رأي في الأحداث

أيها العراقيون: لا تعينوا أعداءكم على أنفسكم! فالعدو مهما كان ضاحكاً فإن ضحكته هي تكشيرة عدو

5592 04:48:00 2006-09-20

ما عاد خافياً على أحد أن حرباً نفسية منسقة ومقننة تجري من أكثر من طرف ضد الشعب العراقي بشكل عام وشيعة أهل البيت ع بشكل خاص، وإطلالة بسيطة على ما تبثه القنوات الفضائية خارجياً كالجزيرة والعربية وغيرها كثير، وما تتحدث به حاضنات الارهاب وقواه في الداخل تكفي لمعرفة حجم هذه الهجمة والتي تستهدف هزّ ثقة العراقي بالتغيير الحاصل من جهة، والاصرار على اقناع المستمع بما فيهم شيعة أهل البيت ع بأنه من غير المسموح مجيء قيادات من خارج الطوق الطائفي لحكم العراق، ولذلك فسيف التجريح والكذب والتهويل وما إلى ذلك هو المشور دائماً حتى لو كان على طريقة: عنزة ولو طارت.

وليس من المعقول التصور بأن قوات الاحتلال الأمريكي قد حصلت على نظامها البديل الذي يعوضها كل ما أنفقته في حربها الحالية في العراق، فلقد غيّرت النظام ليس حبّاً بالشعب العراقي ولا إنقاذاً له من الديكتاتوري، بل غيّرته لأنه ما عاد يلبي كل الطموح الذي ترمقه من دون أن تتأثر مصالحها الحيوية للخطر، ولقد جاءت إلى العراق والآمال تسيطر عليها بأنها ستصوغ الشكل السياسي وتضبطه وفقاً لمقاساتها، ولهذا جاؤوا بدستور خاص بهم، وبفريق إدارة خاص دربوه لأشهر عديدة في أمريكا وبفهم خاص لطبيعة الخارطة السياسية في العراق، ولكن حين دخلوا للعراق وجدوا أن حسابات الحقل لا تماثل حسابات البيدر، ولغة الجماهير هي التي اختارت دستورها الخاص بها وجاءت بالحكومة التي تمثلها، ولهذا ظل سجال هذه القوات وسيظل ـ في اعتقادي ـ  مع كل الحكومات والأوضاع السياسية والأمنية محتدماً من أجل الوصول إلى مقاربة لطبيعة ما تريده من بدائل حاكمة، فقد تستسلم في مكان وتذعن لإرادة الجماهير في انتخابها لحكومة معينة على غير الرغبة الأمريكية، ولكن هذا الاستسلام يجب ان لا يفهم بأنها ستمتنع من عرقلة الجهود المبذولة في هذه الحكومة لكي تلبي طموحات جمهورها وتثبت مصداقيتها أمامهم.. والعاقل هنا لا يحتاج لمزيد كلام لكي يعي ما يمكن أن يعمله الأمريكيون المسيطرون على الملف الأمني وغير الملف الأمني في هذا الصدد.

كما لا نعتقد أن احداً يشكك في وجود تركة من الخراب هي الأثقل من نوعها، وهذه التركة رغم ثقلها اكتسبت ردائين اضافيين ساعدت الأوضاع المترتبة على السقوط على اتساع رقعتهم بشكل فاحش، أحدهما الفساد المالي المغري ويشترك في هذا الفساد الجميع ومن كل الطوائف، والثاني الفساد السياسي المستشري نتيجة لوجود البعثيين وعناصر الحقد الطائفي في كل أوصال الدولة والحكومة، مما سمح بنشأة عصابات ومافيات خطرة جداً لا تقل خطورتها عن خطر الارهاب السياسي والأمني.

