المقالات

فوازير رمضان السياسية


( بقلم : عباس الياسري )

تنشط القنوات الفضائية ووسائل الأعلام الأخرى ، وتدخل في تنافس وصراع خلال شهر رمضان المبارك ، كل ذلك من اجل كسب اكبر عدد من المشاهدين، وتحقيق ارباح مادية ، وتكون كل طاقاتها مجندة لمدة عام كامل، استعدادا لرمضان القادم ، من اجل أنتاج المسلسلات الدرامية ،والبرامج الدينية ، وبرامج التسلية ومنها برامج المسابقات والفوازير ، والأخيرة صاحبة الجمهور الاوسع ، وعادة ماتكون كلف انتاج هكذا برامج عالية جدا ، وتتامل الجهة المنتجة ان تحقق ارباح طائلة من خلال الاعلانات والاتصالات ، اضافة الى الغاية الرئيسية وهي كسب الجمهور ،

سوف لن اتكلم عن هذه البرامج ، ولكن ساتكلم عن استعدادات خاصة يقوم بها البعض ، من اجل اعادة رسم الاحداث بما يتوافق مع الأجندة الخاصة التي يتخفى وراءها ،والمشهد العراقي حافل بالعديد منها ،لينتج لنا أرهاصات السياسية وأعلامية ، والتي هي اقرب للفوازير منها الى المواقف الفكرية والدينية و السياسية او الاعلامية ، فقد نشطت العديد من وسائل الاعلام وبعض المواقع الألكترونية بالترويج الى أفكار ومواقف تثير السخرية ، وهي اقرب للفوازير ، منها الى رأي اخر يجب احترامه ، ولو كانت هذه المواقف المتناقضة قد صدرت من اشخاص وجهات مختلفة ، لغضينا الطرف عنها ، لكنها تصدر من نفس الاشخاص ونفس الجهات ، والذي يقول اليوم شيء يصدر منه بعد اسبوع نقيضة ، وعلى مبداء المثل العراقي الشهير ( احجي وامشي ) ، وهي عملية أستغفال للقارىء وللمتابع ، ويعتقدون ان ذاكرتة اصابها العطب ، او انه لا يجهد نفسة بالتفكير ، ولا يفسرون السكوت على ما يكتبون هو اغلى من الذهب ، لذلك تراهم يتمادون بتسطير الكذب ( غير المصفط ) ، والتزوير واختلاق الاحداث ،

وما دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو مجموعة من الاحداث وقعت في العراق خلال شهر رمضان ، واريد ان اتوقف أولا عند حادثة اغتيال الزميل العزيز مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين ، والذي نتمنى له الشفاء العاجل باذن الله ، والكم الهائل من التحليلات والتفسيرات التي كتبها بعضهم ، وكلنا نتذكر عند انتخاب الزميل الامي نقيبا للصحفيين ، كيف قامت جهات عديدة ، واقلام ماجوره تصور الانتخابات على انها صفقة ، وان المجلس الاعلى وايران هم من وضع اللامي في هذا المنصب ،وتحديدآ السفير الايراني في العراق ، واليوم تعود نفس الاصوات النشاز لتتهم ايران والجماعات المزعومة المرتبطة بها وراء حادث الاغتيال ، ولا نستطيع ان نجد تفسير لهكذا تخرصات ، فكيف تكون ايران هي من رشحه ، وهي من تريد اغتيالة بعد اقل من شهرين على انتخابة ، اليست هذه حزوره ،

الحزوره الثانية هي رفع الحصانة عن النائب مثال الالوسي بعد زيارتة الى اسرائيل ، نفس الوجوه ونفس الاقلام التي كانت تتهم كل الاحزاب الوطنية العراقية ورجالاتها بانهم عملاء لاسرائيل ، ويريدون سلخ العراق عن محيطه العربي ، وأنهم ضد القضية الفلسطينية ، عادوا لمهاجمة القوى السياسية التي طالبت برفع الحصانة عن الالوسي ، وتضامنوا مع الالوسي ، واشادوا بزيارته واعتبروها عملا وطنيا ، والأخرون ايضا عملاء لانهم لا يريدون الأعتراف باسرائيل ، وتناسوا كل كلامهم السابق ، ولم نفهم منهم لحد الان أيهما الوطني الذي مع أسرائيل أو الذي ضدها ، واعتقد آن ردود افعالهم ستكون مختلفة لو ان البرلمان سكت ، ولم يطالب احد برفع الحصانة عنه ،وقتها لأتهموا القوى السياسة بالتأمر ، وطالبوا برأس الالوسي ،

اما اصحاب يافطات المقاومة والاحتلال الامريكي ، عادوا بكل وقاحه ليعلنوا ان اميركا لا تحتل العراق ، وانما ايران هي من يحتل العراق ، واعتقد ان هذه الحزوره عصية على الحل ، حتى لو تم تجنيد كل جوائز برنامج حروف وألوف المغرية لحلها ، والفوازير عديدة وكثيرة واخرها تصريحات القرضاوي ، والتي لا تقل غرابه عن كل الفوازير الأخرى ، فالرجل يتخوف من غزوا شيعي ولايهمه كل الغزوات الأخرى ، فهو لا يرى الا بعين واحدة ، والمجال هنا لا يتسع لسرد كل المتناقضات ( الفوازير ) ، لكنها نماذج من اجل تبيان مدى فشل الجهات المنتجة لهكذا اعمال رخيصة لا يخجلون من ترديدها مثل الببغاوات ، وهي تذكرنا بتناقضات البعث المنحل (عفوآ فوازيره ) ، كيف هرب قائدهم من الكويت ، وهم يقولون انتصرنا في ام المعارك ، وكيف اختبىء القائد الظرورة في جحر ، وهم يسمونه المجاهد الاكبر ، تنوية للقارىء الكريم ان وجد حلآ لهذه الفوازير لا ينتظر أي جائزة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك