( بقلم: حزم الراوي )
مر العلم العراقي منذ ثورة العشرين ولحد عام 1991م بأربع تغييرات، ويحتمل أن يكون تغييره الخامس عام 2006.في عام 1921 وبعد نجاح ثورة العشرين تقرر اتخاذ العلم الهاشمي علما رسميا للمملكة العراقية والذي تميز بالتصفيف الافقي لألوانه, الاخضر والابيض والاسود, من الأعلى إلى الأسفل, فيما احتل المثلث الاحمر المقطوع ذو النجمتين السباعيتين الجانب الايسر من العلم.
أما في عام 1958 وبعد تأسيس الجمهورية تقرر اتخاذ العلم الجمهوري الذي صممه الفنان العراقي جواد سليم، حيث تضمن التصميم الجديد تغيير تصفيف الألوان من أفقي إلى عمودي. وقد احتوى هذا العلم الجديد على النجمة الاشورية الحمراء التي احتوت على قرص اصفر يرمز الى اللون الوطني للقومية العراقية الكردية.
وفي عام 1963 بعد انقلاب الثامن من شباط، اتجهت حكومة العراق إلى الفكر القومي وسوقت لفكرة القومية العربية فتبنت علم الوحدة العربية الذي عاد تصميمه الى الترتيب الافقي مع تغيير صف الألوان من الأحمر إلى الأسود فيما احتوى اللون الابيض الوسطي على ثلاث نجمات كانت رمزاً للوحدة مع مصر وسوريا.
ثم في عام 1991 وبعد مهزلة أم المعارك وتمهيداً للفكر التكفيري أعلن القائد المغوار، صنديد العرب، عز الدكتاتوريات، جرذ العوجة انتصاره وبداية حملته الإيمانية المزعومة بكتابة كلمة الله أكبر على العلم.
بعد سقوط الصنم عام 2003 حاول مجلس الحكم اقرار علمٍ جديد يتألف من هلال أزرق فاتح على خلفية بيضاء وشريط باللون الأصفر مع خطين باللون الأزرق عند القاعدة، ويرمز الهلال إلى الدين الرسمي للدولة وهو الإسلام، في حين يمثل الشريط الأصفر إقليم كردستان العراق ويشير الخطان الزرقاوان إلى نهري دجلة والفرات، لكن تظاهرات شعبية غاضبة في أنحاء المدن العراقية رفضت هذا العلم لما كان فيه من تشابه مع العلم الإسرائيلي بسبب وجود الخطين في أعلاه وأسفله الامر الذي أرغم مجلس الحكم على تجميد قراره السابق.
ومع عودة مشكلة العلم إلى الساحة بعد قرار رئيس إقليم كردستان العراق عدم رفع العلم الحالي (1991) في كردستان واستبداله بالعلم الجمهوري (1958) في المناسبات، عاد الناس في العراق إلى الحيرة في تخبط سياسيهم، وعجزهم عن ترك أسلوب الهدم والكون جزءاً من المشكلة، بدل انتهاجهم أسلوب البناء والكون جزءاً من الحل.
بعد هذا السرد التاريخي أود أن أتخذ أسلوب البناء وأكون جزءاً من الحل بتقديم تصميم مقترح لعلمٍ يتخذ العلم الجمهوري (1958) - بكل ما احتواه من معاني وتمثيل لمكونات الشعب العراقي – أساساً، وتحقيق غايات العلم المقترح في عهد مجلس الحكم السابق بتضمين نهري دجلة والفرات، والهلال واللون الأزرق الفاتح. وبذلك يكون التصميم المقترح قد مثل كل اطياف الشعب العراقي كما أراه، ولمن يرى غير ذلك إبداء ما يراه للوصل لهذه الغاية.
بداية لنعيد قراءة قانون العلم الذي نشر في الوقائع العراقية العدد المرقم 189 بتاريخ 27-06-1959 قانون علم الجمهورية العراقية رقم 102 لسنة 59 الذي نصت المادة الأولى منه على أنه يتألف من الألوان (الأسود- الأبيض- الأخضر-الأحمر العاتك- الأصفر) وعلى ان يكون شكل العلم مستطيلا طوله ضعف عرضه ويقسم عموديا إلى ثلاثة مستطيلات متساوية أولها من جهة السارية الأسود فالأبيض فالأخضر ويتوسط المستطيل الأبيض النجمة الاشورية الحمراء ( النجمة ذو ثمانية رؤوس) لونها أحمر عاتك وتتوسط النجمة دائرة ذات لون أصفر بها حزام أبيض.
أما المادة الثانية من هذا القانون فتشير إلى ما يرمز إليه هذا العلم وألوانه.
نجد أن تعديلاً بسيطاً لهذا العلم بتمييل الألوان بشكل قطري باتجاه مصب نهري دجلة والفرات وأضافة الخطين الزرقاوين الفاتحين رمزاً لهما، وإضافة الهلال الأزرق تحت النجمة، يفي بالغرض إن شاء الله.
حزم الراوي
https://telegram.me/buratha