كشفت معلومات جديدة الجمعة عن علاقة تربط إرهابي "الساطور" في لندن، النيجيري الأصل مايكل أدبولاجو، مع السلفي اللبناني من أصل سوري، المتشدد عمر بكري (فستق). وكانت الشرطة البريطانية قد أعلنت عن اعتقال شخصين آخرين الخميس للاشتباه بتورطهما في جريمة وولتش التي ذُبح خلالها جندي بريطاني.
ونقلت صحيفة بريطانية الجمعة في تقرير لها كلاماً لعمر بكري، أشاد فيه بما أسماه "شجاعة" مايكل أديبولاجو، الذي يشتبه في أنه نفذ مع شخص آخر اعتداء وولتش. وتقول الصحيفة إنها علمت أن منفّذ الاعتداء استمع إلى خطب بكري، زعيم تنظيم المهاجرين، الذي كان يقيم في بريطانيا قبل أن يُمنع من العودة إليها، فاختار أن يستقر في لبنان عام 2005.
وتضيف أنها اطلعت على خطبة ألقاها بكري، صوّرت بشكل سري جاء فيها أن قطع رؤوس الأعداء جائز. ولفتت الصحيفة إلى أن بكري قال في اتصال معها إنه "يتفهّم مشاعر الغضب التي حركت المعتدين في وولتش"، مضيفاً "أن ما قاما به يمكن تبريره حسب بعض التفسيرات في الإسلام".
وواصل بكري قائلاً "حسب بعض التفسيرات الإسلامية، لم يكن يستهدف المدنيين وإنما هاجم جندياً كان يقوم بعملية عسكرية، وبالنسبة إلى الناس هنا (في منطقة الشرق الأوسط) هو بطل بسبب ما قام به". وأضاف أنه شاهد مقطع الفيديو، الذي ظهر فيه أديبولاجو ويداه ملطختان بالدماء، مضيفًا أنه "شجاع جداً".
وتقول الصحيفة إن أديبولاجو المولود في لندن والمنحدر من أصول نيجيرية، والذي اعتنق الإسلام سابقًا، صرح بأنه "يقاتل في سبيل الله".
وكانت الشرطة البريطانية اعلنت الخميس عن اعتقال شخصين آخرين للاشتباه في تورطهما في اعتداء وولتش الذي قتل فيه الجندي البريطاني "لي ريغبي" الأربعاء الماضي، مضيفة أن المشتبهين بهما رجل وامرأة يبلغ عمر كل منهما 29 عاماً.
وقبل ذلك، كانت الشرطة ألقت القبض على رجلين من أصل نيجيري (22 و28 عاًما) بعد إطلاق النار عليهما في مسرح الجريمة، وهما يخضعان للعلاج حالياً في مشفيين بالعاصمة لندن.
وقالت تقارير رسمية بريطانية إن المشتبهين بهما بقتل الجندي البريطاني كانا معروفين لدى جهاز الاستخبارات الداخلية إم آي 5 وأنهما كانا شبه معروفين لدى ضباط مكافحة الإرهاب، مضيفة أن أحدهما مُنِع من السفر إلى الصومال للانضمام إلى الحركات الجهادية هناك.
واعترضت الشرطة الشخصين العام الماضي أثناء محاولتهما مغادرة البلاد، بحسب مصادر.
ويشار إلى أن أحد مرتكبي الحادث يُدعى مايكل أدبولاجو، وهو شاب بريطاني في الثامنة والعشرين تحول من المسيحية إلى الإسلام. وحصلت بي بي سي على فيديو لأدبولاجو في عام 2007 خلال مشاركته في مسيرة للإسلاميين احتجاجًا على اعتقال شخص في لوتن.
وكان أحد مرتكبي الحادث قد ظهر في مقطع فيديو بث على محطة تلفزيون "اي تي في" وهو يحمل ساطوراً ملطخاً بالدم، ويردد "نقسم بالله العظيم أننا لن نتوقف عن محاربتكم. السبب الوحيد الذي دفعنا لفعل هذا هو أن المسلمين يموتون كل يوم".
في هذه الأثناء، أعلنت الشرطة البريطانية نشر 1200 شرطي إضافي في شوارع العاصمة لندن، وذلك بهدف طمأنة السكان.
وقالت الشرطة إن "1200 شرطي إضافي سيتم نشرهم اعتباراً من الآن في أرجاء العاصمة"، وتحديدًا في الأماكن الحساسة الرئيسية وبينها المواقع الدينية ووسائل النقل ومناطق الازدحام مضيفة أنها تريد "طمأنة الناس".
وتعرضت مساجد في بريطانيا لاعتداءات عقب الحادث، الذي أدانته منظمات إسلامية بريطانية. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال إن بلاده "لن تستسلم للترهيب أو الإرهاب"، في إشارة إلى اعتداء وولتش الذي قتل فيه الجندي ريغبي.
وأضاف كاميرون أن "أحد أهم السبل لهزيمة الإرهاب هي العودة إلى حياتنا الطبيعية". وأشار إلى أنه لا يوجد مبرر في الإسلام لشن مثل هذه الهجمات، التي تقع مسؤوليتها "فقط" على الأفراد الضالعين فيها.
31/5/13524
https://telegram.me/buratha