المقالات

الروح الوطنية ليست حكراً لأحد

1832 18:27:00 2006-08-07

( بقلم سلام السراي )

كثيرا ما يتداول بعض القادة السياسيين والإعلاميين ورجال التحليل السياسي مفردة (الوطنية) فينعتون الشخصيات السياسية والدينية بل والمشاريع المتعددة بهذه الصفة.. فزيد من الناس شخصية وطنية، وهذا المشروع مشروع وطني، وتلك فكرة وطنية، إلى ما لا حد له من (الوطنيات)!.. تاركين المتابعين والقارئين والسامعين لهم تحديد دلالة هذه الكلمة التي اصبحت لا تفارق ألسنة حتى الذين حذفوها من قواميسهم.. أتعني الوطنية ان يتخلى السياسي الإسلامي الطرح عن اسلاميته بحجة ان طرحه طرحا طائفيا؟! ام ان يتخلى الليبرالي عن مشروعه بدافع ان فكره فكرا مستوردا من خارج الحدود؟! ام ان يترك الرديكالي ما يتبناه من عقيدة ومبدأ كونه يخالف هذا وذاك؟! هذا ما يرفضه التاريخ اولا، وما ترفضه الشرائع السماوية والوضعية ثانيا، وما يرفضوه ذوو العقول ان كانوا لها يختصمون.

فالتاريخ الحديث-ولكي لا نذهب بعيدا- قد خلَّد الثائر جمال الدين الافغاني حتى جعل الدول تتصارع على مواراة رفاته قبره والى اية دولة ستذهب، ولم يحدثنا هذا التاريخ عن الافغاني انه كان طائفيا لانه تبنى الاسلام فكرا ومنهجا وعملا، ولم تمنع الشرائع السماوية والوضعية المهاتما غاندي من تبني هندوسيته ان كان يعتقد بها وتحقق له مكسبا تُحترم فيه ارادة شعبه وامته ومريديه، ولم يحاكم العقل واصل بن عطاء يوم اعتزل حلقة استاذه ليكوِّن له مذهبا خاصا به ما دام له دليلا منطقيا على موقفه هذا.

من هذا يمكن لنا ان نعرف ان الوطنية ليست مذهبا او لونا او عرقا او طرحا سياسيا او فكريا محددا، انما هي تلبية لصرخة طفل فقد ابويه وذويه، نواح ثكلى فجعت بإبن لها تحت قمع الحديد، وانَّة رجل هرم بات يصارع آلامه بعد ان اشتعل رأسه شيبا.

الوطنية ان تعمل لبلدك عمل من انقذ غريقا من بحر هائج فلا يسأل عن جنس الغارق ولا عن شكله ما دام يعتقد ان واجبه يحتم عليه ذلك. فنحن واذ نعيش هذه الظروف العصيبة في بلدنا العراق نرى انه لا داعٍ للحديث عن هذا الطرف بأنه وطني وذلك الطرف بأنه غير وطني، لان الحديث في الموضوع اصبح غير مجدٍ.. فالسياسي البارع والوطني هو الذي يمتلك عقول الجماهير قبل قلوبهم، ويعيش واقع الشعب قبل احلامه، عند ذاك ستتلاشى جميع الطروحات والتحليلات السياسية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك