المقالات

إنهم يُكافئون دم الحشد وتضحياته بالخذلان..!

204 2025-07-29

عباس سرحان 

في جلسة يفترض أن تكون امتنانًا وتثمينا وعرفانا للتضحية، انسحب نواب كُرد وسُنّة من التصويت على قانون الحشد الشعبي، فأعلنوا بهذا الموقف جحودهم ونكرانهم لتضحيات جسيمة قدمها الحشد دفاعا عنهم.

 

ذلك الحشد الذي وقف سدًا منيعًا أمام وحشية داعش، ودفع خيرة أبنائه في الدفاع عن الموصل وتكريت والأنبار وسنجار، يُكافَأ الآن بالتجاهل من الذين حمى دمهم وعرضهم، أيام كان مقاتلوه يقترضون الأجرة التي تمكنهم من الالتحاق بجبهات القتال.

 

فمع أن المناطق الشيعية، آنذاك، كانت بعيدة عن نيران التنظيم الإرهابي، غير ان الحشد قدم تضحيات غالية في الدفاع عن المناطق الكردية والسنية، وهذا من أسمى وأرفع وأنبل معاني الوطنية.

 

وبدلا من مقابلة الحشد بالعرفان والشكر من ممثلي هذه المناطق، يُقابَل الحشد بنكران الجميل ورفض التصويت على حقوق أبنائه التي يعيلون بها أسرهم.

 

فكيف يُسنّ للبيشمركة قانونًا ويخصص لهم تمويلًا وهم قوة محلية لا تخضع للقائد العام للقوات المسلحة، ولا تقاتل خارج الإقليم دفاعا عن حقوق العراق وسيادته وتكتفي بالدفاع عن حكومة الاقليم وكأنها قوة حرس خاص؟

 

بينما يُحرَم الحشد الذي ضحى خارج حدود طائفته وحرر أراض عراقية يقطنها ذوو النواب الذين رفضوا التصويت على حقوقه!

 

إن ما يُثير الخشية، هو انصياع النواب الكورد والسنة لضغوط خارجية تريد للعراق أن يظل مسرحا للاختراقات الخارجية، فالقانون ليس مجرد فقرة دستورية، بل موقف سيادي بوجه محاولات تفتيت العراق.

 

هذا الهمّ كلّه في كفّه، واصطفاف بعض القوى السياسية الشيعية إلى جانب الأصوات المطالبة بحل الحشد، في كفّة أخرى لا تقل خطرًا.

 

هؤلاء، عن قصد أو عن قصور في القراءة، يتبنون طرحًا تبنّته إسرائيل صراحة في إطار رؤيتها لتفكيك مصادر القوة الوطنية في العراق والمنطقة.

 

فعبر منصات بحثية وسياسية وإعلامية، دعت تل أبيب إلى تحجيم دور الفصائل المقاومة باعتبارها “مهددًا استراتيجيًا”، وطالبت بفرض تشريعات تقيّد قدرتها على الحركة والتمويل. هذا لا يعني أن كل من يدعو لحل الحشد عميل بالضرورة، لكن الخطورة تكمن في الانزلاق غير المقصود في تبني أجندة خارجية.

 

ومَن يفعل ذلك، يتخلى عن إرادة شعبٍ ضحى بأرواحه من أجل كل بقعة مهددة من أرض العراق، وينسلخ من ذاكرة المقاومة التي لم تكن يومًا طائفية، بل عراقية خالصة قاتلت حيثما كانت المعركة: في سنجار، والأنبار، والموصل، وتكريت، دون أن تميّز بين دم ودم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك