المستوى السياسي فقط بل ايضا على المستوى الامني وعلى مستويات التعاون التقني والنووي.
فاذا كان في نية السعوديين اقامة مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية بتعاون مع الروس فهذا يبشر بالخير لان اقامة المفاعلات النووي ستفيد الشعب في السعودية، على عكس دعم المجموعات المسلحة التي تقتل وتخرب البلاد والعباد وقد فطنت ايران قبل سنوات بعيدة الى اهمية اقامة المفاعلات النووية وحصلت منها على الطاقة الكهربائية وهي الان تستخدم هذه الطاقة في سد حاجة البلاد منها. ويبدو ان الدول العربية في الخليج وبينها السعودية تنبهت الى فوائد الطاقة الذرية متأخرا وادركت اهمية ما بدأته ايران منذ سنوات من اجل الحصول على الطاقة النظيفة وهي الان بصدد البدء بهذا المشروع .
29/5/131209 / تحرير:علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha