المقالات

مجالس الحزب الواحد


( بقلم : علاء الموسوي )

مازالت حكومة المالكي تتعثر في اختيار خطواتها السليمة وفق منهج القانون واحترام الدستور والثوابت السياسية التي نشأت نتيجة التحالفات التوافقية لاخراج العراق من محنه التي لازمته طيلة السنوات الخمس الماضية، والظاهر ان من اهم اسباب هذا التعثر هو الاتكاز على رؤية الحزب الواحد، لاسيما في رؤاه الشمولية الذي يتميز به حزب الدعوة (الحزب الحاكم) عن غيره من الاحزاب الاخرى، والدليل على ذلك ما اختلقه الحزب من مشاكل جمة مع الاخوة الكرد في الرئاسة السابقة للجعفري، والذي استمر الحال الى يومنا هذا من قبل السيد المالكي، حيث الخلاف والتصعيد السياسي عنوان رئيس في شفافية الحكومة المناطة بحزب الدعوة. الاكثرية الساحقة من الشعب يتهمون الائتلاف العراقي الموحد عن اسباب تعثر حكومة المالكي في الخدمات والامن والمصالحة السياسية، فضلا عن تحميله الاسباب وراء استفحال ازمة انعدام الثقة بين الاطراف الحاكمة في البلاد سياسيا.

الا ان الحقيقة المغيبة عن تلك الاغلبية هي انفراد حزب الدعوة في قراراته التنفيذية والسياسية،على الرغم من وجود مرجعية سياسية مناطة بزعامة الائتلاف من قبل المجلس الاعلى، والذي يقع على عاتقه رسم السياسة العريضة لعمل الحكومة عبر مؤازرتها في انشاء تحالفات توافقية بين الاطراف السياسية في البلاد من اجل بناء حكومة وحدة وطنية يشترك فيها الجميع ولاينفرد فيها رؤى وافكار الحزب الحاكم المتسلط على رقاب الناس. وهذا ما لايلتزم به الحزب الحاكم او يتعثر فيه من قبل الدعوة المتفرقة الى ملل ونحل.

 بالامس اختلقت حكومة المالكي فكرة انشاء مجالس اسناد في المحافظات الآمنة، تحت ذريعة الحفاظ على المكاسب الامنية فيها، وربط هذا المجهود الامني بادارة الحكومة نفسها، في الوقت الذي تعارض فيه اغلبية محافظاتنا الامنة لهذه المجالس غير الشرعية والقانونية، وفي ظل معارضة سياسية عارمة من قبل زعامة الائتلاف والاطراف السياسية الاخرى، نجد التزمت من قبل الحكومة وصل الى حد يثير الريبة والشكوك حول الدوافع الرئيسة لانشاء هذه المجالس، والتي تؤكد طموح حزب الدعوة (الحاكم) الى تأسي مجالس انتخابية تروج لاهداف الحزب الواحد في ظل الصراع الانتخابي، وليس الحفاظ على هيبة الحكومة ودعم قوتها العسكرية ومكاسبها الامنية. والا ما الذي يبرر وجود مجالس عشائرية لها من الصلاحيات التنفيذية خارج سلطة الحكومة المحلية في الوقت الراهن ونحن مقبلين على انتخابات مجالس المحافظات؟؟... فضلا عن مخالفتها للدستور والقانون جملة وتفصيلا؟.

 بقاء اسس التفكير الفئوي والحزبي واستفحاله في طبيعة حكومة المالكي، سيدخل العراق في مغبة الصراعات السياسية ذات الطرف الواحد، وسيجعل من التواصل السياسي بين الاطراف الفاعلة في حكومة الوحدة الوطنية مهددة بالانهيار والتلاشي في ظل فكرة الشمولية التي لم تجلب للعراق غير الحروب والخراب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.علاء الزهيري
2008-09-20
ان طبقة المستشاريين المنتمين للحزب يتملقون مع الاسف للسيد رئيس الوزراء ولا ينصحونه . فمثلا هم لم ينصحوه بتغيير طريقته في مخاطبة الجماهير في ملف الخدمات والخراب الهائل في هذا الملف من كهرباء الى تجارة الى نفط . طريقته في مخاطبة الجماهير في هذا الملف تعتمد على سمفونية اصبحت مملولة وهي القول (اننا ورثنا تركة هائلة من النظام السابق واستلمنا بلدا مخرّبا بالكامل) .كما لا ينصحونه بالتخلي عن المشروع الحزبوي في مجالس الاسناد وصرف اموال الايتام على هذا المشروع الذاتي البعيد عن التقوى والنزاهة .
د.علاء الزهيري
2008-09-20
وهذا ما يفسَر تمسّك حزب الدعوة ورئيس الوزراءبعدو الشعب وزير الكهرباء الى حد الان رغم ان المجلس الاعلى لايريده ويعتبره مخربا فاسدا .. لكن الشعب لا يعرف سوى ان الائتلاف يتحمل المسؤولية ..وبالتالي فلابد على الاقل ان يعلن المجلس الاعلى برائته من وزير الكهرباء .. أقول (براءة) لكيلا تبقى الناس تحمّل زعامة الائتلاف مسؤولية ذلك .. لابد ان يتبرأ المجلس من وزير الكهرباء كما يتبرأ الان من مجالس الاسناد حتى يعرف الشعب ان الاخوة في حزب الدعوة والاستاذ المالكي هم من تقع عليهم المسؤولية في ذلك ..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك