( بقلم ولاء الصفار )
ذكر لنا التاريخ قصصا كثيرة بمجالات متنوعة، فمنها اختصت في مجال التوطن والحياة، ومنها في السلم والحروب، ومنها في مجال الحب التي هي موضع حديثي، حيث وجدت الكثير من قصص الحب تتعمق في كشف وله الحبيب بمحبوبته وكيف كان الحبيب يتغنى بحبها، كقصة قيس وليلى وكيف جن من جراء ذلك الحب العارم، حتى أصبحت قصة ذلك الحب مثالا لكل المحبين.أما أنا.. فاني أعيش اليوم قصة حب وعشق أعظم وأجلى من تلك القصص التي ذكرها تاريخنا، حتى أن القلم لا يستطيع ان يصفها، أو يمنحها حقها من دقة التعبير عما تحمله من مشاعر صادقة وحقيقية، فهي ليست قصة حب بين عشيق وعشيقته، إنما هي قصة حب بين أب وابنته.
نعم..انها قصة حب بيني وبين ابنتي ليلى، فلذة كبدي التي تبلغ من العمر خمسة سنوات والتي قضيت عمري لاهثا تعبا من اجل إسعادها، وهي التي كانت تنتظر عودتي خلف الباب وبابتسامتها تزيح آلامي، وبضحكتها تحيل أحزاني أفراحا ومسرات، وبملاعبتها تنقلني إلى عالم آخر،وحياة أخرى ملؤها البهجة.لكنما الأوباش الظلمة الكفرة قد سرقوا مني ليلى بتفجير عبوة ناسفة بباب داري، وفجأة نظرت إلى ليلى وقد مُلئ جسدها جراحات تنزف دما، فحملتها بيدي وهرعت بها إلى المستشفى التي كانت شبه خاوية من الأدوية ومن ابسط مستلزمات العلاج، وليلى تئن وتبكي وتتلوى بين يدي، ولا اعلم ماذا افعل!! وبعد حين من الزمن كأنه الدهر كله جاءني الطبيب لتضميد جراحها!!.
وبعد الانتهاء من علاجها الأولي البسيط قدم لي طبيبها تقريرا عن حالتها وبين لي بأنه لا يمكن ان تتم معالجتها في داخل البلد بل عليّ نقلها للخارج لمعالجتها، الا انني حينما عزمت على السفر بليلى تذكرت بان أحوالي المادية لا تسمح لي بان أعالجها خارج البلد، وما عدت اعلم ماذا افعل حيال ذلك وليلى تتلوى أمامي من الألم تارة، وتارات من لظى الحر القاسي وانقطاع التيار الكهربائي الذي آل بحالتها نحو الأسوأ.
وذات يوم استيقظت صباحا وفوجئت بان وجدت ليلى نائمة، وقد كنت متعودا على ان توقظني ليلى بمداعبتها لي إلا أنني تركتها نائمة، وبعد فترة عدت لإيقاظها ففوجئت بان ليلى قد ودعتني وودعت الحياة الدنيا، لكنني كذبت نفسي للوهلة الأولى وحاولت تصديق أن ليلى لم تمت، رغم حضور المعزين فرحت اصرخ بان ليلى لم تمت حتى جاءني جاري (أبا يحيى) وضمني إليه وقال: عليك ان تلتزم بالصبر وان ترضى بما يصيبك فلست أنت الوحيد الذي أصبت بمثل ذلك الأمر، ولست الأول ولن تكون الأخير، وذكرني بحال ابنه يحيى التي أشبهت حال ابنتي ليلى وانه اليوم يعيش بدون يحيى، وأن هناك يوميا العشرات من أبناء هذا البلد أمثال ليلى ويحيى!!.لكني صرحت بوجهه بان ليلى ويحيى وأولئك العشرات من أبناء هذا البلد لم يموتوا!! بل إنهم قتلوا والمتورط في قتلهم الإرهاب ، ونقص الأدوية وتعسر العلاج في هذا البلد، وأزمة والكهرباء والماء، والوقود وغيرها.ورغم كل هذا وكل صراخاتي وصراخات إخواني العراقيين المظلومين نجد بعض الساسة العراقيين يدفعون بعجلة الإرهاب، وبعض يقف عاجزا متفرجا لا يحرك ساكنا؟!!.ولهذا أقول: ان دم ليلى ودم يحيى ودم أبناء العراق في أعناقهم، ولقد أخذت على نفسي عهدا ان العن قاتل ليلى وقاتل يحيى وقاتل أبناء العراق يوميا، في كل صباح ومساء، وفي كل أذان وصلاة.اللهم العن قاتل ليلى ويحيى وأبناء العراق
https://telegram.me/buratha