( بقلم محمد الوادي )
اذا كتبنا في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية او خرجنا في احد البرامج التلفزيونية ودعونا الى اقامة النظام الفيدرالي في الجنوب والفرات الاوسط وبغداد , جاءتنا التعقيبات من القراء والمشاهدين وبعض ملاحظات واتصالات الاصدقاء التي تقول ليس هذا وقت طرح مشروع الفيدارلية والمبرر في ذلك " لاتستفزوا الاخر !!" فمن هو الاخر هل هو الذي لم يسلم من اعتدائته ولامرقد مقدس في العراق , هل هو الذي ضرب بالقنابل الزائرين في محرم كربلاء المقدسة او الذي ضرب قبة الامام الحسين او الذي استهدف مرقد الامام علي بن ابي طالب او الذي فجر نفسه وقصف باصرار الامام الكاظم او الذي فخخ وفجر مرقدي الامامين الهادي والعسكري " عليهم السلام اجمعين " !! من هو هذا الاخر ..
هل هو الذي يقطع طريق اليوسفية واللطيفية ويقتل الناس والزائرين ويمثل بجثثهم فقط بسبب ولائهم المذهبي واخر جريمة كانت هذا الاسبوع حيث تم قتل عشرة اشخاص وتقطيع رؤوسهم واطرافهم واعضائهم فقط لانهم توجهوا لزيارة المراقد المقدسة , هل هو الاخر الذي خطف سبعين مواطن من الطريق الدولي بين العراق وعمان وبالقرب من مدينة الرمادي والفلوجة ليس لسبب يذكر سوى انهم من اهالي النجف الاشرف ومذهبهم الكريم والذي لااحد يعرف مصيرهم لحد هذه اللحظة او هذا الاخر الذي اختطف فريق منتخب " التيكواندو " العراقي العائد من عمان منذ اكثر من ثلاثة اشهر والله وحده يعلم بمصيرهم المحتوم , هل الاخر هو الذي خطف ثلاثة باصات كبيرة فيها مائة وعشرين مواطن عراقي من موظفي منشاة نصر في التاجي واطلق فقط ابناء السنة وذبح الباقين لانهم من مذهب اهل البيت ورمى جثثهم في نهر دجلة وفي وضح النهار وامام اعين احد الوية الجيش العراقي " الباسل " هل الاخر ذلك الذي يفتي ويطبق ان نساء الشيعة توخذ سبايا وتباع في احدى الدول المجاورة , من هو الاخر هل ذلك الذي يقصف يوميأ مدينة الصدرين الشعلة بقذائف الكاتيوشة وكأنها مستعمرة صهيونية او ذلك الذي فجر عدةاسواق في مدينة الصدر او الذي فجر عدد من السيارات في الكرادة تزامنآ مع قصف الكاتويشة او الذي يفجر الحسينيات والتجمعات السكانية دون ادنى رحمة لطفل او شيخ او شاب او امراة او الذي فخخ ملعب شعبي لكرة القدم وقتل مجموعة اطفال ابرياء او الاخر الذي قتل اطفال بغداد الجديدة بالقنابل لانهم فقط تناولوا شكولاته من ايدي الجندي الامريكي , من هو الاخر هل ذلك اللئيم الذي يخرج على الجزيرة كاذبآ ومحرضآ ليقول ان اربعين الف من فئة معينة ذبحوا في بغداد وحدها , ويكررها في اسطنبول ويزيد العدد والدجل الى اربعمائة الف , ويطالب بالمدد بالرجال والفلوس في الوقت الذي يكون فيه حضرته يحضر ويعرض نساء وبنات العراق لتزويجهن من ابطال العرب " المجاهدين " ,
هل الاخر الذي سار على نهج يزيد وهدد بقطع الماء عن الجنوب والفرات الاوسط عند الحاجة او اغراقهم به , هل الاخر الذي تجرأ بكل وقاحة وطلب رفع ذكر امام المتقين علي بن ابي طالب "ع" من الأذان لانه يسبب الحساسية عند البعض , هل الاخر ذلك الذي يحاول قطع الطريق بين بغداد وبقية المحافظات الجنوبية او الذي يفكر بغباء في احتلال الكرخ او الذي جعل من المدائن موطن لمقابر جماعية جديدة او الاخر ذلك الابله الذي يفكر بانقلاب عسكري بعثي يعيد عقارب الساعة الى الوراء , هل الاخر الذي ارتكب جريمة المحمودية البشعة او مذابح طريق اليوسفية اليومية . او الاخر تلك البيئة التي احتضنت الزرقاوي ودافعت عنه وعن جرائمه وبشاعته وحزنت ليوم مقتله هل الاخر الذي لايقبل لحد يومنا هذا ان يدين كل حقارات الزرقاوي ولا كل جرائم صدام , او الاخر تلك مساجد السؤ التي اقامت صلاة الغائب