المقالات

كلمة غيّرت مجرى التأريخ و بها ذ ُبح أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم / الحلقة الاولى

2244 01:21:00 2006-08-13

( بقلم الحق المهتضم )

نحن نعلم أن عدد سور القرآن الكريم هي 144 سورة . وعدد كلمات القرآن هي 77845 كلمة .

وهناك آلاف الأحاديث النبوية الشريفة ومئات الشواهد تركها الرسول الأكرم ص للا ُمة الإسلامية  كشريعة ومنهاج متكامل لها لو اتبعته من دون تزييف وتحريف للمعاني التي ا ُنيطت بها .

ومن عظيم المحن والمصائب أن مجموعة من المسلمين  تركت هذه الآيات والأحاديث الصادرة عن المعصوم خلف ظهورها و إتبعت ما إرتآه رجل عرف عنه الصلف والخشونة في تعامله حتى مع سيد الرسل وخاتم الأنبياء ص . وقد  أوغر الحقد صدره فضاق  ذرعا ًعن قبول الحقيقة والإذعان لها وإتباع الحق وأهله .

هذه الكلمة التي غيرّت مجرى التأريخ وصيرّت الحق باطلا  ً وفتحت باب الفتنة وكانت ذريعة واهية  لمصادرة الحق ومنها بدأت محنة  أهل البيت ع وشيعتهم وهذه الكلمة هي ــ وإن ـــ  .

 وما من  مسلم ٍ واع  ٍ قرأ التأريخ بوعي  ٍ وتعّـقـل وتجّـرد عن الأهواء والعواطف إلا  ّ شاطرني القول ولم يختلف معي فيما قلت .

وإن كان قول الحقيقة أمر ٌ صعب جدا  ًوكما قال آية الله الشهيد مطهري قده :

إنه لأمر عجيب حقاً أن تصل الحالة بالإنسان أن لا يتحمل الحقيقة بل يشعر بالمرارة تجاهها ويعتبر نفسه نقيضاً لها وإن في وجودها هلاكاً وفناءً له ، في حين ينبغي أن يكون العكس ، وأن يكون الحق والحقيقة هدف الإنسان المنشود .

لا أدعي أنني الحق المطلق ، ولكن التأريخ تكفــّـل إظهار هذه الحقيقة وتناقلتها الرواة .

وربما يتسائل البعض عن مدى تأثير هذه الكلمة والمسلمون لديهم أعظم كتاب سماوي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه  ، ودينهم خاتم الأديان ونبيهم ص هو خاتم الأنبياء لم يتركا ما تحتاج إليه الا ُمة إلا ّ وبيّــنت الشريعة فيه الحكم  لذلك ورد في الروايات :

أن لله تعالى في كل واقعة حكماً وله الحجة البالغة . وقد جاءت الأحكام  الشرعية و ما فيها من واجبات و محرمات وغيرها من الأحكام الخمسة لمصلحة البشر وما فيه سعادتهم .

لكن الكثرة من هذه الا ُمة تركت كل ما فيه خيرها وصلاحها وراء ظهورها لرغبة ونزوة رجل  ٍ قد تخلى عن كل الصفات الحميدة من الرجولة  والمرؤة والغيرة  .

و المرؤة كما يعــّرفها علماء الأخلاق هي : خلق الكرام ، وأروع ما تحلى به الرجال ، وتزين به أهل الحِجَا  ـــ العقل والفطنة ـــ والكمال ، فهي ــ المرؤة ـــ  حِلْيَةُ الفضلاء ، وشيمة العقلاء ، ونزهة الالباء . ــــ الألباء :  العقلاء مفردها لبيب .

ومعنى المرؤة في اللغة : ما يدل على أنها جِمَاعُ الإنسانية ومنتهاها ، ولُحْمَةُ الأخلاق وسُدَاهَا .ــــ السدى واللحمة ظاهر الثوب وباطنه ـــ .  

و قد سئل الامام  الحسن ع  عن المرؤة  ؟ فقال : الدين وحسن اليقين . ومن تلك اللحظة التي  نعب فيها غراب البين على باب الطهر النبوي ومعه حثالة الأعراب وسفلة المجتمع الجاهلي وقعت المأساة وبدأ العــّد التنازلي للقيم والأخلاق التي أدعوا أنهم من دعاتها ورعاتها .

جاءت هذه الحثالة من الأدعياء يقودهم شيطان  ٍ رجيم وتحدى كل القيم والأعراق والأعراف وهتك حرمة البيت النبوي الشريف .وبعدها وبسنوات قلائل قتلوا مالكا ً لأنه خالف أهواءهم ولم يقر ما خالف نهج السماء  وكان جرمه أنه لم يدفع الزكاة ! مع العلم أن  عدم دفع الزكاة لايوجب القتل !

ولكن قانون شريعة الغاب صيرّ من شهد له الرسول الأكرم ص بالجنة مـرتــدا ًوسرت هذه الكلمة  الى الآن على  كل من خالف أئمة الجور والضلال .

 سمعوا رسول الله ص أن مالكا ً من أهل الجنة  .!  ولكن ما قاله فلان مقـدّم على قول خاتم الأنبياء ص .

والغريب في الأمر أن من أسـّس أساس الظلم وتجرأ وهتك الحرمات صاحب الكلمة المشؤمة ــ وإن ـــ  أراد أن يقتص من القاتل الزاني ولكن صويحبه لكع الرجال منعه من ذلك . و إستمر هذا النزف  والحكم على الأبرياء بالحديد والنار .

نـــُـفي المعارضون وهدمت الدور وا ُحرق وهُـجر وما بقيت جريمة  أو رذيلة في قاموس هؤلاء الأدعياء وأبناء الطلقاء إلا  ّو إقترفوها .

