المقالات

عسكرة العراق وتعثر خدماته !!


( بقلم : علاء الموسوي )

مازالت الحكومة تحتضر بواقعها الخدماتي الذي ينذر بكارثة شعبية لا يحمد عقباها، اذا استمر عزوفها عن معالجة الاخطاء في وزاراتها الخدمية، والاستمرار في سياستها العسكرية الهجينة،التي تحاول من خلالها عسكرة العراق من شماله الى جنوبه عبر (مجالس الاسناد والصحوات وزيادة عديد العسكر والجيش في ظل تنامي البطالة المتفشية في جسد المجتمع...) فضلا عن عقد المليارات تلو الاخرى في شراء الاسلحة الثقيلة والصواريخ العابرة للقارات ـ والله اعلم ـ ان كانت هناك صفقات تسليحية تصل الى السلاح النووي!!. لا احد يحق له ان يشكل على الحكومة في اتجاهها الى زيادة القدرة العسكرية للجيش العراقي، والاستقلالية عن القوات المتعددة الجنسية في وجودها بالعراق، اذ بتأهيل الجيش العراقي ومؤسساته الامنية سيوجب على تلك القوات (الصديقة) مغادرة العراق وحزم امتعتها (مشكورة) بعد ما انهت مهمتها في تخليص الشعب العراقي من دكتاتورية النظام الصدامي البائد.

 الا ان الاحتكار على تلك السياسة العسكرية وعلى حساب بناء مؤسسات الدولة الخدمية، يدخل الحكومة في الكثير من التساؤلات المشروعة لدى الساحة السياسية، وبالتالي ادخال العملية السياسية في احتقانات نحن الان في غنى عنها ، لاسيما وان اعتبارات الخوف من الاخر وغياب الثقة حاضرة في اطر الخلافات السياسية اليوم. بالامس اعترض الاخوة الكرد على سياسة الحكومة في سعيها اللامحدود لتوسيع الزخم التسليحي اللامبرر في ظل غياب الخدمات وانعدام المشاريع العمرانية، ناهيك عن مطالبة اغلب القوى السياسية الفاعلة الى الالتفات لواقع المواطن الميئوس منه، بسبب غياب الخطط التنموية عن تطوير البنية الاقتصادية في البلد. وبين كل تلك المطاليب تأتي الحكومة لتقف بالضد من اشكالية القوى السياسية لاندفاعها التسليحي وعدم السماح لها بان تغوص في تسليح العراق بشريا وماديا، لاسيما وان الاعداد المعلنة من قبل وزارة الدفاع والداخلية لعدد عناصرها قد تجاوز عشرات المرات عن الرقم العالمي الذي يجب ان تكون عليه المؤسسة العسكرية في اية دولة. عندما تطالب جهات سياسية فاعلة مرتبطة بالاحتكاك الجماهيري المعبر عن الامه وهمومه المثخنة بالجراحات، بتحسين الخدمات ومحاسبة المقصرين في الوزارات المعنية في ذلك، ويكون رد الحكومة لهذه المطاليب بالصمت المدقع بالتبريرات الواهية وغير المنسجمة مع المعاناة التي يجسدها الواقع الخدماتي للمواطنين، تكون الكارثة والنقمة الجماهيرية متوقعة، لاسيما وان اتجاه الحكومة الى الدفق العسكراتي ينفر الجميع من تلك السياسة غير المدروسة لواقع العراق ومعاناته من تلك السياسة العسكرية طيلة العقود الثلاثة الماضية. الظرف الراهن في العراق يوجب على حكومة المالكي النظر بجدية لواقعه الخدماتي المتهرىء، والاعلان امام الشعب عن الجهات المسؤولة لاستمرار تلك المعاناة المأساوية في البلاد، من انعدام الكهرباء ونقص المياه الصالحة للشرب والارتفاع المستمر للاسعار مع تدني مستوى الرواتب، وزيادة ظاهرة الامراض المعدية... الى غيرها.

ناهيك عن تشكيل اجهزة مختصة لمحاربة الفساد الاداري والمالي في البلاد عبر تأسيس لبنة اجتماعية اقتصادية تسهم في رفع القدرة الصناعية للبلد وتعزيز دور الرقابة الحكومية في دوائر وقطاعات الدولة. وعدم اللجوء الى اختيارات اكل الدهر عليها وشرب من التعويل على بناء مؤسسة عسكرية كبيرة تكون اليد الساندة لفكر الاقصاء والاستبداد في المجتمع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك