المقالات

الحلم الصهيوني والتهاون العربي ودور "الرافضة"

2190 19:45:00 2006-07-27

( بقلم بقلم موفق مباركة )

لقد تجتاوزت أحلام الصهاينة حدود النيل والفرات فأعلامهم تخفق فوق سفاراتهم ومكاتب تجارتهم ويستمتعون بأماكن استجمامهم من ضفاف المحيط "الهادر" في موريتانيا إلى سواحل الخليج "الثائر" في قطر ومابينهما حسبما تقتضي "المصالح" وانتشرت شمالا حتى ضفاف البسفور ولم يتوقف الأستجمام عند حدود المجاملات بل تعدّاه إلى العزائم والحفلات والتأييد المباشر وغير المباشر في ممارسة العدوان ضد أبناء الوطن العربي نفسه.وبعض العرب مشغولون بتكفير الآخرين لدرجة تحريم بعض "الفقهاء" مناصرة أو على الأقل الدعاء لمن يقف بوجه ويردّ على عدوان إسرائيل في لبنان بعد أسر جنديين ردّا على احتجاز الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين لسنين طويلة وانتهاك أراضي وأجواء غزّة ولبنان الجميل على مدى السنين ثم شن الهجوم البشع الذي أدى الى تخريب مايقع تحت حكم الفلسطينيين ولبنان لدرجة تصل في بشاعتها وضراوتها إلى إرتكاب جرائم ضد الأنسانية والأمعان في الإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل وتفجير البيوت على ساكنيها والجسور تحت أقدام وعجلات عابريها ومهاجمة السيارات المدنية ومركبات الإغاثة وحرقها مع من فيها ... ثم يظهر علينا من بعض العرب من يتفلسف ويعطي المعتدي الأعذار راميا مسؤولية تدمير لبنان على حزب الله.المشكلة عميقة الجذور لكنها واهية الأصول: يدّعي البعض أنّ حزب الله هو حزب "رافضي" وقد أعيتني هذه التسمية فراجعت مختلف المصادر للتحري عن هذا المارد العجيب والبعبع المخيف الذي يستحق من آلتحف بلحافه أقسى العقوبات والقتل شرّ قتلة على يد أعتى البشر فما وجدت من صلة بعيدة ولاقريبة ولا من صفة أو تشابه بين حزب الله على الخصوص والشيعة على العموم ومن يسميهم البعض بالرافضة فمن أين أتت هذه الأسطورة ياترى؟كنت أقرا السطور وبين حين وآخر يراودني وميض وتساؤل بريء:1- يقول الكاتب (سامحه الله وهداه) في موقع http://arabic.islamicweb.com/shia/RAFIDA_INDEX.htm نقلا عن < الموسوعة الشاملة للتحذير من الرافضة و الشيعة > مايلي:"من هم الشيعة؟( شيعة عبد الله بن سبأ اليهودي = شيعة الشيطان = المجوس الذين رفضوا الدخول في الإسلام ) الرافضة الذين يحقدون على الصحابة ويكفرونهم ويطعنون فيهم ليس لسبب إلا لأن الصحابة رضوان الله عليهم جميعا دمروا ملكهم (مملكة الفرس ) وأوصلوا إليهم الإسلام ، فأبى الشيعة الرافضة إلا أن دخلوا في الإسلام وحافظوا على عقائدهم المجوسية التي مازالوا ينشرونها لحد الآن والبحث في عدالة الصحابة هو ليس إلا طعن في الإسلام وفي الرسول وفي الله عز وجل ." حسنا: ماعلاقة المسلمين في لبنان الذين يجاهدون ضد التوسع الصهيوني وماعلاقة المسلمين من أتباع مذهب أئمة أهل بيت الرسول الأكرم محمد بن عبد الله (ص) بعبد الله بن سبأ أو بمُلك بلاد فارس أو بالمجوسية المنقرضة منذ مئات السنين؟ بل وماذنب أطفال لبنان لكي يدفعوا ثمن ماحصل في الأجيال الغابرة؟ ألم يقرؤا قوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى" ؟2- يقول الكاتب الشيخ /أبو حمزة البغدادي (سامحه الله وهداه) عضوالهيئة الشرعية لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في كتابه المعنون: لماذا نُقاتلُ ؟ و نُقاتلُ مَنْ ؟ في صفحة رقم أربعة عشر مايلي: "المطلب الثالثحكم طائفة الرافضة :إننا نعتقد بان الرافضة طائفة كفر وردة لأنها جمعت بين الشرك الأكبر والأصغر والكفر الاعتقادي والكفر العملي والنفاق الأكبر والأصغر ،فتراهم يؤلهون أهل البيت رضي الله تعالى عنهم ،ويعتقدون عصمتهم وعصمة ذرياتهم وأئمتهم و (آياتهم) ! هذا من جهة ومن جهة أخرى يسبون أبا بكر وعمر ويقذفون أم المؤمنين عائشة ويلعنون أبا هريرة ومعاوية و أبا سفيان وهذا دينهم الذي يدينون به فجعلوا من القبور معابد لهم ومن زنى المتعة زواجاً وقربة حتى أفتى علماؤهم بإعارة الفروج , أما تخوينهم لجبريل عليه السلام وتنقصهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحدث ولا حرج , وكتبهم زاخرة بمثل هذا الكفر البواح ."أقول: لقد ترعرعت في العراق الحبيب ورضعت حليب والدتي المسلمةالشيعية بنت نهر دجلة والتي تعبد الله حسب فقه أئمة أهل البيت (ع) وأمي المسلمة السنية بنت نهر الفرات والتي تعبد الله حسب فقه الأمام الشافعي (رض) عندما كنت طفلا وكان والدي يعمل في بلدة حديثة في محافظة الأنبار وسكنت مع عائلتي بين ابناء الشعب العراقي الكريم في مختلف مدنه العامرة بإذن الله تعالى في أحياء ذات غالبية مسلمة سنية وأخرى ذات غالبية مسلمة شيعية وذهبت إلى المساجد والحسينيات ومراقد الأئمة ومن ضمنهم الأمام علي (ع) والأمام أبو حنيفة النعمان (رض) والأمام الحسين (ع) وغيرهم وحضرت المحاضرات وخطب الجمعة في أي مكان تواجدت فيه بحثا عن المعرفة والحكمة وكذلك زرت الكثير من المواقع التاريخية كمسجد الكوفة وجامع النبي يونس ومسجد النبي أيوب حيث توضئت من بئر وشربت من البئر الآخر وقام الكثير من زملائي من أخوتي من أهل السنة الكرام وأخوتي من أهل الشيعة الأعزّاء معي بنفس هذه الأعمال لغرض واحد وهو تلمّس قوة أيمان هؤلاء الناس الذين سبقونا في الأيمان لنستخلص العبرة والمثال الرائع لتوحيد الله وعبادتة حق عبادته وليس كما يدعي البعض من أمثال الأخ مؤلف الكتاب أعلاه ولم أرى في حياتي كلها مايقذف به هذا الكاتب (سامحه الله وهداه) وأمثاله من الكتاب والخطباء الشيعة "الروافض!" من البهتان والترّهات والأوهام والكذب الواضح.

