المقالات

المتباكون على كركوك


( بقلم : منى البغدادي )

كشفت ازمة كركوك وما اعقبها من تداعيات قانون انتخابات مجالس المحافظات عن وجود عناصر سياسية تعتاش على الازمات والخلافات وتذرف دموع التماسيح على ضحايانا وهي التي تشحذ السكاكين على قتلانا وتحرض على ذبحنا. والمتباكون على كركوك وضرورة تعريبها والساعون الى تعميق الخنادق القومية المتناحرة هم انفسهم الذين باعوا العراق وحرضوا على تخريبه وتعطيل الحياة الاجتماعية وشل العملية السياسية.

وهم انفسهم الذين يطالبون بتكريم وايواء منظمة خلق الارهابية مكافئة لافعالها الاجرامية ضد شعبنا وثوار انتفاضة شعبان الخالدة،وهم انفسهم الذين صنفوا شعبنا في خانات طائفية ووصموا الاغلبية بالصفوية والفارسية.لا يمكن الاصطفاف ضمن الفزعة القومية التي أطلقها هؤلاء الانتهازيون واستغلال ازمة كركوك لمأرب سياسية فئوية تستهدف وحدة الشعب العراقي وتماسك مكوناته.الوطنية الشعورية وليست الشعاراتية هي التي تتطلب الوقوف بمسافة واحدة مع جميع المكونات في كركوك واعطاء كل ذي حق حقه ضمن الدستور والتوافق الوطني.التحشيد القومي وطبول الحرب الداخلية التي يطرق عليها الانتهازيون الجدد ليس حباً بكركوك واهلها بل ابتغاء الفتنة واحداث الفوضى والاضطراب السياسي وارجاع العملية السياسية للمربع الاول بعد كل هذه التضحيات والمنجزات.

قد اتضح امام شعبنا جميع الذين يحاولون صناعة الازمات وتعميق الكراهية الطائفية والقومية والمناطقية وهم انفسهم الذين كانوا يحرضون على الدولة العراقية الجديدة ويتباكون على احتلال العراق وضياعه ونسوا أو تناسوا هم من باع العراق وحاول تمزيق أوصاله.

الحق الوطني والعدالة الدستورية لا تميز بين اي مكون في كركوك ولا يمكن تغليب مصلحة مكون على غيره، والميل القلبي والعاطفي لأي مكون ينبغي ان لا يتعدى حدود الوطنية والعدالة ونصرة الحق. وتعدد الخصوصيات القومية والمذهبية والدينية قضية واقعية ينبغي ان تكون عامل قوة وتماسك وتفاهم بين كل هذه المكونات وان لا تقودنا الى اصطفافات خاطئة كرستها تراكمات الثقافة الصدامية البائسة التي مزقت وحدة العراق واستنزفت خيراته وثرواته وبناه البشرية والتحتية بحروب هامشية دفع فواتيرها شعبنا. ونأمل أيضاً ان لا ينساق اخواننا الكرد بسبب مواقف وتصريحات الانتهازيين الجدد ومثيري الفتنة في كركوك الى اصطفافات مماثلة ومنفعلة قد تبرر التخندق والتمزق الذي يسعى الى تكريسه السياسيون المتنفسون برئة البعث.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك