أبلغت الإدارة الأمريكية من يعنيهم الأمر في المعارضة السوريّة خصوصا "الائتلاف الوطني المعارض" وجماعة "الإخوان المسلمين" بأن الذهاب إلى جنيف مصلحة أمريكية.
في ظل التوافق المبدئي الهش بين روسيا وأمريكا على عقد مؤتمر دولي في جنيف مطلع حزيران المقبل من أجل حل الأزمة السورية أطلق عليه منذ الآن (جنيف 2)، عادت الخلافات التي تعصف بالمعارضات السورية لتطفوا على السطح من جديد في ظل ضغوط أمريكية على أطياف المعارضة لتسهيل مهمة الولايات المتحدة في تشكيل وفد من المعارضة السورية التابعة لها للحضور إلى جنيف.
ويشهد "الائتلاف السوري" المعارض خلافات كبيرة في الاتفاق على وفد موحد مع رغبة الجميع في التواجد في جنيف ضمن وفد المعارضة السورية الذي لن يكون حكراً على "الائتلاف الوطني" وأجنحة المعارضة السوريّة الموالية للولايات المتحدة والغرب والممولة من قطر والسعودية، حيث أن لهيئة التنسيق المعارضة وفدها الذي تم انتخابه ويبدو أنه سوف يخضع لعملية تعديل تراعي توزيع الأقطاب داخله خصوصا لجهة التمثيل الكردي داخل الهيئة التي تحظى بعلاقة جيدة مع كل من روسيا وإيران.
وتقوم السعودية منذ أسبوع بشخص رئيس استخباراتها بندر بن سلطان بن عبد العزيز بدعوة الشخصيات المعارضة المقربة من الائتلاف فرداً فرداً إلى الرياض لوضعهم بصورة القرار الأمريكي بتسليم السعودية إدارة الملف السوري مع كف يد القطري في هذه المرحلة، وقد طلب بندر من الجميع الابتعاد عن "جبهة النصرة" وجماعة "الإخوان المسلمين" حتى يستمر الدعم السعودي للمعارضة، وحدد بندر لمن استقبله من المعارضين الهدف السعودي الحالي بإسراع المعارضة بالاتفاق على وفد موحد وإلا سوف يجبرون على ذلك كما أجبروا في تشرين الثاني عام 2012 في العاصمة القطرية الدوحة على تشكيل "الائتلاف الوطني" وكما اجبروا على تعيين غسان هيتو في اجتماعهم في اسطنبول في آذار الماضي. ويبدو أن الولايات المتحدة شبه ضائعة في كيفية إدارة خلافات المعارضات السورية وتشرذمها فضلا عن أعرابها عن الانزعاج من هيئة التنسيق الوطني التي ستكون حاضرة ضمن حصة المعارضة.
ويتم الآن الحديث عن تشكيلة من خمسة عشر شخصية تمثل المعارضة، وتحاول الولايات المتحدة فرض حضور عسكريين من قيادات الجماعات المسلحة، وتضع اسم سليم إدريس رئيس قيادة الأركان المشتركة في الوقت الذي ترفض فيه جماعات مسلحة الذهاب الى جنيف، فيما لا تعترف "جبهة النصرة" بقيادة إدريس ولا بمرجعية غير مرجعتيها وهي صعدت من رفضها للذهاب الى جنيف مع خروج الملف السوري من اليد القطرية ومحاولة السعودية إضعاف سيطرة جماعة "الإخوان المسلمين" على المعارضة السورية إذا لم تتمكن من القضاء على هذا النفوذ، وهنا في هذه المعمعة والصدام المباشر تظهر العلاقة العضوية بين جماعة "الإخوان المسلمين" و"جبهة النصرة".
وتسعى كل من قطر وتركيا للحفاظ على مكان مؤثر في هذا الملف بعد ان قادتا الحرب لإسقاط النظام في دمشق لمدة سنتين من دون نتيجة تذكر، فيما يتداول الجمع السوري المعارض أن تركيا التي ساهمت في إشعال النار السورية وقدمت الوعد تلو الاخر للمعارضة السورية بالتدخل لمساعدتها، تجد تركيا نفسها عاجزة عن الرد على دمشق التي وجهت انقرة اليها اتهامات مباشرة وبشكل رسمي بالمسؤولية عن تفجيرات الريحانية، وهذا يضعف من نفوذ تركيا ويقلل من تأثيرها على الكثير من جماعات المعارضة السورية، ويعطي لهيئة التنسيق مصداقية في رفضها للتدخلات التركية وعدم قبولها بزيارة إسطنبول منذ بداية الأزمة.
11/5/13518
https://telegram.me/buratha