على روح المقبور الزرقاوي او الاخر الذي زرع في ارض الجنوب والفرات اربعمائة مقبرة جماعية مكتشفة لحد الان , او الاخر ذلك الملعون الذي قالها بصوت عالي امام كل الكاميرات بعد تفجير مرقدي الامامين الهادي والعسكري " سنجعلها انهارآ من الدماء " وهو نفسه وليس غيره كاد ان يقبل ايدي زلماي في انقرة ,او الاخر الذي فجر سوق النجف الاشرف قبل يومين او الاخر ذلك المجرم سمسار القتل والخطف الذي قبض الملايين واستوطن القاهرة وابيه استوطن الدوحة ليكونوا قريبين من الاخوة " الاسرائليين " او الاخر ذلك الانتهازي المنافق الذي يحتل مناصب متقدمة في عراق اليوم ويلعن الاحتلال في العلن ويقبل ايدي زلماي وكيسي في الكواليس او الاخر ذلك الذي يطلق على اغلبية العراقيين بالروافض والشعوبين فيسحب منهم دينهم الى جانب وطنيتهم و قوميتهم العربية من هو الاخر هل هو تلك الحرباء التي تحرض القوات الاجنبية في العراق كل يوم على ذبح التيار الصدري او الاخر الذي فجر كراج النهضة وعلاوي الحلة عدة مرات او الاخر الذي هجر عشرات الالوف من مناطقهم بسبب انتمائهم المذهبي ليس الا...
من هو الاخر أذن ؟ اجيبونا يااصحاب مركب " شعار الحكمة والعقل واحترام مشاعر الاخرين " , لان اصحاب كل هذه الجرائم وغيرها الكثير هولاء ليس باخر يحسب حسابه الانساني بل هولاء حثالة من المجرمين الارهابين معروفين الاصل والفرع والتاريخ والمدرسة التي تخرجوا منها . ثم هل تتوقعون من مثل هذا الاخر المجرم ان يقدر مشاعركم واحاسيسكم المرهفه !! او ان عدوى الانبطاح العربي قد وصل اليكم او قد تعدوتم على تقديم الخد الاخر للصفع والهوان .
كفاكم مزايدة فارغة وكفاكم من صيد "هواء في شبك " او ركض وراء سراب . الواقع يقول ان اكبر فئة عراقية تعرضت طيلة ثمانية عقود ومازالت حتى يومنا هذا الى الذل والهوان والاقصاء والقتل والبطش والحرمان , في وقت ان كل ثروات وخيرات العراق تجري من تحت اقدامهم .
ثم ان الفيدرالية ليس مشروع لتقسيم العراق بل هي نظام عالمي لاكثر دول العالم تقدمآ وتماسكآ اجتماعيآ وسياسيا وتقدم اقتصادي مثل الولايات المتحدة الامريكية والمانيا وسويسرا وحتى الامارات العربية المتحدة.
اما اذا كان مقصود بالاخر على سبيل المثال العرب السنة في العراق فهولاء وخاصة الخير منهم هو الاخ وابن الاخ وابن العم وشريك الوطن والمصير , واذا تملكته حساسية او مخاوف من الفيدارلية , فمثل هذه المسائل لاتحل في عراق اليوم لافي الكاتيوشة ولافي المفخخات ولاعن طريق احتضان الف مجرم زرقاوي بل عن طريق الدستور والقانون وصندوق الاقتراع والرضوخ واحترام الواقع على الارض واحترام لغة الحوار وصوت الجماهير ورغباتها . لان الاوطان هكذا تبنى وتشيد من خلال رغبة الاكثرية وتصويتهم ومع الاخذ بنظر الاعتبار الاقليات الاخرى , لكن دون محاولة تغير الاسس والنتائج الديمقراطية تحت عناوين بائسة مثل " التوافق الوطني , وحكومة وحدة وطنية , وفي الافق المريض الان حكومة انقاذ وطني " . ثم لماذا يتم القبول بنفس الفيدرالية هذه الى الاكراد العراقيين , ويعترضون فقط على اهل الجنوب !! هل هو نوع من الوصاية او انه نوع من الحكم الدكتاتوري بوجه اخر جديد .
ليس هذا الحل الامثل , الحل الواقعي ان يقررون عن انفسهم ماذا يريدون في عراق اليوم وليس ان يعطوا لانفسهم حق التقرير عن الاخرين الاكثرية التي قررت النظام الفيدرالي , لان في مثل هذا الوضع ستنقلب الصورة وتصبح الاقلية الواقعية والبرلمانية تحكم الاكثرية الاجتماعية والدستورية . وحينها ستبقى تشعر اكبر طائفة في العراق بالغبن والظلم والاستبداد والاقصاء وهذا مالايحمد عقباه .. تاكدوا من ذلك .
محمد الوادي
https://telegram.me/buratha