وتواصلت الجريمة وما جرى في كربلاء هو تخطيط مسبق من هذه الزمرة الضالة  المتوغلة في الجريمة و الراتعة فيها حتى شحمة ا ذنيها .

و هذا كتاب معاوية إلى محمد بن أبي بكر يشهد على جرمهم فهل ينكره منصف  فيه بقايا ضمير ومما جاء فيه :

   بسم الله الرحمن الرحيم 

 من معاوية بن أبي سفيان الى محمد بن أبي بكر ألزاري على أبيه [ خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ] .. ، أما بعد ، وصل  إلي كتاب وما ذكرت فيه [ من أن الله ]  بعظمته وسلطانه وقدرته قد اصطفى رسوله مع كلام ألفته ووضعته  ، فيه لرأيك تضعيف ، و لأبيك فيه تعنيف وتفضيل لابن أبي طالب وقديم سوابقه وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ونصرته له ومواساته إياه في كل خوف وهول  ، فكان احتجاجك علي وعيبك لي بفضل غيرك لا بفضلك ، فأحمد ربك  الذي صرف ذلك الفضل عنك وجعله لغيرك . وقد كنا و أبوك معا في حياة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نرى حق علي بن أبي طالب لازما لنا ، وفضله مبرزا علينا ، حتى اختار الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ما اختار الله إليه ، وقد أتــّـم له وعده ، واظهر له دعوته ، وأفلج له حجته ، ثم قبضه الله إليه ، فكان أول من أبتز حقه أبوك و فاروقه وخالفاه في أمره ، على ذلك [ اتفقا واتسقا ]  بينهما ، ثم أنهما دعواه ليبايعهما [ فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما ] فلم يأتهما ، فهما به الهموم ، وأرادا به العظيم ، فعند ذلك بايع لهما وسلم  ، فلم يشركاه في أمرهما ، ولم يطلعاه قط على سريرتهما ، حتى قبضا على ذلك ، ثم قام بعدها عثمان رضي الله عنه فإقتدى  بهديهما ، [ حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي وبطنتما له ]  وأظهرتما العداوة له حتى بلغتما فيه مجهودكما ، ونلتما منه مناكما ، فخذ حذرك يا ابن ابي بكر ، وقس شبرك بفترك ، فكيف توازي من يوازي الجبال حلمه ، ولا تعب من مهد [ له أبوك ] مهاده ، وطرح لملكه وسادة ، فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك فيه أول من أسس بناءه ، فنحن بهديهم إقتدينا وبفعلهم إحتذينا ، ولولا ما سبق إليه أبوك و فاروقه لما خالفنا الكتاب ونص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل فأسلمنا إليه ، و إجتمعنا لديه ، فليكن عيبك لأبيك ، فعبه بما شئت أو دع ، والسلام .. إنتهى النص.

 راجع : مروج الذهب ج 3 ص 20 ، شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد ج 3 ص 188 ..  .

وهل تجد في هذه الرسالة إلا  ّ شهادة من  دعيّ غاصب  ٍ يعيب على  مثيل ٍ له سبقه فسار هو الآخر على خطاه ! و مشى التأريخ بظلمه ليروي لنا أكبر وأخطر جريمة وقعت في التأريخ تسبب فيها هؤلاء المردة الطغاة وفيها إشارة واضحة الى دور معاوية فيها و هو الوقوف بوجه الامام علي ع وبذلك حال دون نشر الاسلام ووصوله الى اوربا  والنتيجة تعود لمن قال ـــ وإن ـــ .

ولنقرأ ما ذكره العلامة الشيخ محمود أبو ريّــة  حيث يقول:

قال أحد كبار علماء الألمان في الآستانة لبعض المسلمين وفيهم أحد شرفاء مكة : ينبغي لنا أن نقيم تمثالا ً من الذهب لمعاوية بن أبي سفيان في ميدان كذا من عاصمتنا " برلين " فقيل له: لماذا؟

قال: لأنه هو الذي حّول نظام الحكم الإسلامي عن قاعدته الديموقراطية إلى عصبية ، ولولا ذلك لعّم الإسلام العالم كله، وإذن لكنا نحن الألمان وسائر شعوب أوروبا عربا ً مسلمين.

المصدر" الوحي المحمدي ص 232 " شيخ المضيرة ص 185 ط 3 دار المعارف بمصر

وهكذا نقرأ كيف تسبب ظلم هؤلاء في  هدم الإسلام  لا نشره كما يصوره بعض الكتاب والمؤرخين ممن باع ضميره بثمن بخس إرضاء ا ً للسلطان والتسكع على فتات موائد سحته .

والى لقاء في الحلقة الثانية

بقلم الحق المهتضم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو حسن
2006-08-12
منطق النواصب الذي لا منطق فيه - قالوا أن معاويه له أجر عندما لم يبايع علي ع لأنه أجتهد فأخطأ - قلنا ولماذا لا تعطون هذا الاجر للصحابي مالك بن نويرة رض عندما لم يبايع أبا بكر؟ ثم نضيف والله لو معاوية حارب أبا بكر أو عمر لقلتم فيه قولا أخر - قالوا أن الصحابة أفضل من ال البيت - قلنا أليس أنتم الذين تقولون اللهم صل على محمد وال محمد وأصحابه؟ من يسبق من؟ - قالوا لماذا علي ع أضاف حي على خير العمل في الاذان؟ - قلنا ألم يضيف عمر والصلاة خير من النوم في أذان الفجر؟ - ولله في خلقه شؤون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك