المقالات

الجامعة العربية واسباب الفشل


( بقلم : علي الخياط )

كثيراً ماحوت بطون الكتب على تاريخ واخبار الرجال، منذ قرون عديدة وبشتى ضروب الحياة ومجالات تخصصها من ادب وعلم وشجاعة وغيرها ,واخرون عرفوا بالبخل اوالكرم والغنى او الفقر , بالفسق اوالفجور ,والظلم اوالعدل. وقليل ماحوى التاريخ اخيار الرجال كذلك .دون التاريخ فشل ونجاح بعض المنظمات والتجمعات ومعلومات شتى اخرى. وهنا لابد ان نستذكر الفشل الذريع للجامعة العربية منذ تأسيسها ولغاية كتابة هذه السطور وما بعدها. مساحة الوطن العربي الكبير من المحيط الهندي شرقاً الى المحيط الاطلسي غربا ,اللغة العربية هي اللغة الرسمية وترتبط الامة العربية فيما بينها بروابط كثيرة فضلاً عن رابطة اللغة مثل الاسلام والتاريخ والعادات والتقاليد اضافة الى الالم الدفين المكبوت لمعظم الشعوب العربية، بسبب القمع والديكتاتورية الذي تمارسه انظمتها على شعوبها.منذ ما يقارب اكثر من نصف قرن تم تأسيس الجامعة العربية في ظروف صعبة وقاهرة في ظل تحديات دولية ومصاعب جمة.

ومنذ بداية التأسيس المتعثر لم تستطع هذه الجامعة ان ترتقي باعمالها وجداولها الى تطلعات الجماهير التي تنظر الى الجامعة بنظرة شك وريبه وانعدام ثقة لدورها السيء في كل الازمات التي مرت على الوطن العربي وخير مثال على ذلك القضايا المصيرية مثل (القضية الفلسطينية - الصومال- السودان - لبنان- العراق وغيرها)عانت الجامعة منذ التأسيس ببدايات متعثرة ،حيث عانت في هيكليتها من عدم الاعتماد على الكفاءات العالية لاختيار موظفيها ،مما جعلها عاجزة عن القيام بأي انجاز مواز لما وصل اليه الاخرون مثل الاتحاد الاوربي الذي انشئ منذ سنوات قليلة او الاتحاد الافريقي الفقير، فعلى سبيل المثال كان ممثل الجامعة العربية في واشنطن عام 1966 لايتقن اللغة الانكليزية؟ فهل من المعقول ان يحدث هذا؟

وهل انعدمت الطاقات والخبرات العربية بحيث لايوجد كفوئين لهذا المنصب ولا يسعنا ذكر جمود رؤساء الجامعة في وجه التطور الذي شمل العالم العربي في أفكاره و وسائل معيشته ، فلقد أبى أكثر هؤلاء الرؤساء حتى اليوم أن يفهموا أن معركة الحياة التي يخوضها العرب اليوم ليست معركة سلاح أو سياسة بقدر ما هي معركة فكر و نظام وعلم .. لقد كانت القوات العربية في معارك فلسطين غير متكافئة .. كانت المعركة بيننا و بينهم معركة بين فوضى و تنظيم ، وفقر وغنى ، و جهل و علم ، وعاطفة و عقيدة .. فهل تعجبون من ذلك إذا انتصر النظام على الفوضى ، و العلم على الجهل ، و العقيدة على العاطفة الجاهلة يقول احد القادة المشتركين في حرب( فلسطين 1967 ) : ولا أنسى _ و من واجبي أن أذكر هذه الحقيقة ليذكرها أحفادنا من بعد _ إننا حين كنا في القدس و أحسسنا بخطر سقوطها في أيدي الأعداء ، و بدأنا نرسل صرخات الاستغاثة ، وكان مما قاله لنا بعض الرؤساء الكبار في الجامعة : لا تهتموا بسقوطها فسنستردها نحن و إخواننا ! .. و لما أوشكت القدس أن تسقط في أيدي الأعداء في إحدى المعارك الضارية ، و أخذنا نستنجد برؤساء الجامعة في الليل .. كان الجواب من أحد رؤسائها الكبار : إذا كنتم تشعرون بالخطر فانسحبوا منها ! قلنا : ولكنها القدس ! و فيها أربعون ألف لاجىء ، و لو انسحبنا منها لتمت أفضع مجزرة في التاريخ ؟!

 فكان الجواب .. ولكنكم عندنا أغلى ! .. و أقسم لكم أننا لو أصغينا يومئذ إلى تلك النصائح الغالية ! لرأى العالم اليوم أعمدة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى وكنيسة القيامة(حسب شهادته) !الشلل الذي تعانيه هذه الجامعة في التعامل مع الاحداث المتوالية والساخنة ولاسيما في وطننا العربي شلل دائم لاشفاء منه والدليل على ذلك , لم نسمع عن اي دور قامت به ازاء الاحداث المتسارعة في الوطن العربي والشرق الاوسط والتداعيات الحاصلة جراء الازمات المستمرة .ان السياسة الحكيمة التي يجب ان يتبعها القائمون على هذه الجامعة هي مواجهة الحقائق والاعتراف بالعجز الشامل في مواكبة الاحداث وايجاد الحلول الناجعة لها لانهم في واد والسياسة الدولية في واد اخر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ماجد حمود
2008-09-19
المساله ليست عجز مؤسسه ولكنها ببساطه اسست لتمثل الحكومات وليست الشعوب المظلومه وهي تستحق بلا فخر انها اكبر تجمع دكتاتوريات في العالم فهمها الحفاظ على كراسي الحكام لا مصلحة الشعوب التي تنادي بانها تمثها .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك