هاجم مقدم احد البرامج السياسية على قناة الاخبارية السعودية الرسمية تدخل مرجعية الامام المفدى السيد علي السيستاني في الاحداث الجارية في العراق قائلا " الاستعانة بالمرجعية من قبل الشعب سيجر الى مالايحمد عقباه والعودة الى الصراعات الطائفية واضاف كان المفروض ان يوجه الشعب مطالبه للحكومة مباشرة دون المرور بالمرجعية " .
وهاجم الكاتب والباحث السعودي عبد الله ناصر العتيبي ضيف البرنامج السعودي تدخل المرجعية قائلا " ان تدخل مرجعية السيد علي السيستاني في النجف بالطائفي وانه سيؤدي الى تفاقم المشكلة في العراق وسيؤدي الى تعقيد الامور بدل حلها " .
وقال الكاتب والباحث السعودي عبد الله ناصر العتيبي ردا على سؤال من خلال احد برامج قناة الاخبارية السعودية الرسمية وجهه مقدم البرنامج فحواه يقول الى اي مدى سيؤثر تدخل المرجعية في القرار العراقي ..؟ فرد العتيبي " ان مدى تدخل المرجعية سيفاقم المشكلة ويدخل العراق في اتون الفتنة الطائفية " وقاطع مقدم البرنامج مداخلة العتيبي متهما المرجعية الشيعية بعدم فهمها للشؤون السياسية وانهم لايحيطون بخلفيات القرار السياسي والمشكلة " .
وعاد العتيبي ليكمل مداخلاته متهماً المرجعية " بانها تريد تعقيد المشكلة وتعقيد العلاقية بين الشعب والطبقة السياسية الحاكمة واتهمها انها من خلال تدخلها في الاحداث الجارية في العراق انما تريد تحقيق مصلحة خاصة اهمها السيطرة على الاثنين , الشارع والطبقة السياسية"
واتهم العتيبي , مرجعية السيستاني بانها تريد ان تكون فوق المرجعيات قائلا " ان هذا النوع من المرجعيات تبحث عن مصالح سياسية وانها تعقد العلاقة بين الشعب والطبقة السياسية الحاكمة وان هذا النوع يريد ان يحكم الطبقة السياسية وان تدخلها سيذهب بالبلد الى الوراء سنوات طويلة في اشارة الى التخدنق الطائفي " .
وفي المقطع اظهرت القناة العلم العراقي السابق وهو امر يثير الاستغراب في الشارع العراقي يعتبروه اشارة الى عدم الاعتراف بالعراق الجديد وعلمه فيما وجه العتيبي الاهام للحشد الشعبي العراقي بانه نسخة ايرانية من حزب الله .
هذا ولم يرد المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي على الانتقادات السعودية التي وجهت الى مرجعية الزعيم الشيعي علي السيستاني ,واتهامها من قبل مقدم البرنامج وضيفه السعودي من داخل الرياض بتعقيد الامور والاتهامات الاخرى ولزم الحديثي الصمت .
وترى شريحة كبيرة من العراقيين بينهم المتظاهرين ان تدخل المرجعية جاء في الوقت المناسب وانها وضعت النقاط على الحروف .
ويرى مراقبون سياسيون بينهم كتاب ومحللون عراقيون ان المرجعية بتدخلها الاخير ضربت مؤامرة كبيرة تحاك ضد الشعب العراق والعملية السياسية .
الكاتب العراقي سليم الحسني قال في مقال بهذا الشان تحت عنوان " المواجهة الحاسمة بين المرجعية ومحور السعودية " قال فيه "أحدث موقف المرجعية العليا في خطبة الجمعة (٢٧ تموز) إرباكاً قوياً في المحور الأميركي وتوجهاته في التدخل بتشكيل الحكومة وصياغتها على المقاسات التي تريدها أمريكا والسعودية والامارات والكويت وغيرها.
واضاف الحسني " كان المحور الأميركي قد استقر رأيه على أن يتولى حيدر العبادي ولايته الثانية من خلال توفير الأجواء له عبر الكتلة الأكبر بتحالف سائرون والنصر والحكمة. وحين برز التقارب بين تحالف الفتح والقانون وعدة قوائم داخل النصر الى جانب قوائم سنية وكردية، شعر المحور الأميركي بأن الكتلة الأكبر التي خطط لها وانتهى منها في الكويت، أصبحت مهددة بحسابات المقاعد البرلمانية، ولذلك أجرى تعديلاً احتياطياً يتمثل في طرح خيارات حكومة الإنقاذ أو حكومة الطوارئ، لإبقاء العبادي في السلطة.
وتناول الحسني جوانب اخرى من التدخلات الخارجية على القرار الداخلي للكتل والزعامات فقال " مهدّ لهذا الخيار البديل السيد مقتدى الصدر، بدعوته تعليق مفاوضات الكتل السياسية الى ما بعد تلبية مطالب الجماهير في تظاهراتها الغاضبة. ومقتدى في كلامه هذا يترجم الرغبة الأميركية السعودية، بتعطيل السياقات الدستورية، لأن تلبية المطالب بحاجة الى وقت، وسيصبح هذا الوقت طويلاً لكي يبقى العبادي على كرسيه.
بعد موقف المرجعية، بضرورة الاستجابة السريعة لمطالب الجماهير، والإسراع بتشكيل الحكومة، برئاسة شخصية قوية حازمة كفوءة، واجه المحور الأميركي متغيراً لم يكن متوقعاً. لقد فاجأته المرجعية بموقفها الصريح بان العبادي أصبح خارج المنافسة.
ولإحباط مشروع المرجعية الساعي الى معالجة الخلل والتردي في العراق، وجدت أمريكا أن عليها تصعيد مساعيها بسرعة وفرض خطتها السابقة، فتكثفت لقاءات المبعوث الأميركي (بريت ماكغورك) ببعض القيادات السياسية، مع عروض سعودية سخية لشراء المواقف باتجاه دعم العبادي وفرضه لولاية ثانية.
واضاف " في اللقاءات الأخيرة التي عقدها (بريت ماكغورك) كان صريحاً في كلامه بان الولايات المتحدة تريد العبادي رئيساً للوزراء، وأنها تعارض بشدة أي منافس آخر، وهذه هي المرة الأولى التي تطالب فيها اميركا بفرض شخص معين لرئاسة الوزراء بهذا الإصرار.
واشار الحسني الى التدخل السعودي وطرح المغريات قائلا " تحت إرشاد واشنطن، تحركت السعودية لتقدم عروضها باستثمارات ضخمة لصالح مسعود البرزاني في حال أيدها في إبقاء العبادي في السلطة وبهذه التطورات، يكون المحور الأمريكي السعودي، قد دخل مواجهة مكشوفة ضد المرجعية العليا التي تريد إخراج الشعب العراقي من معاناته تحت حكومة قوية.
وختم الحسني بالقول " الكلمة هنا تتحول الى مسؤولية كبرى أمام المواطن العراقي، فالجماهير الغاضبة عليها أن تدرك بأن مرجعها السيد السيستاني في مواجهة مخطط عدائي تقوده أمريكا والسعودية، وأن هذا المحور صارت أدوات ووجوهه معروفة.
تجربة الشعب العراقي ووعيه الذي توّلدت بالمعاناة، تجعله يقف خلف مرجعه الأعلى السيد السيستاني، ليقطع الطريق على مخططات أعداء العراق ".
https://telegram.me/buratha