لو فرضنا أن هناك من بين الشيعة أو من غيرهم من شذّ عن الصراط المستقيم وارتكب بعض ما يدعيه الكاتب (سامحه الله وهداه) فما ذنب الآخرين؟ هناك من يخطيء في فهمه وهناك من يصيب. ألا توجد محاكم وقضاة وعدالة لمحاكمة المخطئين؟ ماذنب ضحايا لبنان وضحايا التفجيرات المبيدة في العراق وجميعهم بعيدون بعد المشرق عن المغرب عمّا يدعيه الكاتب (سامحه الله وهداه) ولاصلة لهم بأي من هذه الأكاذيب. ولو فرضنا جدلا للكرّة الأخيرة أن هناك من لهم هذه الصفات والعياذ بالله أليس الأجدر بهذا الكاتب اتباع أساليب النبي الأكرم (ص) للدعوة بالتي هي أحسن وكسب هؤلاء إلى الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم الله سبحانه وتعالى بالهداية وليس صراط المغضوب عليهم فغضبوا على كل البشر وليس صراط الضالين الذين لايريدون بالأسلام خيرا بل يمارسون أساليب "الأعور الدجال" الشيطانية والعياذ بالله. حسبنا الله ونعم الوكيل والله سبحانه وتعالى رقيب عتيد ويعلم السرّ وما في الصدور.نحن من بني البشر وخالقنا هو الله وحده وهو الذي يقرر مصيرنا وبيده ناصيتنا وهدايتنا وهو صاحب الثواب والعقاب ومن يدعى الوصاية على حياة الناس بأسم الدين فليجيب الله يوم القيامة والله لايغفر لمن يدعي ماليس له ويقرر مصائر البشر كما يحلو له.والآن اليكم هذا الخبر المنقول عن وكالة الأنباء العراقية http://www.iraqimedianet.net/article/LatestNews/1297/:ارتفاع حصيلة التفجيرات الارهابية بمنطقة الكرادة ببغداد الى 25 شهيداًالخميس, 27.07.2006, 06:48am (GMT)اعلن مصدر في قوات الشرطة ان 25 مواطناً استشهد واصيب عدد اخر في عدة انفجارات دوت في بغداد واضاف المصدر ان اربعة انفجارات وقعت بسيارة مفخخة وثلاثة قذائف هاون وسط منطقة الكرادة ببغدادأقول: نعزي ذوي الشهداء ونسأل الله تعالى أن يعجل بشفاء الجرحى ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.سؤالي إلى من قام بهذه الأعمال الجبانة: أين أنتم من مقاومة العدوّ الحقيقي؟ أليس لكم ذرة إنسانية أم تريدون أن تكونوا من شياطين الغدر؟ ماهو الشرف في إهلاك الحرث والنسل؟ أين الشجاعة في تفجير أربعة سيارات مفخخة وأين هي البطولة في رمي وحرق الناس العُزّل بقذائف الهاون؟ وما هو هدفكم ولماذا تختفون تحت القناع وهل تحسبونه سيخفيكم من علم الله الذي سيفضحكم في الدنيا والآخرة؟وفي الختام أوجه ندائي إلى أبناء أمة محمد والبشرية جمعاء طالبا منهم تمييز الحق من الباطل والصحيح من الدجل وعدم التهاون في نصرة الحق ودحر الباطل وحماية الأرواح والممتلكات والله يمتحنكم فمارسوا مسؤولياتكم والله ولي التوفيق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك