المقالات

الأثوريين ليســوا آشــوريين .... فمتى يستحي من يدعي عراقيته أكثر منــا ومن الأكراد ؟

1954 01:24:00 2006-08-12

( بقلم ماجد محمد )

الكثير من الأمـــور المهمــة أجـّـل المواطن العــراقي مناقشتهــــا في الوقت الحاضـــر لعـــدم مناسبــة وجاهزيـــة الحاضـــر لأثـــارتها , وإذا كـــان بعض المســـؤولين الحاليين ذوي ثقـــافة محـــدودة لاتتســـع في معــرفتهـــــا لفهـــم تـــأريخنا الحـــديث والقـــديم فـــإن ذلك لا يعنـــي إن مثقفينـــا غير عارفين بــها , فكثيرا ما تردد ويتردد على لســـان بعض المســؤولين الـــذين قــذفهم الــزمان المنهـــك علينــــا لفظـــة آشــوريين أو كلــدو آشــوريين تكـــرارا وإعــــادة لمـــا رفعـــــه أقـــوام وردت علينــــا من خـــارج العــراق مــع القــوات البريطـــانية المحتلـــة وأثـــارت عنـــد مجيئهــــا القــلاقل والشغب في المنــاطق التي أ ُسكنــوا فيهـــا وأحـــدثوا مجــازرا ومــذابحا لازال أسمهـــا مقــرونا بتلك المنــاطق , كمــذبحة كركــوك ومــذبحة الموصـــل وغيــرها , أقــول إن هـــؤلاء المســؤولين المساكين لا يعــرفون معـــاني الكلمــات , ويرددونهــــا دون فهمهــــا تكرارا خلـــف جماعـــات لاتستحـــي وتدعـــي عراقيتهــــا أكثر منـــا , ولــو تركــت هـــذه الجماعـــات الأمــر لهـــان فعـــلها , فلا أحـــد منــــا إقترب منهـــم أوأسقط عنهــــم الجنسيـــة العراقيــة أو شكك في إنتماءهــــم الحالـــي , ولكن يصـــل الأمـــر بالتهجـــم على قوميـــات رئيسيـــة من ضمن مجتمعنــــا العراقــي مستغـــلة للظـــرف الحـــرج الحالــي فهــذا ما لا يجب السكـــوت عنه , لأن السكــوت عنه يعنــي الرضـــا عليه ويعطيـــه الأذن الشـــرعي بالتمـــادي والمــس بالقوميـــات الأخـــرى , فمتى كـــان الآثــوريون التيـــاريون أقــواما ً آشـــورية ؟

يبـــدأ التـــأريخ الآثوري التيـــاري داخـــل العراق مع بـــداية دخـــول القــوات البريطـــانية المحتلـــة لأراضينـــا سنــــة 1917 ومع بدايـــات سقـــوط آخــرالسلاطــين العثمانيين السلطــان عبد المجيــد , حيث أستقــــدم الأنكليز أقــواما مسيحيـــة للقيـــام على خـــدمتهم , لإستنكــاف المسلمين العراقيين آنـذاك بهكـــذا عمــل من جهــة ولعــدم ثقــة الأنكليز بأهــالي العراق من جهــة أخرى , لــذا تجـــد إن أغلب تجمعـــات الآثوريين هــي قرب معسكــرات الأنكليز و شركـــات النفــط , كالحي الآثوري في الحبانيـــة قرب قاعــــدة الحبانيـــة الجوية في الفلــوجة ومنطقـــة عرفــــة في كركــوك وحــي الآثوريين في منطقــة الدورة في بغــداد القريب من مصافــي النفط , وأمتــاز الآثوريين عنـــد دخولهـــم العراق بخشونــة الطبـــاع وشـــدة التعامــل لكونهــم من مناطق جبليـــة مع تأريخ ملــئ بالقتـــال والمآســـي , وما إن إستقــر بهم الحـــال في العـــراق حتـــى بـــدؤا بأثـــارة القـــلاقل وأعمـــال العنف مع أهـــالي المناطــق التي سكنوهـــا , فحــدثت مــذبحة كركــوك التي قـُتــل فيهـــا العشــرات من الجانبين ومن رجــال الدرك ( الشرطة ) ولولا تـــدخل القوات البريطــانية لقضــي على الآثورين في كــركوك , ويشيــر أرشيــف الدولــة العراقيــــة إن الحكــومة العراقيــة الفتيـــة آنــذاك حاولت إبعـــادهم خـــارج العــراق كــي تعيــــد الأمــان والأطمئنـــان لأهــالي كركــوك والمــوصل لـــولا تــدخل الأنكليز وتهـــديد الحكــومة العراقيـــة بإلحـــاق لواء الموصـــل بتركيـــا وتأخير إنظمـــام العراق الى عصبـــة الأمم فعـــدلت الحكــومة عن قـــرارها , وجـــدير بالذكـــر إن الآثــوريين لم يحصلـــوا على الجنسيـــة العراقيــة طيلــة الحكــم الملكــي , حتى قيــام الجمهــورية وإصـــدار مرســوم خاص بمنحهــم حق التجنس , ولا يتعـــدى عــــددهم في أفضــل الأحـــوال عن المئـتـــي ألف . ويمكن الأطـــلاع أكثر علــي خفايا ومشـــاكل الآثوريين منذ دخولهــم للعراق وصراع الحكومــة العراقية مع الأنكليز بشــأنهم فــي الكتـــاب الأول والثانــي من سلسلـــة " تأريخ الوزارات العراقيـــة " للمرحــوم الأستاذ عبد الرزاق الحسني .

وينبغـــي لمن كان بيتــه من زجـــاج أن لا يرمي النــــاس بالحجـــارة , فـــلا يجــوز الطعن بالأخـــوة الكــرد والتشكيك بإنتمـــاءهم للعــراق , ثــــم لمصلحــــة من يثـــار مثــل هــذا الموضــوع في الوقت الحاضـــر ؟ ويكفـــي إن الرئيس الطالبانـــي كرر خطــــأ ً ولعـــدة مرات كغيره من المسؤولين لفظـــة آشوريين وأضـــاف بأنهــم سكان العــراق الأصليين , أمـــا ما يتعــرض له الآثوريين من إنتهاكـــات إنسانيـــة من قبــل البعض فهـــذا ما لا يرضينـــا كعرب وكمواطنين ننتمــي لمجتمع واحــــد ويجب صـــده والوقوف بوجهــه كائنــا من كان فاعلـــه , وهـــذه الأعمـــال الأجراميـــة غير محصـــورة علـــى جهة بعينهــــا , بـــل طـــالت الجميع ولم تستثنـــي مكــونا من مكــونات الشعب العراقي دون آخـــر . نحن ننتمـي لهــذا الوطن وعلــى الجميع إحترام رابطـــة المواطنـــة وعــدم تفضيـــل جهة على أخــرى أو قوميـــة على قوميـــة ثانيــة و التفضيــل الوحيد هــو بما يقـــدمه الفـــرد منا للــوطن وللمجتمـــع .

ماجـــد محمــد بغــــداد / العــراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك