عدّ خبير سياسي أميركي، اليوم الخميس، أن تحرك "الإرهابيين" نحو بغداد يدلل على ما يعانونه من "إحباط" وحاجتهم الملحة لجبهة جديدة لـ"إعادة الحياة" لحملتهم،
وفي حين رأى أن تهديد العاصمة العراقية مؤخراً لم يكن بسبب إحراز (داعش) الارهابي تقدماً بالحرب التي يخوضها في باقي المناطق أكثر مما قد يكون بسبب خسارته فيها "لكن على نحو بطيء" في ظل التحديات التي يواجهها من قوات مشتركة تتألف من البيشمركة وعشائر سنية والحشد الشعبي وجنود عراقيين فضلاً عن قوة جوية أميركية، أكد أن (داعش) الارهابي "لا يمكن" أن يسيطر على بغداد ما دفعه التركيز على أهداف ثانوية كمدينة كوباني.
وقال الخبير والمحلل السياسي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، المتخصص بالشؤون العراقية، ميشيل نايتس، في مقال له عن تهديد تنظيم (داعش) الارهابي للعاصمة بغداد، نشره في موقع مجلة بوليتيكو ماغازين Politico Magazine الأميركية، إن "المطلعين قد أخطأوا في حساباتهم، لأن تحرك الإرهابيين نحو بغداد كان مؤشراً على ما يعانونه من احباط".
وأضاف نايتس، أن "الكثير من المراقبين قدموا عبر وسائل الإعلام الدولية، استنتاجاتهم التحذيرية بأن التنظيم (داعش)، هو الآن على أبواب بغداد مستندين في ذلك إلى أن ذلك التنظيم كان قد حقق مكاسب سريعة في محافظة الأنبار، المنطقة المضطربة على مر الزمن، غربي العراق، وبما أن الأنبار مجاورة لبغداد، فهذا يعني أن العاصمة ستسقط أيضاً"، وعدّ أن "الأمر لن يكون صدفة عندما عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما، الثلاثاء الماضي،(الـ14 من تشرين الأول 2014 الحالي)، مؤتمراً طارئاً لمسؤولي الدفاع من 21 دولة في قاعدة اندروس الجوية، لتنسيق الستراتيجيات والخطط العسكرية".
ورأى الخبير، أن "داعش وأسلافهم، كانوا يتواجدون دائماً في بغداد، وأن العاصمة العراقية وضواحيها الريفية، التي تعرف بحزام بغداد، كانت منذ العام 2003 مسرحاً للمعارك اليائسة"، مستدركاً "صحيح أن داعش قد شكل تهديداً مباشراً لبغداد منذ بداية العام 2014، عندما سيطر على مدينة الفلوجة، التي تبعد 25 ميلاً فقط غربي مطار بغداد الدولي، لكن العاصمة لن تسقط كما حدث في الموصل، حزيران الماضي، بغض النظر عن عدد المدن والقرى التي يسيطر عليها داعش في حوض نهر الفرات لحد شمال غربي بغداد".
وعزا نايتس، ذلك إلى أن "أهالي الموصل وغالبيتها من السنة، لا يحترمون الأجهزة الأمنية في مدينتهم، ، في حين أن غالبية أهالي بغداد، ذات السبعة ملايين نسمة، من الشيعة، وهي محور لتحشيد شعبي ضخم والقوات الأمنية النظامية".
وذكر الخبير الأميركي، بـ"مقولة للزعيم الصيني ماو تسي تونغ، مفادها أنه خلال حرب العصابات عليك أن تسبح بين الناس كما السمكة في البحر"، عاداً أنه "يتوجب على تنظيم داعش الارهابي السباحة مع أسماك ضارية إذا ما حاول تكرار تجربة الموصل في بغداد".
وأكد نايتس، أن "التهديد الذي ظهر خلال هذا الخريف ضد بغداد، لم يكن بسبب إحراز داعش تقدماً في الحرب بالعراق، أكثر مما قد يكون خسارة له لتلك الحرب، لكن على نحو بطيء"، موضحاً أن "تنظيم داعش وعبر كل مناطق شمالي العراق وسطه، يواجه تحديات من قوات مشتركة تتألف من عشائر سنية والحشد الشعبي وجنود عراقيين ومستشارين إيرانيين فضلاً عن قوة جوية أميركية".
وتابع الخبير الأميركي، أن "تنظيم داعش الارهابي يبذل ما بوسعه للحفاظ على تعزيز قبضته في أرض تلك المعارك التي ليس لديه فيها اتباع"، مرجحاً أن "يكون تحركه نحو بغداد الآن نابعاً من حاجة ميؤوسة لإحراز نصر كبير أكثر من أي شيء آخر".
ومضى المحلل السياسي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قائلاً إنه في "الوقت الذي يبدو فيه داعش وكأنه يحقق تقدماً في مناطق هامشية مثل كوباني في سوريا، فإنه بدأ يترنح في العراق، ويحتاج إلى جبهة جديدة لإعادة الحياة لحملته"، مضيفاً أن من "بين الانتصارات التي احرزت أخيراً ضد داعش ما حققته قوات البيشمركة في أوائل تشرين الأول الحالي، مجتمعة مع قوات عشائر شمر السنية، في معارك دامت لثلاثة أيام تم خلالها إعادة السيطرة على معبر ربيعة الحدودي مع سوريا، وفي الضلوعية تحالفت عشائر الجبور السنية مع قوات الجيش العراقية والقوات المتجحفلة معها من كتائب حزب الله الشيعية المدعومة من إيران، لطرد ارهابيي داعش من أراضيهم".
وواصل نايتس، "وقرب كركوك بدأت عشائر العبيد السنية بالتعاون مع عشائر التركمان الشيعية وقوات الأمن الكردية، بالقتال ضد تنظيم داعش الارهابي "، وزاد أنها "المرة الأولى منذ حزيران، التي تتمكن الحكومة العراقية فيها من تسيير دبابات وقوافل من التجهيزات على طول الطريق من بغداد إلى كركوك فاسحة المجال بذلك للقوات الأمنية من فتح جبهة جديدة على داعش من الجانب الشرقي له".
وخلص الخبير ميشيل نايتس، إلى أن "ارهابيي تنظيم داعش لا يمكنهم السيطرة على العاصمة بغداد برمتها، وأنهم كانوا يبذلون جهدهم لتعزيز سيطرتهم على المناطق السنية في شمالي العراق وغربيه"، مدللاً على ذلك بقول محلل مكافحة الإرهاب ديفد غارتينستين، إن "داعش أصبح يركز الآن على مدينة كوباني على حساب أهدافه الأولوية العليا في العراق وسوريا".
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)