المقالات

قنابل موقوتة


( بقلم : علاء الموسوي )

على الرغم من وجود مساع حقيقية من قبل الاحزاب الوطنية في تفعيل اسس المشاركة في ادارة دفة الحكم في العراق، وتطبيق مفاهيم الديمقراطية التوافقية على اجمل وجه بين الفرقاء السياسيين. الا ان المشهد السياسي ما زال ينذر بأزمات خطيرة، اذا ما تم معالجتها بحنكة قيادية وبهمة وطنية خالصة. فبعيدا عن التفاؤل المفرط في استقراء الوضع السياسي، والذي يعتبر بحد ذاته ضعفا سياسيا ومجانبة لحقيقية الواقع الذي يحيط بالعملية السياسية، هناك الكثير من الهفوات والاخطاء السياسية الكارثية في جسد العملية السياسية تركت، سواء كانت عن عمد او بغير عمد من دون وجود حلول لها ، ناهيك عن تعمد الامريكيين ترك بعض المشاكل والازمات السياسية التي تعرقل تعزيز الاستقرار السياسي والامني في البلاد . وجود الميليشيات المقننة (الصحوة ، مجالس الاسناد،...) ، بقاء ازمة كركوك.... ، تفشي الفساد الاداري والمالي ....... ، استمرار النهج التحاصصي الطائفي في اختيار الوزراء والدوائر الخدمية..........، استمرار الصراع والتصعيد في المواقف والرؤى السياسية بين الكتل والاحزاب.......، وجود الفوضى الاعلامية والثقافية من غير ان تكون هناك قوانين وانظمة رادعة.........

كل هذه الملفات وغيرها من عشرات القضايا الساخنة والخطيرة قنابل موقوتة من الممكن ان تنفجر في اي وقت ومن دون سابق انذار، ذلك لان تضخم المشكلة وزيادة دواعيها السلبية في الجسد العراقي ، مع اهمال المعنيين بما ستولده تلك المشاكل من ظواهر واثار سلبية في العمل السياسي، يهدد كل الانجازات التي تم تحقيقها طيلة السنوات الخمس الماضية. حكومة المالكي اليوم امام اختبارات عسيرة وانعطافات حرجة في توليها مسؤولية تلك الملفات الهامة، اذ انها ستتولى الأربعاء المقبل مسؤولية إدارة قوات (الصحوات) ودفع رواتبهم، الامر الذي سيشكل اختبارا جديدا لقدرة الحكومة وارادتها على احتواء تلك الجماعات والتقارب معها، ناهيك عن قدرتها الحقيقية لتولي زمام مبادرة الحفاظ على المكاسب الامنية، وعدم تعريضها للتهديدات التي تواجهها اليوم من حملة الاغتيالات والتفجيرات الارهابية في بغداد مؤخرا.

اما على الصعيد الحكومي، فهناك الكثير من الملفات العائقة والشائكة امام بناء دولة المؤسسات في العراق الجديد. فالسلم الاقتصادي والعمراني في البلاد مازال يفتقر الى التخطيط والبرمجة الادارية في اعادة بناه التحتية، يضاف الى ذلك الملف الخدماتي الذي مازال متلكئا بسبب مجاملة الحكومة للنظام التحاصصي الذي يفرض عليها اشخاصا غير اكفاء وفي مناصب حساسة في جسد الدولة.

 اذا لم تكن هناك قدرة سياسية فاعلة لدى اطراف العملية السياسية في العراق مع موافقة الحكومة لهذه التحركات الداعمة في حل تلك الملفات العالقة، فان الوضع السياسي ستتفجر فيه تلك القنابل الموقوتة سياسيا، ولن يكون هناك حينئذ ساعة مندم لاحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك