المقالات

العالم بحاجة الى سحب اعترافه بحكومة اسرائيل الحالية

1626 19:24:00 2006-08-07

( بقلم الدكتور علي الحسيني )

لقد مر اكثر من ثلاث اسابيع على العدوان الاسرائيلي الوحشي على بلد صغير مجاور لها وهي لبنان وضد عصابة مؤمنة مسلحة تدافع عن كرامة وارض اهل لبنان ولم تفلح الا بارتكاب المزيد من جرائم الحرب التي اجمع كل الشرفاء في العالم على طبيعتها اللاانسانية والمنافية للاعراف الدولية والشرعية. ويتضح هذا الفهم من خلال الاحتجاجات الشعبية والرسمية في كافة انحاء العالم ضد هذا العدوان الغير مبرر كما ذكر في اخر تقرير لمنظمة حقوق الانسان(هيومان ووج) والتي مقرها في نيويورك والذي اكد ان اسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب بشكل متكرر في هجوماتها الكثيرة على لبنان وتدمير بنيته التحتية بحجة ضرب قواعد حزب الله وانها قد فشلت في التمييز بين المدنيين العزل والمحاربين وانها كانت قاصدة وبنية مبيتة في الاستخدام المفرط للقوة وانزال العقاب الجماعي للشعب اللبناني بكافة طوائفه، وقد اكد هذا المعنى كذلك نائب السكرتير العام للامم المتحدة السيد مارك برلون وتبع تصريحاته هذه مطالبة السكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان وكافة اعضاء مجلس الامن ماعدا الولايات المتحدة وبريطانيا الى وقف فوري لاطلاق النار ولايزال العالم ينتظر صدور مثل هذا القرار من مجلس الامن ودون تاخير.

ان لبنان وشعبها الصامد قد دفعا ثمنا غاليا لهذه الحرب المدمرة وقد وقع ضحية غياب المنطق العقلاني في السياسة الامريكية التي تبنت القوة الكاسحة في التعامل التطبيقي سياساتها في الشرق الاوسط(Shock and Owe) رغم وجود بوادر فشل هذه السياسة في العراق الذي يرزخ تحت سيطرة امريكا وحلفائها وينزلق بسبب هذه السياسة الى اتون حرب اهلية مدمرة تاكل الاخضر واليابس. ان اهم مظاهر غياب هذا المنطق هو الامتناع او عدم الحرص على الحوار والتفاهم مع سوريا وايران والاعتمادعلى الترسانة العسكرية الاسرائيلية واعطاء الضوء الاخضر لها في معاقبة سوريا وايران من خلال الحرب على حزب الله الذي كان يتوقع مثل هذه الحرب منذ الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000م واحتفاظها بمزارع شبعا والتلال المحيطة بها كذريعة لاستمرار التوتر على الحدود البنانية الاسرائيلية المشتركة...

 ان صمود حزب الله لحد الان امام الهجمات العسكرية الاسرائيلية والاحتمالات القوية في انتصاره في هذه الهجمات يدلل على التلاحم الشعبي والتعبئة الجماهيرية التي نجح حزب الله في انجازها خلال حملات التوعية الشعبية والخدمات الاجتماعية والاقتصادية التي حققها للمحرومين في لبنان، يضاف الى ذلك تشكيل اللجان الشعبية المسلحة التي اعتمدت العمل السري المنظم والتي برز دورها كقوات خاصة خلال المواجهات الارضية مع قوات الكوماندوز الاسرائيلية المحمولة جوا والتي فشلت في اكثر من انزال بري لاحتلال مواقع لبنانية مهمة ولكن بسالة وثبات هذه اللجان وحسن تنظيمها قد حالت دون تمكين القوات الغازية من السيطرة على تلك المواقع رغم تفوقها التقني وتسليحها المتطور والحماية الجوية لها.

واليوم بعد ان اصبح قراروقف اطلاق النار واعمال العنف من الطرفين وشيكا لابد من وقفة تامل بعيدا عن انفعالات الحرب رغم قساوتها، وملاحظة المقترحات التالية:اولا: اعتماد وساطة عربية لتهيئة ارضية حوار امريكي لبناني لعلاج مسببات هذه الحرب او التوفيق بين الادارات الاقليمية مع احترام مصالحها وتكون هذه الوساطة العربية الامريكية هي الضامن لذلك وبغطاء من الامم المتحدة.

ثانيا: اعتماد صندوق اعمار دولي تساهم فيه امريكا وبريطانيا واسرائيل بالدرجة الاولى مع دول اخرى يهمها استقرار الشرق الاوسط.

ثالثا: رفع اسم حزب الله من قائمة المنظمات الارهابية بعد ارجاع مزارع شبعا والتلال المحيطة بها الى لبنان لانه باتفاق الجميع ماعدا امريكا واسرائيل يمثل مقاومة وطنية للاحتلال وتحويله الى حزب سياسي يساهم في بناء لبنان الديمقراطي المستقر وتلتحق قواته بقوى الدولة اللبنانية من جيش وشرطة وامن.

رابعا: شجب سياسة الهيمنة العسكرية لدولة اسرائيل وسياساتها في اتباع ارهاب الدولة لتمرير سياساتها التوسعية والعدوانية ضد الفلسطينيين والدول المجاورة بحجة المحرقة النازية وهي تسمح لنفسها بممارسة عنف يفوق ممارسات هتلر ضد اليهود وتخلق محرقة جديدة في الشرق الاوسط(على حد قول متظاهر يهودي امام البرلمان البريطاني في لندن) وتستمر في قتل وتهجير الفلسطينيين وتمنعهم من ممارسة حقوقهم الاساسية في الحياة الحرية وبناء الدولة الديمقراطية الفلسطينية التي اقرتها المواثيق والاتفاقات التي حصلت بين اسرائيل والفلسطينيين وبمباركة امريكا.

خامسا: ان الراي العام العالمي والدولي بدا يشخص ان استمرار اسرائيل في ممارسة العنف في تعاملها مع العرب وبالاخص الفلسطينيين، ومعتمدة على الدعم الامريكي المنحاز بالكامل لها، سوف يضر بمصالح الامريكان واليهود الاستراتيجية ويهدد السلام في العالم والمنطقة! او يدفع المتطرفين من كافة المذاهب الى مزيد من الارهاب والعنف... وعليه كضمان للحفاظ على الاستقرار العالمي نحن بحاجة الى صيانة هذا الاستقرار من خلال اشعار اسرائيل بان المجتمع الدولي هذه الايام اصبح اكثر استعدادا لسحب اعترافه بحكومة اسرائيل ومطالبتها بترك السلاح النووي لانها بدون السلاح النووي لن تتمكن من التمادي في شن حروب مدمرة كالتي شنتها على لبنان وسيكون هذا اقوى حافز لايران حتى تتخلى عن مواصلة تخصيب اليورانيوم ومواصلة الحوار مع امريكا على اساس من الاحترام المتبادل ورعاية المصالح المشتركة دون اللجوء الى الحروب الاستباقية والتامر اللامسؤول والذي سوف يهدد مصالح الولايات المتحدة وشعوب ودول الشرق الاوسط.

ان عراقنا اليوم يمر بظروف حاسمة ويخيم عليه شبح الحرب الاهلية والتقسيم ولابد من وقفة مسؤولة من قبل جميع المعنيين بالشان العراقي لمنع حصول ذلك من خلال تسليم الملف الامني لابناء العراق الذين هم ادرى بظروفهم والحزم في معاقبة الارهابيين ومروجي الفتن بين ابناء العراق وانهاء ظروف الاحتلال الذي اصبح عقبة في طريق الاستقرار واستحصال قرار من مجلس الامن بتحويل قوات الاحتلال الى قوات حفظ امن وبناء، والسماح للاكثرية المنتخبة في ممارسة السلطة الفعلية من حفظ الامن وتنمية الاقتصاد العراقي ومحاربة الفساد المنظم والارهاب المستورد.

حفظ الباري سبحانه ابناء العراق ولبنان وسدد خطى المسؤولين في الحفاظ على امن وسلامة المواطنين، والهداية لامريكا في الخروج من المنزلق الصهيوني والى سحب قواتها من العراق كمقدمة لانهاء مسلسل الارهاب المدمر للعراق والمنطقة.الدكتور علي الحسينيعن التعبئة الشعبية العراقية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك