تنظر الادارة الأمريكية بقلق كبير الى الاوضاع في الساحة المصرية، وما يلاقيه حكم الاخوان من تحد شعبي متعاظم،
وتتوقع واشنطن أحداثا صعبة في أرض الكنانة خلال الأيام القليلة القادمة، واستنادا الى دوائر سياسية واسعة الاطلاع، فان وزارة الخارجية الامريكية وبعد دراسةوبحث مع الاجهزة الأمنية الامريكية واتصالات مع سفارتها في القاهرة وبعثاتها القنصلية في المدن المصرية امكانية الطلب من دبلوماسييها مغادرة الاراضي المصرية. وذكرت هذه الدوائر لـصحيفة (المنــار) نقلا عن مسؤول كبير في واشنطن أن الادارة الأمريكية لا تشعر بالاطمئنان لمستقبل الاوضاع في مصر، وتتوقع احتجاجات واسعة خلال الاسابيع القليلة القادمة، ولهذا تواصل سفارة الولايات المتحدة في القاهرة، من خلال طواقم خاصة اعداد تقارير تقدير الموقف وتحليل الوضع الامني في مصر ، ومدى تأثيره على أمن وسلامة الدبلوماسيين الامريكيين على الاراضي المصرية.
وكشفت الدوائر عن وجود خطة لدى سفارة وبعثات امريكا في مصر للتعامل مع اي احداث قد تخرج عن السيطرة نهاية الشهر الجاري بالتزامن مع المظاهرات التي دعت اليها قوى مختلفة من المعارضة المصرية التي تطالب باسقاط نظام الاخوان في القاهرة، ومن بين هذه الخطط استباق موعد المظاهرات في الثلاثين من حزيران الحالي بانتقال غالبية موظفي السفارة الامريكية في القاهرة الى اسرائيل، لقضاء بعض الوقت لحين اتضاح ملامح الوضع، ومدى القدرة التي يتمتع بها النظام على فرض الاستقرار ومنع خروج الأمور عن السيطرة، وتضيف الدوائر أن هناك خطة طوارىء تقوم على سحب الدبلوماسيين الامريكيين من مصر ونقلهم الى اسرائيل حيث تخشى واشنطن من أن تفشل الاجهزة الامنية المصرية في صد أية هجمات قد تتعرض لها المقرات الدبلوماسية المختلفة في القاهرة، وأن تتكرر مشاهد اقتحام السفارة الاسرائيلية في مصر عام 2011 ومشاهد قتل السفير الأمريكي في ليبيا ...
وفي نفس السياق فان التصريحات النارية والتسابق على وسائل الاعلام، واختيار المنابر الأكثر حشدا واكتظاظا، واستغلال المناسبات، واللهجة التي تجمع بين العداء واليأس والضغط والقلق والخوف.. هذا ما يعكس صورة القيادات العربية التي بدأت في تناغم واضح ، حملة التحريض والتجييش ضد الشعب السوري وقيادته.
ويقول خبراء في شؤون المنطقة لـ (المنــار) أن الدول العربية المشاركة في الحرب الارهابية على سوريا، تدرك جيدا أن الولايات المتحدة قد تضطر مستقبلا الى التسليم ببقاء النظام السوري على رأس الحكم في سوريا، وخوض الرئيس بشار الأسد الانتخابات القادمة والفوز فيها، ويضيف الخبراء أن الدول المذكورة نقلت مخاوفها الى الولايات المتحدة ودعتها الى ضرورة مواصلة الضغط بكافة اشكاله على الدولة السورية.
ويرى الخبراء أنه من غير الواضح فيما اذا كانت التصريحات النارية التي يطلقها قادة بعض الدول العربية تصب باتجاه الجهود الهادفة لمزيد من الضغط على النظام السوري ورفع معنويات العصابات الارهابية، ويعتقد البعض من هؤلاء الخبراء أن تلك الدول تصعد من عدوانها وتحريضها ضد الدولة السورية ودعم التكفيريين بمزيد من السلاح من أجل عدم شطب العصابات الارهابية من على طاولة الحل السياسي.
23/5/13621
https://telegram.me/buratha