كما إنه لم يعد خافياً على أحد أن الكثير من السياسيين كانوا من أصحاب مشاريع ردات الفعل وليس مشاريع الفعل، برغبة وبغيرها، مما جعلهم في الكثير من الحيان محرقة لمشاريع تعد سابقاً، ولعل نظرة بسيطة على الكثير من أحداث القتل والقتل المتبادل حين يحمل صفة طائفية ليكتشف إن القاتل هو الآخر ضحية لمشروع أكبر منه وهو منفذ ليس إلا، لأن المقتول هو ابن دينه ووطنه وفي بعض الأحيانابن طائفته حتى، وبمعادلة بسيطة سيكتشف إن الرابح في عملية القتل والقتل المتبادلة هو عدو العراق وليس ابن العراق!

بناء على كل ذلك بودي أن أقف هنيئة عند بعض التحليلات التي ندفع لتبنيها دفعاً، وهذه التحليلات تجدها مصاغة بشكل واضح وصريح في هذه الخطوط الأربعة التي أشرت إليها، وقد لا استغرب ان يتبناها إنسان غافل عن حقيقة ما يجري، ولكن من حقنا ان نستغرب حينما يتبناها من نعرف أن له حكمة وعقل ودراية، ولا نمانع من اكتشاف الخلل، والتنبيه عليه، فالدولة محاصرة وقيادات العراق محاصرون بظروف قاهرة لا يحسدون عليها ومصيبتهم أنهم لا يستطيعون دائما ان يتكلموا بكل ما يعرفوه ومن الطبيعي عندئذ ان تحصل أخطاء وتلكؤات وعثرات وكبوات وهذه سمة من سمات العمل، فمن لا يعمل لا يخطأ، أما من يعمل فمن الطبيعي أن نلحظ وجود الخطاء لا سيما إن كان الوضع كالوضع العراقي الحالي، وهذا كله ليس موضع استغرابنا، ولكن استغرابنا الحقيقي هو في لهجة التعميم، وفي لهجة التسقيط الشامل، وفي لهجة حرقة الأخضر بسعر اليابس، وفي نسيان كل الانجازات والتشبث بالسلبيات، واستعجال حصول النتائج ورؤيتها.

عدوك هو من يزرع لكي تحلل بهذه الطريقة وهو الذي يعطيك المادة التي تعمل على اعطائك ما يمكن أن تصدق إن تحليل العدو سليم، بمعزل عن أن تكون هذه المادة صحيحة أو ليست صحيحة، نقلت بحيثياتها الكاملة، ام نقلت على طريقة: لا إله وبتر المتبقي.. إذن لماذا تقع أنت في الاستنتاج طالما إن العقلاء توافقوا على إن ما يأتي من العدو لا يمكن أن يكون في مصلحتك!!

عدوك يريد منك أن تحلل بطريقة معينة لكي يكسب هو النتيجة ويراك منشغلأ بأكل ذاتك، وهشم مؤسساتك، وتدمير عناصر قوتك، لكي يستفرد هو بالنتيجة والمحصلة، وانت تعلم إن الكثير من الأعداء ليسوا على طريقتنا الحالمين بنتائج ما بعد يوم وليلة، بل الكثير من هؤلاء من يزرع لحصاد يأتيه من بعد سنين، فهل كان لنا قدرة الصبر في التحليل للتأني لعدة أيام؟ لنحكم على نتائج معركة شرسة تجري في داخل الكواليس السياسية والحكومية من دون أن يكون لأحد قدرة لأحد على إعلانها.

انا مع النقد الجاد.

ومع العتاب الصريح.

ولكني أتمنى أن نعرف لغة النقد التي تستوعب كل الصورة لنحكم من بعدها على الأمور.

بغير ذلك سنكون وباختيارنا من ضحايا الغزو النفسي المسلط علينا من عدونا!!

ومن ضحايا مخططات أعدائنا بإرادة منا!!

ومن آكلي لحومنا لنقدمها لأعدائنا.

محسن الجابري

وكالة أنباء براثا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك