قال المتحدث باسم حركة طالبان في مشيخة قطر إن ممثلين للحركة الأفغانية سيجتمعون مع مسؤولين أميركيين لإجراء محادثات سلام تمهيدية اليوم في ظل غياب تام للمسؤولين الأفغان.
وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن المحادثات مع طالبان ستبدأ في عاصمة الغدر والخيانة الدوحة اليوم مما يزيد الآمال في التوصل إلى تسوية سلمية من خلال التفاوض بعد 12 عاما من الحرب الدامية بين القوات التي تقودها الولايات المتحدة ومقاتلي طالبان.
وتفاجأت الحكومة الباكستانية بالمكانة التي أصبحت حركة طالبان تحظى بها لدى واشنطن، لكن مراقبين قالوا إن الإدارة الأميركية، التي قررت أن تخرج من أفغانستان وقبلها العراق تريد أن تترك “صديقا” قويا يحفظ مصالحها.
وأضاف المراقبون أن تجربة حكم حامد كرازاي لم تكن ناجحة ما جعل الأميركيين يفكرون في التحاور مع “العدو السابق” طالبان من أجل جعلها ورقة لخدمة المصالح الأميركية في المنطقة وخاصة من خلال الجهود الأميركية لتطويق إيران ودفعها إلى التخلي عن سلاحها النووي.
ونجحت طالبان في اختبار القوة مع واشنطن طيلة 12 عاما، ورغم أنها تستعد للتفاوض إلا أن مقاتليها تولوا منذ يومين قتل خمسة جنود أميركيين. وقال محمد سهيل شاهين أحد مسؤولي طالبان إن الحركة سوف تتمسك بالخيارات العسكرية وأنه “لا يوجد وقف لإطلاق النار … إنهم يهاجموننا ونحن نهاجمهم، ستستمر الهجمات بالتوازي مع محادثات السلام”.
لكن خبراء استراتيجيين أكدوا أن واشنطن قادرة على “استيعاب” طالبان في سياق الموجة العامة من الانفتاح الأميركي على مجموعات الإسلام السياسي، وأن لديها الكثير من الإغراءات كي تجلب الحركة المسلحة إلى بيت الطاعة.
ويشير الخبراء إلى أن واشنطن ستترك للمال القطري مهمة استدراج طالبان وتطويعها لتكون طرفا متعاونا و”حليفا استراتيجيا” خاصة أن أفغانستان ستحتاج إلى مليارات الدولارات للنهوض باقتصادها في ظل “حكم إسلامي”.
ويعتبر الخبراء أن مشيخة قطر ستجد فرصتها في أن تستعيد ثقة واشنطن بها بعد أن فشلت في ترويض مجموعات إسلامية أخرى وجعلها في خدمة الولايات المتحدة، وأنها قادرة على أن تعوض خروجها من الملف السوري وتركه للسعودية.
ودافع الرئيس الأميركي عن محادثات السلام مع طالبان رغم احتجاج كرزاي . وقال أوباما خلال زيارته لبرلين:”مازلنا نعتقد أنه يجب أن يكون لديكم مسار مواز فيما يتعلق بتحقيق المصالحة السياسية”.
وقال محللون إن كرزاي ليس سعيدا بدور الولايات المتحدة في المحادثات مع طالبان. وأضافوا أنه يعتقد أن الولايات المتحدة لم تدفع طالبان بما يكفي للتفاوض مع كابول مباشرة أو إدانة العنف – وهما الشرطان اللذان حددتهما كابول لإجراء المحادثات.
وكان الرئيس الأفغاني قد قال في الماضي إنه لا يمكن تهميش حكومته خلال أي محادثات سلام مع طالبان. وفي العام الماضي استشاط غضبا وقام باستدعاء سفير بلاده في قطر بعدما أعلنت طالبان أنها ستفتح مكتبا في الدوحة.
ولا يستبعد مراقبون أن يتولى كرازاي تشجيع مجموعات مسلحة أخرى غاضبة من التوافق الأميركي مع طالبان مثل مجموعة حقاني، أو الحزب الإسلامي لحكمتيار، فضلا عن “القاعدة” التي سيؤدي هذا “التوافق” إلى طردها خارج أفغانستان.
13/5/13623
https://telegram.me/buratha