يبدو ان مسلسل الموت لا ينتهي وفي تزايد مستمر حيث امضى العراقيون امس الاول يوما داميا يضاف الى سجل الارهاب الاعمى الذي لايفرق بين طفل رضيع وبين كبار السن وبين العامل الذي يجلس على ارصفة الطرقات ليحصل على لقمة العيش لعائلته وبكرامة بعيدا عن الامور السياسية التي يقال انها لعبة الكبار ليصبح ضحيتها الدم العراقي ولا احد يحرك ساكنا من حكومة واجهزة امنية واكتفت بالتفرج على عوائل الشهداء وهم يدفنون موتاهم .
وأرجع نواب أسباب تدهور الأوضاع الامنية الى عدم قدرة الأجهزة الأمنية على مسك زمام الأمور، مشيرين الى أن إجراء تغييرات لبعض القيادات الأمنية والإتيان بشخصيات وطنية ربما يؤدي الى استقرار الوضع الأمني.
وقال رئيس كتلة الفضيلة النيابية عمار طعمة، إن الكتل السياسية تتحمل مسؤولية تردي الوضع الامني في البلاد بسبب انشغالها بالصراعات. واضاف طعمة في تصريح صحفي امس إن الكتل السياسية تتحمل مسؤولية ما يجري من تدهور أمني بسبب انشغالها بالصراعات على مصالحها واهمالها لمطالب المواطن، وغياب المساءلة عن الفاسدين تاركة الفساد المستشري ينخر المؤسسات الامنية.
وتابع: أن صفقة السلاح الروسي واجهزة الكشف عن المتفجرات دليل على وجود هذا الفساد من دون رادع أو محاسبة، موضحاً، ن الحل الوحيد للازمة هو معالجة العنف والتطرف. ومن جانبه أفاد النائب خالد امين رومي، بأن الخلافات السياسية ليس لها تأثير كبير على تدهور الأوضاع الأمنية، مطالباً القادة الأمنيين بزيادة تدريب مهارات الجيش والشرطة واستيراد أجهزة لكشف المتفجرات.
وقال رومي في تصريح صحفي امس إن الخلافات السياسية ليس لها تأثير كبير التدهور الأمني، لكن السبب الرئيسي هو ضعف الخطط الأمنية وضعف التدريب الذي يمكن الإرهابيين من اختراق الأجهزة الأمنية وتنفيذ عمليات إرهابية. وطالب: بتغيير القيادات الأمنية ووضع خطط إضافة الى العمل على تطوير مهارات الجيش والشرطة واستيراد أجهزة لكشف المتفجرات لان الأجهزة السابقة غير صالحة ونحتاج الى أجهزة حديثة. وحمل النائب عن الصابئة المندائيين القيادات الأمنية مسؤولية الضعف الامني، معرباً عن امله بأن يكون رئيس الوزراء نوري المالكي جاداً بإجراء تغييرات على القيادات الأمنية، وأن تكون العناصر المقبلة كفوءة، وإلا فستستمر الخروقات الامنية والتفجيرات.
الى ذلك أشار النائب المستقل كامل الدليمي الى أن الاجهزة الامنية عبارة عن سيطرات شكلية لتأخير المواطنين، مبيناً أن البلد بحاجة الى رجال أمنيين ومهنيين وليس بحاجة لرجال لاغراض الوظيفة والراتب. وقال الدليمي في تصريح صحفي امس إن ضعف الأجهزة الأمنية يعود الى عدم التعاون بين صنوف تلك الاجهزة، فضلاً عن الخلافات السياسية التي انعكست سلباً، ما جعل الأرض العراقية 'ارضاً طرية' لتنفيذ أجندات خارجية. وأضاف: أن البلد بحاجة الى رجال امنيين ومهنيين قادرين على مسك الملف الامني وليس بحاجة الى رجال لاغراض الوظيفة والراتب لأنه من الممكن أن تؤمن لهم فرص عمل في أي مكان آخر بعيداً عن الأجهزة الأمنية. وشهد البلد ارتفاعا في الهجمات الارهابية في الأسابيع الماضية، ما يثير مخاوف من عودة التوترات الطائفية التي دفعت البلاد إلى شفا حرب أهلية في 2006 و2007.
4/5/13522
https://telegram.me/buratha