سقطت مدينة تلكلخ منذ يومين بيد الجيش السوري مجدداً، حيث أعادت قواته السيطرة عليها ضمن عملية تأمين الحدود اللبنانية – السورية لقطع الإمدادات العسكرية واللوجستية عن المسلحين في الداخل، والتي بدأتها بعمليات مدينة القصير وريفها وتوّجت بالسيطرة عليهما في حين تدور إشتباكات أخرى على الطرف الآخر من الحدود اللبنانية السورية وذلك في الريف الغربي للعاصمة (الزبداني ومحيطها) القريب من الحدود اللبنانية والسورية ايضاً.
أولاً عن تلكلخ:
مدينة تلكلخ مركز منطقة تلكلخ في محافظة حمص في سوريا. تقع غرب مدينة حمص وتبعد عنها مسافة 45 كم. وهي عبارة عن قضاء كبير جداً، تبلغ عدد سكان المدينة 62,069 نسمة حسب تعداد عام 2004.
بعد ظهور الميليشيات المسلحة المعارضة للنظام، سيطرت هذه الجماعات على مدينة تلكلخ، كما المدن والقرى والمناطق القريبة منها في ريف حمص، الواقع على الحدود مع لبنان. كان الهدف من ذلك تأمين هذه المنطقة عسكرياً وإخراج قوات النظام منها، تسهيلاً لعمليات الإمداد بالاسلحة والمقاتلين على طول الخارطة السورية، حيث إعتبرت هذه المنطقة من أكثر المناطق نشاطاً في هذا المجال. خاضت القوات السورية وميليشيات المعارضة في عدّة مرات معارك دامية خصوصاً في ريف تلكلخ، حتى نجح الجيش السوري قبل أيام من إعادة السيطرة عليها وطرد المعارضين المسلحين.
عن مهمة تلكلخ:
مدينة تلكلخ كما ريفها كانتا تعدان كما القصير وريفها، معقلاً لتوريد السلاح والعتاد والمسلحين للداخل السوري، ومركزاً لامداد الجماعات المسلحة، خصوصاً الإسلامية منها بالمقاتلين إنطلاقاً من منطقة عكار اللبنانية، حيث نشطت على هذه الجهة عمليات تغذية الجماعات المسلحة، ونشطت عمليات تسلل المسلحين السلفيين الذين يتمتعون بالتغطية والدعم من رجال دين سلفيون في منطقة شمال لبنان، كان أبرز هذه المجموعة المتسلّلة ما يعرف بـ “مجموعة تلكلخ” التي أوقع الجيش السوري أفرادها في كمين، وكانت تحتوي على مجموعة من المسلحين الإسلاميين اللبنانيين، اوقعهم يومها الجيش السوري بين قتيل وجريح.
هذه المجموعة ليست الوحيدة، بل تمكنت مجموعات كبيرة منذ بداية الأزمة وحتى تاريخ سيطرة الجيش السوري عليها، تمكنت من الدخول إلى عمق الأراضي السورية ومساندن تشكيلات المعارضة المتعددة، إضافة لذلك، فُتح في تلكلخ خطاً لتمرير السلاح والعتاد نحو الداخل، خصوصاً السلاح الذي كان يصل بحراً ‘لى مرفئ طرابلس، هذا السلاح الذي كان يتم إدخاله إلى سوريا عبر هذه المنطقة والمناطق الاخرى التي تحتوي على نفس الميزة والقريبة منها.
في ضوء ذلك، باتت تشكل هذه المنطقة خطراً حقيقاً على الجيش السوري وموقعاً إستراتيجياً للمعارضة السورية من حيث التموين والدعم العسكري واللوجستي، فسقوط تلكلخ بيد المعارضة كشف ظهر القوات السورية ليس فقط في ريف حمص وحمص المدينة، بل وصولاً إلى ريف دمشق ومناطق إدلب وحلب ايضاً، وهذا بالاشارة إلى الإمتداد الجغرافي ومنطقتي تلكلخ وريفها والقصير وريفها، حيث تصل حدودهما إلى حمص المدينة وتكادنا تصلا إلى ريف دمشق ومحيطها.
في الأهمية الإستراتيجية:
تقع الاهمية الإستراتيجية لإعادة الجيش السوري سيطرته على هذه المنطقة بقطع أحدى أهم خطوط الإمداد للمعارضين، وذلك بعد القصير، حيث بات الان من الصعب على من يدعم المعارضة بالداخل اللبناني إرسال العتاد والأسلحة والمقاتلين عبر تلكلخ إلى الداخل السوري، هذا فضلاً عن نجاح الجيش السوري بتأمين منطقة الحدود مع لبنان إنطلاقاً من منطقة القصر في ريف القصير على الحدود مع مناطق بعلبك مع لبنان، وصلاً إلى منطقة تلكلخ وريفها الذي يحد مناطق عكار، ويعطي الجيش السوري أفضلية في عملياته العسكرية القائمة حالياً في منطقة ريف دمشق الغربية (الزبداني ومحيطها) الواقعة ايضاً على الحدود مع لبنان.
وبسيطرة الجيش السوري على هذه المنطقة، يكون قد أنجز 80% تقريباً من خطته المتعلقة بالسيطرة على المعابر والخطوط والمناطق الحدودية مع لبنان، ومنع اي محاولات للتسلّل ودعم المعارضة السورية التي بات الجيش السوري يفرض عليها في الداهل طوقاً مدروساً بسب إحكامه السيطرة على هذه المناطق الحدودية، الشريان الحيوي الوحيد للمعارضة المسلحة في الداخل.
يبقى أمام الجيش السوري مناطق حدودية أخرى تمثل عراقيل كهذه المنطقة يسعى لاعادة السيطرة عليها.
9/5/13628
https://telegram.me/buratha