المقالات

العسكر مرة اخرى


( بقلم : محمد الشيخ )

عّدُ دور القوات المسلحة العراقية في محاربة الارهاب والمليشيات، اساسيا في تضييق دائرة نشاط هذه القوى وجرائمها، وهذا هو احد اهم المهمات الاساسية التي ادتها قواتنا المسلحة، بشجاعة وإقدام. إن ما قام به رجال الجيش والشرطة الوطنية من ماثر بطولية، ما هو إلا دليل على حبهم لوطنهم وانحيازهم لأمنه وسلامته، وقدموا لاجل ذلك اعز رجالاتهم شهداء في معاركهم البطولية وتصديهم للارهاب ومكافحتهم لقوى الشر.

ومن اجل بناء وتعزيز قدرات الاجهزة الامنية والعسكرية، كي تؤدي واجبها الاساسي في استباب الامن وتحقيق الأمان، وصولا إلى مسك الملف الأمني بشكل كامل، قُدمت لها إمكانيات واسعة من بينها فتح باب التطوع للعمل في هذه الاجهزة، والتي انخرط فيها أعداد كبيرة من الشباب. ومن جهة أخرى تم إعادة أعداد كبيرة من منتسبي الوزارات الأمنية المنحلة وبينهم ضباط صف وضباط كبار حتى رتبة عقيد. وبلغت اعداد افراد القوات المسلحة ما يقارب المليون منتسب، ماعدا أعداد رجال الصحوات، حسب تصريحات بعض المسؤلين الرسميين، ويقترب العدد المذكور مما وصلت اليه اعداد افراد القوات العسكرية في فترات حروب النظام السابق.

ومع ما تشهده أعداد القوات العسكرية من زيادة ملفته، وتنامي قدراتها وتعاظم إمكانياتها، ومع الأداء الناجح لها والانجازات التي أحرزتها توالت التصريحات السياسية لعدد من القادة العسكريين، خاصة تلك التصريحات التي لها علاقة بالشؤون الداخلية والعلاقات بين القوى السياسية، ما يؤشر الى بداية غير موفقة لتدخل المؤسسة العسكرية بالشأن السياسي الداخلي البعيد عن اختصاصها كما حدده الدستور، الأمر الذي يلقي بالمسؤلية على الحكومة بضرورة التنبيه على ذلك، كما هو واجبها في الاهتمام بالجانب المعنوي والتربوي، هذا طبعا الى جانب تطوير برامج التدريب والتسليح والتجهيز والنقل وبناء المعسكرات.

ونظرا لتغير العقيدة العسكرية للقوات المسلحة في العراق الجديد، الديمقراطي الاتحادي، لابد من التأكيد على تجنب ما شهدت التربية العسكرية في فترة النظام الدكتاتوري المقبور، التي كان تستند الى العنصرية والشوفينية والعدوان والإذلال، لذا ينبغي التركيز على الوحدة الوطنية واحترام القوانين والتربية بالثقافة الدستورية والقيم الديمقراطية، والمؤسساتية وحقوق الإنسان. والتأكيد على ان مهمة القوات المسلحة العراقية في الحقبة الجديدة، السهر على حماية الوطن ونظامه الدستوري وقوانينه.

فحين نص الدستور على ان يكون وزير الدفاع مدنيا، كان الهدف منه ولا يزال، التأكيد على وضع المؤسسة العسكرية في مكانها الصحيح. هو المحافظة على النظام السياسي واحترامه، وجعل المؤسسة العسكرية مؤسسة تضم جيشا مهنياً غير مسيس، بعيدا عن التدخل بالصراعات السياسية الداخلية، والوقوف على مسافة واحدة بين جميع القوى السياسية وان لا يكون الجيش موالياً لطرف ما او فئة معينة على حساب الاخرى، وان لا يكون فوق الحكومة، واخذ العبرة من التجارب التي لعب بها الجيش دورا سلبيا مؤثرا على الحياة السياسية والبرلمانية، كما هي تجربة كل من تركيا وباكستان.

وفي الوقت الذي تبنى فيه المؤسسة العسكرية على أساس الولاء للوطن، واحترام الهوية الوطنية والالتزام بها، لا بد من فتح أبواب التطوع امام كل عراقي كفء وقادر، بغض النظر عن الانتماء القومي والديني والطائفي، شرط ان يكون ولائه للعراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.

لذا فإشراك مناهضي الدكتاتورية ومعارضيها، الذين قدموا إسهامات وتضحيات جسيمة في مقاومتها وناضلوا من اجل عراق ديمقراطي حر ومزدهر، وبعيدا عن المحاصصات واعتماد المهنية والكفاءة، يعد إحدى أهم الضمانات التي تجعل المؤسسة العسكرية حامية لدستور الدولة وقوانينها وأنظمتها ومصالحها الوطنية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك